القدس المحتلة – الوكالات: اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير أمس باحة المسجد الأقصى، في خطوة تفاقم التوتر في القدس الشرقية المحتلة وسط تنديد عربي وإسلامي واسع.
وحسب مصادر فلسطينية، اقتحم بن جفير أمس ساحات المسجد الأقصى برفقة عشرات المستوطنين وذلك للمرة الثانية منذ توليه منصبه نهاية العام الماضي.
وأفادت مصادر مقدسية بأن «عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه وقبالة قبة الصخرة».
ووفق المصادر، «انتشر عناصر من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة في ساحات الحرم، وقاموا بإبعاد المصلين والمرابطين عن مسار اقتحامات بن غفير والمستوطنين للمسجد الأقصى».
ولفتت إلى أن «شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها على أبواب الأقصى، وفرضت قيودا على دخول الشبان للمسجد، ودققت في هويات المصلين واحتجزتها عند الأبواب».
ووصف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة هذه الخطوة بأنها «اعتداء سافر على المسجد الأقصى وله تداعيات خطيرة».
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن «محاولات بن جفير وأمثاله من المتطرفين لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى مدانة ومرفوضة وستبوء بالفشل».
ووصفت حركة حماس خطوة بن غفير بـ«الهمجية». وحمّلت الحركة في بيان «الاحتلال المجرم كامل تبعات هذا الاعتداء الهمجي» داعية إلى «تكثيف الرباط في الأقصى وشد الرحال إليه».
وأصدرت فصائل فلسطينية بيانات متفرقة تدين اقتحام بن جفير للمسجد الأقصى وتحذر من تداعيات استمرار المساس بالمقدسات.
وحذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، من تداعيات الاقتحامات والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون للمسجد الأقصى المبارك.
وحذر «استمرار السكوت عن هذه الاقتحامات والاعتداءات، لخطورتها البالغة، ولأنها ستجر العالم بأسره نحو حرب ملحمية وصراع ديني، وأن أي مساس بالمقدسات في القدس، وغيرها هو اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني والمسلمين في العالم بأسره، وأن هذا العدوان لن يجلب إلا الدماء والخراب».
من جانبه، دان الأردن «إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف صباح اليوم (الأحد) وتحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي».
ووصفت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة التابعة للأردن تصرف الوزير المتطرف بأنه «سافر».
واعتبرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان أن ما قام به بن جفير ما هو إلا «خطوة استفزازية مدانة وتصعيد خطير ومرفوض ويمثل خرقا فاضحا ومرفوضا للقانون الدولي».
وطالبت بـ«الكف الفوري عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد ووقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم وفرض التقسيم الزماني والمكاني».
وأعربت السعودية عن «إدانتها واستنكارها» للخطوة ووصفتها بأنها «تعدّ صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية واستفزاز لمشاعر المسلمين» محملة «قوات الاحتلال الإسرائيلي» المسؤولية.
من جهتها، جددت الإمارات تأكيد موقفها «بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه».
كذلك أكدت الكويت «رفضها المطلق» لزيارة الوزير اليميني داعية إلى «ضرورة تحرك المجتمع الدولي الفوري وتحمل مسؤولياته لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة واحترام حرمة الأماكن المقدسة».
من جانبها، دانت منظمة التعاون الإسلامي «بشدة اقتحام الوزير المتطرف». واعتبرت أن الخطوة ترمي إلى «تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى».
وحملت المنظمة «حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات استمرار هذه الاعتداءات الممنهجة التي تشكل استفزازا لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم وتهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة».
وتذكّر خطوة بن جفير بزيارة قام بها زعيم المعارضة الإسرائيلية أرييل شارون في عام 2000، اندلعت على أثرها الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت حتى عام 2005.
وكان بن جفير اقتحم الأقصى في يناير الماضي ما أثار تنديدا عربيا وإسلاميا.
وفي شبابه وُجّه الاّتهام لبن جفير أكثر من خمسين مرّة بالحضّ على العنف أو باعتماد خطاب الكراهية. وأدين عام 2007 بدعم جماعة إرهابية والتحريض على العنصرية.
وكان بن جفير من بين عشرات آلاف المستوطنين الذين شاركوا في القدس المحتلة بما يسمى بـ«مسيرة الأعلام» الاحتلالية التي تنظم سنويا لإحياء ذكرى احتلال إسرائيل الشطر الشرقي من المدينة عام 1967.
وفي خطوة استفزازية أخرى عقد مجلس الوزراء المصغر بزعامة بنيامين نتانياهو اجتماعه الأسبوعي أمس في أحد الأنفاق التي تحفرها إسرائيل أسفل حائط «البراق».
وعلقت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس على اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر معتبرة الخطوة «رسالة تصعيدية واضحة وممنهجة ضد تاريخ وتراث المدينة العربي الإسلامي الأصيل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك