العربية.نت - الوكالات: حذرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أمس من انهيار وشيك للنظام الصحي في البلاد وقالت إن المرافق الصحية تخرج من الخدمة «واحدا تلو الآخر».
وأوضحت النقابة في بيان أن توالي خروج المرافق الصحية من الخدمة يهدد بالإغلاق التام «في ظل تواصل العمليات العسكرية والخروقات المستمرة لوقف إطلاق النار».
كما أوضحت أن هناك نقصا حادا في الأدوات الطبية وصعوبة في وصول الكوادر الطبية إلى المستشفيات، مع عدم وجود ممرات آمنة للإسعاف، و«استمرار احتلال المستشفيات بواسطة مليشيات الدعم السريع، واستباحة واستهداف كل من طرفي النزاع المنشآت الصحية».
وكان المسؤول الإعلامي للهلال الأحمر السوداني أسامة أبو بكر قد أكد أمس أن الجثث في الخرطوم كثيرة ولا يمكن تغطيتها لأن مساحة العاصمة وعدد سكانها ضخم جدا يصل إلى 10 ملايين نسمة من المواطنين.
كما قال في مقابلة مع «العربية/الحدث»: «نحتاج إلى ضمانات أمنية كبيرة من طرفي الصراع لحماية حركة متطوعينا من أجل إخلاء الجرحى ونقل الجثث في العاصمة خلال وقوع الاشتباكات».
وتابع: «نسقنا لتبادل الجثث بين الجيش والدعم السريع»، موضحاً أن الهلال جهة محايدة يتواصل مع طرفي الصراع لمساعدة المصابين والضحايا.
يذكر أنه منذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل جرى التوصل إلى عدة هدن لكن جميعها فشلت في الثبات، وتخللتها العديد من الانتهاكات.
وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصًا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة السودانية، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.
وعلى الرغم من تمديد الهدنة مدة 72 ساعة يوم الخميس قال شهود ان ضربات جوية ونيران الدبابات والمدفعية هزت الخرطوم أمس وتعرضت مدينة بحري المجاورة لقصف عنيف.
وقال الجيش وقوات الدعم السريع في وقت سابق انهما اتفقا على وقف إطلاق نار جديد مدته ثلاثة أيام حتى منتصف ليل غد الاحد ليحل محل الهدنة التي انتهت مساء الخميس والتي أدت الى فترة هدوء جزئية سمحت بتسريع عمليات الاجلاء الدبلوماسية.
وفي ظل استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار هز إطلاق نار كثيف وتفجيرات أحياء سكنية في منطقة العاصمة حيث تركز القتال خلال الاسبوع الماضي.
وتصاعد الدخان الكثيف فوق منطقتين في بحري.
وقالت محاسن العوض (65 عاما) وهي من سكان بحري: «الوضع هذا الصباح مخيف جدا. نسمع أصوات الطائرات والانفجارات. لا نعرف متى سينتهي هذا الجحيم».
وتابعت: «نحن في حالة خوف دائم على أنفسنا وأطفالنا».
ويوجه الجيش السوداني ضربات جوية بطائرات مقاتلة أو مسيرة لقوات الدعم السريع المنتشرة في أحياء بالعاصمة حيث يعاني العديد من السكان من صعوبة الحصول على الغذاء والوقود والمياه والكهرباء بسبب القتال في المدن.
واتهمت قوات الدعم السريع في بيان الجيش بانتهاك اتفاق هدنة توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية من خلال شن ضربات جوية على قواعدها في أم درمان المدينة المقابلة للخرطوم على الضفة الأخرى من النيل وجبل الاولياء.
وألقى الجيش بالمسؤولية على قوات الدعم السريع في انتهاك اتفاق الهدنة يوم الخميس.
وامتد القتال إلى منطقة دارفور حيث يعتمل صراع منذ اندلاع حرب أهلية قبل عقدين من الزمن ويهدد بنشر حالة عدم الاستقرار عبر رقعة مضطربة في إفريقيا تمتد بين الساحل والبحر الاحمر.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي سمحت فترات الهدوء من القتال في بعض أجزاء العاصمة الخرطوم لبعض السكان بالمغادرة واستكمال اجلاء الرعايا الأجانب لكن القتال استمر.
وقالت وزارة الدفاع التركية ان طائرة اجلاء تابعة لها تعرضت لإطلاق نيران في أثناء هبوطها بمطار وادي سيدنا بأم درمان أمس لكن لم تقع اصابات.
وقبل التصريحات التركية بقليل اتهم الجيش قوات الدعم السريع بإطلاق النار على الطائرة التركية وإتلاف خزانات الوقود بها وأضاف أنه يجري اصلاحها بعد أن تمكنت الطائرة من الهبوط بسلام.
ونفت قوات الدعم السريع مهاجمة الطائرة واتهمت الجيش «بنشر الأكاذيب».
وقالت السعودية ان سفينتي اجلاء أخريين وصلتا الى جدة عبر البحر الاحمر من السودان أمس على متنهما 252 شخصا من مختلف البلدان.
ولتجنب أماكن القتال بقدر الامكان يفر المدنيون من الخرطوم احدى أكبر المدن الافريقية التي لم تكتو بنار سلسلة من الحروب الاهلية شهدها السودان من قبل.
وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان البعض سار من الخرطوم الى حدود جنوب السودان مسافة تزيد على 400 كيلومتر.
ولم تتمكن وكالات الاغاثة الى حد كبير من توزيع المواد الغذائية على المحتاجين في ثالث أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة والتي كان يعتمد ثلث سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات الانسانية حتى قبل تفجر العنف.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك