شيان - (أ ف ب): دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس الجمعة إلى «استغلال كامل» لإمكانيات التعاون بين بلاده ودول آسيا الوسطى في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة الصناعية. وفي كلمة ألقاها خلال قمة غير مسبوقة مع خمس جمهوريات سوفيتية سابقة، حضّ شي رؤساء هذه الدول على «استغلال كامل لإمكانيات التعاون التقليدي في مجالات الاقتصاد والتجارة والقدرة الصناعيّة والطاقة والنقل»، وفق مقتطفات من خطابه نشرتها وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.
كما أكد ضرورة تطوير «محركات جديدة للنمو (...) مثل المال والزراعة والحد من الفقر وخفض انبعاثات الكربون والصحة والابتكار الرقمي.
ويستضيف الرئيس الصيني هذا الأسبوع «قمة الصين وآسيا الوسطى» في دورتها الأولى منذ إقامة علاقات دبلوماسية في 1992 بين الدولة الآسيوية العملاقة وجمهوريات كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
وقال شي إنه يتعين على المنطقة والصين «تولي قيادة» هذا المشروع و«تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة» من أجل «الحفاظ على صداقة دائمة». وستسعى بكين لتطوير المواصلات مع المنطقة وتسريع عملية توسيع خط الأنابيب الذي يربط بين الصين وآسيا الوسطى. كما وعد شي بتقديم دعم للمنطقة بقيمة 26 مليار يوان (3,7 مليارات دولار). وأعلن أن القادة سيجتمعون مجددا في 2025 في كازاخستان من أجل «الحفاظ على صداقة دائمة».
وقالت نيفا ياو الباحثة في قسم الصين في معهد «المجلس الأطلسي» لفرانس برس إن «الصين تحاول إقناع دول آسيا الوسطى بأن عالما متعدد الأطراف في طور النشوء»، مشيرة إلى «موقف موحد» في آسيا الوسطى «من أجل إقامة علاقات وثيقة مع الصين». كما شدد الرئيس الصيني على ضرورة توسيع التعاون الأمني لمعالجة ما تسميه بكين «الشرور الثلاثة» في المنطقة، أي النزعات الانفصالية والإرهاب والتطرف. وأكد أن «على الدول الست أن تعارض بحزم التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ومحاولات التحريض على (ثورات ملونة)».
وأعلنت بكين أن حجم تجارتها مع كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وصل إلى 70 مليار دولار في 2022 وسجّل نموا بنسبة 22 في المائة بوتيرة سنوية خلال الفصل الأول من 2023. وتحتل آسيا الوسطى مكانة كبرى في مبادرة «طرق الحرير الجديدة» الصينية المعروفة بـ«مبادرة الحزام والطريق» والمقدرة قيمتها بتريليون دولار.
وتحتفظ هذه الجمهوريات التي كانت في الماضي جزءا من الإمبراطورية الروسية وبعدها جزءا من الاتحاد السوفيتي بعلاقات اقتصادية ولغوية ودبلوماسية مميزة مع موسكو. لكن مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، تراجع النفوذ الروسي محدثا فراغا نسبيا يسعى الرئيس الصيني لملئه.
وقال ليو غانغ مدير مركز الدراسات حول آسيا الوسطى في جامعة الصين الشرقية لفرانس برس إن «تورط روسيا العسكري في أوكرانيا أدى إلى فرض عقوبات غربية عليها، ما أضعف قوة روسيا، وقاد إلى تراجع نسبي لنفوذها في آسيا الوسطى». وتابع أن «هذه النتيجة جعلت دول آسيا الوسطى تركز أكثر على التعاون الاقتصادي والدعم السياسي من الصين». ورأى تشيكون تشو أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة باكنيل لفرانس برس إن «شي سيصوّر نفسه على أنه زعيم قادر على تشجيع التنمية والسلام في العالم».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك