كييف - (أ ف ب): شنت روسيا ليل الجمعة السبت هجوما واسع النطاق على عدة مناطق أوكرانية، أسفر عن سقوط قتيل ونحو عشرين جريحا في زابوريجيا (جنوب)، بحسب السلطات المحلية، فيما دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي واشنطن وبروكسل إلى التحرك. وتكثفت الجهود الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سعيا لإيجاد تسوية تنهي الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، من غير أن تسفر عن نتيجة حتى الآن.
وصعدت روسيا ضرباتها الجوية مطلقة أعدادا قياسية من الطائرات المسيرة على أوكرانيا. وقتل شخص على الأقل وأصيب نحو عشرين بجروح جراء الهجمات الليلية الروسية على مدينة زابوريجيا الكبرى في جنوب أوكرانيا، على ما أفادت أجهزة الإسعاف على تلغرام. وأضافت أنه تم نقل ثلاثة قصر تراوحت أعمارهم بين تسع سنوات و16 سنة إلى المستشفى. وأظهرت صور نشرتها السلطات الأوكرانية مباني مدمرة وعناصر إطفاء يحاولون إخماد حريق. وقطعت الكهرباء والغاز عن عشرات المباني والبيوت بسبب الضربات، وفق حاكم المنطقة إيفان فيدوروف.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن الجيش الروسي أطلق 582 مسيرة وصاروخا على أوكرانيا خلال الليل، مؤكدا إسقاط غالبيتها. وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الهجوم طال بالإجمال 14 منطقة. وقال حاكم دنيبروبيتروفسك (الوسط الشرقي) سيرغي ليساك إن الهجمات تسببت باندلاع حرائق في المنطقة. وأعلنت السلطات الروسية عن «ضربة قوية» على أهداف «عسكرية» في أوكرانيا. وتؤكّد موسكو أنها لا تستهدف المنشآت المدنية، بالرغم من الأضرار الكثيرة التي تدلّ على عكس ذلك.
وكانت روسيا قد شنت ليل الأربعاء الخميس هجوما على كييف كان الأعنف الذي يستهدف العاصمة منذ أشهر، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 25 قتيلا بينهم أطفال في حيّ سكني. وندد شركاء كييف الغربيون من واشنطن إلى بروكسل بذلك الهجوم، واتهمت لندن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«تخريب الآمال بتحقيق السلام». وأكد زيلينسكي أمس السبت أن روسيا بمواصلتها ضرب أوكرانيا تظهر «استخفافها التام» بحلفائها. وقال: «نعول على تحركات ملموسة»، داعيا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التحرك.
ويطالب زيلينسكي بفرض عقوبات اقتصادية أكثر فاعلية على روسيا تهدف إلى إضعاف اقتصادها. وأكد أن «هذه الحرب لن تتوقف بمجرد تصريحات سياسية». وأتى الهجوم الأخير وسط تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، وبعد أسبوعين على قمة بين بوتين وترامب في ألاسكا. وتتهم أوكرانيا موسكو بالمراوغة والتظاهر بأنها ترغب في التفاوض حتى يتسنى لها شن هجمات جديدة. ويسيطر الجيش الروسي حاليا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية ويحقق تقدما متواصلا على الجبهة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت السيطرة على بلدة كوميشوفاخا في دونيتسك (شرق).

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك