العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

أستراليا تستقبل مودي بالتركيز على التجارة والتغاضي عن حقوق الأقليات

الأربعاء ٢٤ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

سيدني‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬رحّبت‭ ‬أستراليا‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬بحماس‭ ‬وحرارة‭ ‬برئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬ناريندرا‭ ‬مودي‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬زيارة‭ ‬تركّز‭ ‬كانبيرا‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬وتتفادى‭ ‬توجيه‭ ‬انتقادات‭ ‬لحكومته‭. ‬خاطب‭ ‬مودي‭ ‬في‭ ‬تجمّع‭ ‬أشبه‭ ‬بالتجمعات‭ ‬الانتخابية‭ ‬حشدًا‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬مناصر‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬في‭ ‬سيدني‭ ‬بحضور‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأسترالي‭ ‬أنتوني‭ ‬ألبانيزي‭. ‬وتسعى‭ ‬الحكومة‭ ‬الأسترالية‭ ‬لكسب‭ ‬الهند‭ ‬تجاريا‭ ‬وكشريك‭ ‬قوي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬النفوذ‭ ‬الصيني‭ ‬العسكري‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الهادئ‭. ‬

على‭ ‬وقع‭ ‬هتاف‭ ‬‮«‬مودي‭! ‬مودي‭! ‬مودي‭!‬‮»‬،‭ ‬قدّم‭ ‬ألبانيزي‭ ‬مودي‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬صديق‭ ‬عزيز‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬حشد‭ ‬من‭ ‬الهنود‭ ‬الأستراليين،‭ ‬فيما‭ ‬أشاد‭ ‬مودي‭ ‬به‭ ‬لجعل‭ ‬أستراليا‭ ‬‮«‬أقوى‭ ‬وأكثر‭ ‬شمولاً‮»‬‭. ‬

وقال‭ ‬ألبانيزي‭: ‬‮«‬آخر‭ ‬مرة‭ ‬رأيت‭ ‬فيها‭ ‬شخصًا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنصة‭ ‬كان‭ (‬المغنّي‭) ‬بروس‭ ‬سبرينغستين‭ ‬هنا،‭ ‬ولم‭ ‬يلقَ‭ ‬الترحيب‭ ‬الذي‭ ‬لقيه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬مودي‮»‬‭ ‬الثلاثاء‭. ‬وأضاف،‭ ‬مع‭ ‬ابتسامة‭ ‬عريضة‭ ‬على‭ ‬وجهه‭: ‬‮«‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬مودي‭ ‬هو‭ ‬الزعيم‭!‬‮»‬،‭ ‬متفاخرًا‭ ‬بأن‭ ‬الرجلَين‭ ‬التقيا‭ ‬ستّ‭ ‬مرات‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬

يعدّ‭ ‬حضور‭ ‬ألبانيزي‭ ‬تعبيرا‭ ‬شخصيا‭ ‬غير‭ ‬مألوف‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬لمودي،‭ ‬وهو‭ ‬زعيم‭ ‬قومي‭ ‬يسعى‭ ‬لإعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬فيما‭ ‬وُجهت‭ ‬انتقادات‭ ‬له‭ ‬بسبب‭ ‬تراجع‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬وتمييزه‭ ‬ضد‭ ‬غير‭ ‬الهندوس‭. ‬ردّ‭ ‬مودي‭ ‬على‭ ‬إشادة‭ ‬ألبانيزي‭ ‬به،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الاهتمامات‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬الدولتين،‭ ‬مثل‭ ‬الكريكيت‭ ‬والكاري‭ ‬واليوغا‭ ‬وبرنامج‭ ‬‮«‬ماسترشيف‮»‬‭ ‬التلفزيوني‭ ‬للطبخ‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬أهم‭ ‬أساس‭ ‬لعلاقاتنا‭ ‬هو‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‮»‬‭. ‬

بدأ‭ ‬مودي‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬له‭ ‬لأستراليا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬عندما‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭. ‬وخلال‭ ‬العقد‭ ‬الأخير،‭ ‬كان‭ ‬أداء‭ ‬الهند‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مختلطا‭ ‬إذ‭ ‬ارتكبت‭ ‬البلاد‭ ‬أخطاء‭ ‬أثّرت‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬مئات‭ ‬ملايين‭ ‬السكان‭ ‬انتُشلوا‭ ‬من‭ ‬الفقر‭. ‬واليوم،‭ ‬باتت‭ ‬ثاني‭ ‬اقتصادات‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬لجهة‭ ‬سرعة‭ ‬النمو،‭ ‬وسوقا‭ ‬يقدّر‭ ‬بتريليونات‭ ‬الدولارات‭. ‬

بالنسبة‭ ‬لكلّ‭ ‬من‭ ‬مودي‭ ‬وألبانيزي،‭ ‬تقدّم‭ ‬الجالية‭ ‬الهندية،‭ ‬التي‭ ‬تضمّ‭ ‬673‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬أستراليا‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬26‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬أعدادًا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬ومجموعة‭ ‬منوعة‭ ‬من‭ ‬التبرعات‭ ‬للحملات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وفق‭ ‬أستاذ‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬غريفيث‭ ‬بمدينة‭ ‬بريسبان‭ ‬إيان‭ ‬هول‭. ‬وقال‭ ‬هول‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظهور‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬سيدني‭ ‬هو‭ ‬مزج‭ ‬للسياسات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬لأستراليا‭ ‬والهند‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬يبحث‭ ‬كلاهما‭ ‬عن‭ ‬التمويل‭ ‬والدعم،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الشتات‭ ‬الهندي،‭ ‬ويستخدمان‭ ‬الشراكة‭ ‬الثنائية‭ ‬كوسيلة‭ ‬ضغط‭ ‬تقريبًا‮»‬‭. ‬

لكن‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي،‭ ‬باتت‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬ديمقراطية‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬أقل‭ ‬حرية‭ ‬وأكثر‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬معارضي‭ ‬مودي،‭ ‬بحسب‭ ‬مديرة‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭ ‬إيلاين‭ ‬بيرسن‭. ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬حزب‭ ‬مودي‭ ‬بهاراتيا‭ ‬جاناتا‭ ‬تشدد‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وتستخدم‭ ‬قوانين‭ ‬قمعية‭ ‬لتوقيف‭ ‬وترهيب‭ ‬ناشطين‭ ‬وصحفيين‭ ‬وقادة‭ ‬في‭ ‬المعارضة‭ ‬وأكاديميين‭ ‬ومتظاهرين‭ ‬سلميين‭ ‬ومعارضي‭ ‬سياسات‭ ‬حكومية‮»‬‭. ‬

وتفيد‭ ‬مجموعات‭ ‬حقوقية‭ ‬بأن‭ ‬مسلمي‭ ‬الهند‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬يعانون‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬والعنف‭ ‬منذ‭ ‬وصل‭ ‬مودي‭ ‬وحزبه‭ ‬الهندوسي‭ ‬القومي‭ ‬بهاراتيا‭ ‬جاناتا‭ (‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬الهندي‭) ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا