بور موريسبي - (أ ف ب): أعلن وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة أمس السبت، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيلتقي 18 زعيماً من قادة منطقة جنوب المحيط الهادئ خلال زيارته للأرخبيل في مايو المقبل، في الوقت الذي تتنافس واشنطن وبكين على النفوذ في المنطقة. ويعتزم بايدن المشاركة في اجتماعات ثنائية ولقاء أعضاء منتدى جزر المحيط الهادئ، وهو تكتّل إقليمي يتكوّن أساساً من الدول الجزرية الصغيرة في المحيط الهادئ، حسبما قال وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستين تكاتشينكو خلال مؤتمر صحفي في بور موريسبي.
وسيكون رئيسا وزراء أستراليا ونيوزيلندا من القادة المدعوين. حتى عقود قليلة ماضية، كان جنوب المحيط الهادئ يُعد منطقة هامشية نسبياً من وجهة نظر دبلوماسية. ولكن بات يُنظر إلى المنطقة الآن بشكل متزايد على أنّها ذات أهمية على المستوى التجاري والسياسي والعسكري، وعلى أنّها ساحة تنافس للقوى الكبرى بدءاً من الصين والولايات المتحدة. ومن المقرر أن يصل بايدن في 22 مايو إلى بابوا غينيا الجديدة، حيث سيكون أول رئيس أمريكي في منصبه يزور الأرخبيل منذ قرن على الأقل.
وزار عدد من وزراء الخارجية الأمريكيين الأرخبيل في الماضي، بمن فيهم هيلاري كلينتون. كما زاره نائب الرئيس السابق مايك بنس في 2018. ومن المقرّر أن يحضر رئيس الولايات المتحدة قمة مجموعة السبع في هيروشيما في اليابان وقمة في سيدني في أستراليا مع تحالف غير رسمي يسمى «كواد» الذي تشكّله الولايات المتحدة مع اليابان وأستراليا والهند. وكان الموفد الأمريكي الخاص جوزيف يون قد اعترف هذا الأسبوع، بأنّ الولايات المتحدة تحاول «التعويض» بعد سنوات من الإهمال النسبي التي زادت خلالها بكين من نفوذها في المنطقة.
في عام 2018، زار الرئيس الصيني شي جينبينغ بور موريسبي وسط ضجة كبيرة. وقد رفعت الأعلام الصينية في العاصمة وتجمع حشد كبير لتحيّته عند مرور موكبه. واعتُبرت هذه الرحلة تغييراً دبلوماسياً كبيراً لبكين. وكانت الصين قد وقّعت مؤخّراً اتفاقية أمنية سرية مع جزر سليمان، يمكن أن تسمح بنشر أو تمركز جنود صينيين في البلاد. وفي مارس 2023، فازت شركة صينية مدعومة من بكين بعقد لتطوير ميناء رئيسي في هونيارا عاصمة جزر سليمان، في ما يشكّل انتصاراً كبيراً لسعي بكين لتأمين وجود استراتيجية في جنوب المحيط الهادئ، وهو ما يمكن أن يكون حيوياً في حال حدوث صراع عسكري مرتبط بتايوان.
وأكد يون هذا الأسبوع أنّه «يجب علينا تسريع (مساعي) التعويض (التي تقوم بها الولايات المتحدة)»، مضيفاً أنّ «أيّ مشاركة رفيعة المستوى موضع ترحيب». وقال «دعونا نواجه الأمر: هذه منافسة استراتيجية بيننا وبين الصين». يمكن أن تساعد زيارة بايدن أيضاً على استكمال اتفاقية التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وبابوا غينيا الجديدة، والتي تهدف إلى زيادة التدريبات المشتركة وتعزيز تطوير البنية التحتية الأمنية في الدولة الواقعة بالمحيط الهادئ. وتعمل واشنطن هناك بشكل خاص على إنشاء منشأة بحرية في لومبروم الواقعة في جزيرة مانوس (شمال شرق). وبدأت أعمال البناء في منتصف عام 2020، وفقاً لوزارة الدفاع الأسترالية، التي تشارك في المشروع. ومن المتوقع أن تتمركز هناك أربعة زوارق دورية من طراز «غارديان».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك