بغداد/ د.حميد عبدالله
مع كل بداية صيف تفاجئ إيران الحكومات العراقية المتعاقبة بإيقاف إمدادات الغاز الى محطات إنتاج الكهرباء ما يتسبب بأزمة حادة بين الحكومة والشارع العراقي الملتهب والمتأهب أصلا للتظاهر ضد الفشل والفساد. وزارة الكهرباء العراقية أعلنت إيقاف إيران لإمدادات الغاز المجهز للعراق، وخسارة المنظومة الكهربائية لـ1000 ميجاواط ما انعكس على تزويد المنازل بالكهرباء وزيادة السخط الشعبي على حكومة السوداني، وتسبب في إغراق مدن بأكملها في ظلام دامس.
وتقول وزارة الكهرباء العراقية انها تدفع إلى إيران مبلغ 6 مليارات دولار سنويا مقابل تجهيزها بالغاز لإدامة توليد الطاقة في عدد من محطات الإنتاج في جنوب العراق.
وبينت الوزارة أن حجم الإنفاق السنوي لاستيراد الغاز الإيراني أو الغاز من إقليم كردستان يبلغ نحو 8 تريليونات دينار (6 مليارات دولار أمريكي).
ولفت المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى إلى أن الوزارة تحتاج إلى موازنة تشغيلية لسداد مستحقات الغاز المورّد، بجانب مستحقات شراء الطاقة من المستثمرين وفق عقود حكومية، وإجراء الصيانات الدورية لوحدات التوليد وشبكات الطاقة وخطوطها ونقلها وتوزيعها.
وتعزو الجهات الحكومية تلاعب إيران بإمدادات الغاز للعراق إلى أسباب فنية ومالية، ومن بين تلك الأسباب إصرار إيران على تسديد مستحقاتها بالدولار، فيما تخشى الجهات المصرفية في العراق قرارا أمريكيا ضاغطا إذا خرقت بغداد التعليمات الامريكية بإيقاف تدفق الدولار إلى الأسواق الإيرانية.
لكن مراقبين في بغداد يرون أن إيران تستخدم الغاز للضغط على الحكومات العراقية إذا انتهجت نهجا يخالف المصالح الإيرانية من الناحيتين السياسية والاقتصادية، وربما بسبب خلافات بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وقوى الإطار المرتبطة بإيران أقدمت طهران على إيقاف إمدادات الغاز بهدف إحراج السوداني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك