العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

هدوء حذر في السودان في ثاني أيام الهدنة.. والمخاطر مازالت محدقة بالمدنيين

الخميس ٢٥ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

الخرطوم‭ ‬‭ ‬الوكالات‭: ‬هدأت‭ ‬حدة‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬أمس‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬في‭ ‬ثاني‭ ‬أيام‭ ‬الهدنة‭ ‬الموقعة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬في‭ ‬جدة،‭ ‬ما‭ ‬ينعش‭ ‬آمال‭ ‬السودانيين‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬ممرات‭ ‬انسانية‭ ‬وطرق‭ ‬للفرار‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭. ‬

وكان‭ ‬الوسطاء‭ ‬السعوديون‭ ‬والأمريكيون‭ ‬وقد‭ ‬أعلنوا‭ ‬أنهم‭ ‬توصلوا‭ ‬بعد‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬المفاوضات،‭ ‬الى‭ ‬هدنة‭ ‬تعهد‭ ‬الجانبان‭ ‬احترامها‭. ‬لكن‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب،‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬مرارا‭ ‬عن‭ ‬اتفاقات‭ ‬لوقف‭ ‬النار‭ ‬تعرضت‭ ‬للانتهاك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭. ‬

منذ‭ ‬15‭ ‬أبريل،‭ ‬أسفر‭ ‬النزاع‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬المعروف‭ ‬بحميدتي،‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬المئات‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬نازح‭ ‬وما‭ ‬يفوق‭ ‬عن‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬لاجئ‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭. ‬

وبحسب‭ ‬بيانات‭ ‬موقع‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬ووقائعها‭ (‬أيه‭ ‬سي‭ ‬إل‭ ‬إي‭ ‬دي‭)‬،‭ ‬بلغت‭ ‬حصيلة‭ ‬القتلى‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬1800‭ ‬شخص‭ ‬سقط‭ ‬معظمهم‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬وفي‭ ‬مدينة‭ ‬الجنينة‭ ‬عاصمة‭ ‬غرب‭ ‬دارفور‭.  ‬

وفي‭ ‬العاصمة‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬دوي‭ ‬الانفجارات‭ ‬وأزيز‭ ‬الرصاص‭ ‬يتردّد‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬مختلفة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬الجانبين‭ ‬المتنازعين‭ ‬التزامهما‭ ‬بالهدنة‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬أسبوعا‭. ‬وقال‭ ‬وسطاء‭ ‬إن‭ ‬‮«‬القتال‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬بدا‭ ‬أقل‭ ‬حدة‭... ‬لكن‭ ‬المعلومات‭ ‬تفيد‭ ‬أنهما‭ ‬انتهكا‮»‬‭ ‬الهدنة‭ ‬منذ‭ ‬ليل‭ ‬الاثنين‭. ‬

ويفترض‭ ‬أن‭ ‬تتيح‭ ‬الهدنة‭ ‬التي‭ ‬وقّع‭ ‬عليها‭ ‬الطرفان‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬مباحثات‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جدة‭ ‬السعودية،‭ ‬خروج‭ ‬المدنيين‭ ‬وإدخال‭ ‬مساعدات‭ ‬إنسانية‭ ‬إلى‭ ‬السودان‭. ‬

وقالت‭ ‬السودانية‭ ‬إحسان‭ ‬دفع‭ ‬الله‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الهدنة‭ ‬أتاحت‭ ‬لي‭ ‬الوصول‭ ‬مع‭ ‬أمي‭ ‬المريضة‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬أم‭ ‬درمان‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تقابل‭ ‬أمي‭ ‬الطبيب‭ ‬أو‭ ‬تتناول‭ ‬الدواء‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬يوما‮»‬‭. ‬

وأرغمت‭ ‬الفوضى‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العاصمة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬على‭ ‬ملازمة‭ ‬منازلهم‭ ‬للاحتماء‭ ‬من‭ ‬الرصاص‭ ‬الطائش‭ ‬وأعمال‭ ‬السرقة‭ ‬والنهب‭ ‬ولكنهم‭ ‬يعانون‭ ‬ندرة‭ ‬الماء‭ ‬والغذاء‭ ‬وانقطاع‭ ‬الكهرباء‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬قال‭ ‬خبير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬رضوان‭ ‬نويصر‭ ‬‮«‬يشعر‭ ‬الناس‭ ‬بالوحدة‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬التخلي‭ ‬عنهم‭ ‬وسط‭ ‬النقص‭ ‬المزمن‭ ‬في‭ ‬الطعام‭ ‬ومياه‭ ‬الشرب‭... ‬البلد‭ ‬كله‭ ‬أصبح‭ ‬رهينة‮»‬‭.  ‬

بعد‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬الهدنة،‭ ‬وجّه‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬السودانيين‭ ‬قال‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬تم‭ ‬انتهاك‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬سنعرف‮»‬‭. ‬وتابع‭ ‬‮«‬سنحاسب‭ ‬المخالفين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عقوبات‭ ‬نفرضها‭ ‬ووسائل‭ ‬أخرى‭ ‬متاحة‭ ‬لنا‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬المفوّض‭ ‬السامي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فولكر‭ ‬تورك‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬للصحفيين‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬أمس‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اتفاقات‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬المتتالية،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬المدنيون‭ ‬يتعرضون‭ ‬لخطر‭ ‬الموت‭ ‬والإصابة‮»‬‭. ‬

وأضاف‭ ‬‮«‬بين‭ ‬عشية‭ ‬وضحاها‭ ‬تلقينا‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬طائرات‭ ‬مقاتلة‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬ووقوع‭ ‬اشتباكات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬المدينة،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬بحري‭ ‬وأم‭ ‬درمان‮»‬‭. ‬

وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬تتواصل‭ ‬هجرة‭ ‬السودانيين‭ ‬إلى‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬مصر‭ ‬وتشاد‭ ‬وجنوب‭ ‬السودان‭. ‬وأفادت‭ ‬منظمة‭ ‬الهجرة‭ ‬الدولية‭ ‬بأن‭ ‬عدد‭ ‬الفارين‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬بلغ‭ ‬319‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭. ‬

حذر‭ ‬خبير‭ ‬الشأن‭ ‬السوداني‭ ‬أليكس‭ ‬دي‭ ‬وال‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مسار‭ ‬انهيار‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬يهدد‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬بتحويل‭ ‬السودان‭ ‬كله،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الخرطوم،‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬دارفور‭ ‬قبل‭ ‬10‭ ‬أو‭ ‬15‭ ‬عاما‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬دي‭ ‬وال‭ ‬في‭ ‬اشارة‭ ‬إلى‭ ‬ميليشيا‭ ‬الجنجويد‭ ‬التي‭ ‬انبثقت‭ ‬منها‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬هي‭ ‬البيئة‭ ‬التي‭ ‬ازدهر‭ ‬فيها‭ ‬حميدتي،‭ ‬حيث‭ ‬يحدد‭ ‬المال‭ ‬والرصاص‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬مستقبل‭ ‬السودان‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬الحرب‮»‬‭. ‬

وكانت‭ ‬وتيرة‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬غربيّ‭ ‬البلاد‭ ‬القتال‭ ‬شديدة‭ ‬للغاية،‭ ‬إذ‭ ‬أفادت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬الجنينة‭ ‬عاصمة‭ ‬ولاية‭ ‬غرب‭ ‬دارفور‭ ‬دفعت‭ ‬85‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬النزوح‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إحراق‭ ‬جميع‭ ‬مراكز‭ ‬استقبال‭ ‬النازحين‭ ‬البالغ‭ ‬عددها‭ ‬86‭ ‬بالكامل‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا