القاهرة/دبي – (رويترز): انهالت الضربات الجوية على ضواحي الخرطوم الليلة قبل الماضية وصباح أمس مع دخول الصراع الذي أدى الى محاصرة المدنيين بأزمة إنسانية ونزوح أكثر من مليون شخص أسبوعه السادس.
وتحدث شهود عن ضربات جوية في جنوب أم درمان وشمال بحري وهما مدينتان مقابلتان للخرطوم على الضفة الأخرى من نهر النيل. وقال شهود إن بعض الضربات وقعت بالقرب من هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني في أم درمان.
وقالت سناء حسن (33 عاما) التي تعيش في حي الصالحية بأم درمان لرويترز عبر الهاتف: «تعرضنا لقصف عنيف بالمدفعية في الصالحية في جنوب أم درمان فجر اليوم (السبت)، كل البيت كان يهتز كان شيئا مرعبا كل أفراد الأسرة كانوا مستلقين تحت السرير ما يحدث كابوس».
واندلع قتال بري مجددا في الأيام الماضية في مدينتي نيالا وزالنجي في ولاية دارفور.
وتبادل طرفا الصراع الاتهامات في بيانات صادرة الجمعة بشأن اندلاع القتال في نيالا وهي واحدة من أكبر مدن البلاد ساد الهدوء النسبي فيها لأسابيع بفضل هدنة بوساطة محلية.
وقال ناشط محلي لرويترز إن اشتباكات متفرقة بالنيران وقعت بالقرب من السوق الرئيسية بالمدينة بالقرب من مقر قيادة الجيش صباح أمس. وقال نشطاء إن ما يقرب من 30 شخصا لقوا حتفهم في اليومين السابقين من القتال.
ولم تكن المحادثات التي جرت برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في جدة مثمرة وتبادل طرفا الصراع اتهامات انتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار.
لاحقا قال مصدران مشاركان في مفاوضات وقف إطلاق النار بالسودان لرويترز أمس إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتفقا على هدنة إنسانية مدة سبعة أيام.
وأضافا أن الاتفاقية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة.
ولم يحترم الطرفان عدة اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار.
وأدى القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى انهيار القانون والنظام مع تفشي أعمال النهب التي يتبادل الطرفان اللوم بشأنها. وتتناقص مخزونات المواد الغذائية والنقدية والاحتياجات الضرورية سريعا.
وأدى الصراع الذي اندلع في 15 أبريل إلى نزوح ما يقرب من 1ر1 مليون داخليا أو فرارهم إلى بلدان مجاورة. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه أسفر عن سقوط نحو 705 قتلى و5287 جريحا على الأقل.
وأعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في وقت متأخر الجمعة تقديم ما تزيد قيمته على مئة مليون دولار للسودان والدول التي تستقبل السودانيين الفارين بما في ذلك مساعدات غذائية وطبية ضرورية للغاية.
وقالت مديرة الوكالة سامانثا باور «من الصعب وصف حجم المعاناة التي تحدث الآن في السودان».
وتعرضت السفارة القطرية في الخرطوم أمس لهجوم أوقع أضرارا مادية فقط إذ كان قد تم إجلاء كل الدبلوماسيين والعاملين فيها في وقت سابق، بحسب وزارتي الخارجية السودانية والقطرية.
واتهمت الخارجية السودانية في بيان قوات الدعم السريع «بالهجوم على مقر السفارة القطرية بالخرطوم والعبث بمحتوياتها وتخريب الأثاث وسرقة المقتنيات وأجهزة الحاسوب والسيارات من دون مراعاة للأعراف والقوانين الدولية المعنية بحرمة وحماية الدبلوماسيين ومقرات وممتلكات البعثات الدبلوماسية».
من جانبها، دانت وزارة الخارجية القطرية الهجوم على سفارتها في الخرطوم، مؤكدة في الوقت ذاته أنه «تم إجلاء طاقم السفارة سابقا ولم يتعرض أي من الدبلوماسيين أو موظفي السفارة لأي سوء». وجددت الوزارة دعوة «قطر إلى وقف القتال في السودان فورا، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك