العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

السفير الصيني لدى فرنسا يشكك في سيادة الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفيتي

الاثنين ٢٤ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

باريس‭ ‬‭ ‬الوكالات‭: ‬أثار‭ ‬سفير‭ ‬الصين‭ ‬لدى‭ ‬فرنسا‭ ‬غضبا‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬بعدما‭ ‬شكّك‭ ‬في‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭. ‬

وفي‭ ‬مقابلة‭ ‬مساء‭ ‬الجمعة‭ ‬مع‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬إل‭ ‬سي‭ ‬إي‮»‬‭ ‬التلفزيونية‭ ‬الفرنسية،‭ ‬اعتبر‭ ‬السفير‭ ‬الصيني‭ ‬لدى‭ ‬فرنسا‭ ‬لو‭ ‬شاي‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفياتي‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬لها‭ ‬وضع‭ ‬فعلي‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬اتفاق‭ ‬دولي‭ ‬لتجسيد‭ ‬وضعها‭ ‬كدول‭ ‬سيادية‮»‬‭. ‬

وفيما‭ ‬يخصّ‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭ ‬التي‭ ‬ضمتها‭ ‬موسكو‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014،‭ ‬قال‭ ‬‮«‬يعتمد‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬المشكلة‭. ‬هناك‭ ‬تاريخ‭. ‬كانت‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬لروسيا‭. ‬خروتشوف‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬قدّم‭ ‬القرم‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفياتي‮»‬‭. ‬

ودعا‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الصيني‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إثارة‭ ‬‮«‬الجدل‮»‬‭ ‬حاليًا‭ ‬حول‭ ‬قضية‭ ‬حدود‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬إلحاحًا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‮»‬‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭. ‬

وألقت‭ ‬التصريحات‭ ‬بظلال‭ ‬من‭ ‬الشك‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الجمهوريات‭ ‬السوفيتية‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬دولا‭ ‬مستقلة‭ ‬بعد‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬العام‭ ‬1991‭. ‬

وقال‭ ‬مستشار‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ميخايلو‭ ‬بودولياك‭ ‬إن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬الدول‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬تتمتّع‭ ‬بوضع‭ ‬سيادي‭ ‬واضح‭ ‬مكرس‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬فيما‭ ‬اعترض‭ ‬على‭ ‬تعليقات‭ ‬لو‭ ‬حول‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬

وأضاف‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬‮«‬من‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬رواية‭ ‬عبثية‭ ‬عن‭ (‬تاريخ‭ ‬القرم‭) ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ممثل‭ ‬دولة‭ ‬دقيقة‭ ‬جدا‭ ‬بشأن‭ ‬تاريخها‭ ‬الممتد‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‮»‬‭. ‬

واستنكر‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬إستونيا‭ ‬وليتوانيا‭ ‬ولاتفيا‭ ‬وكل‭ ‬الجمهوريات‭ ‬السوفيتية‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬انضمت‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بعد‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬تعليقات‭ ‬لو‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الصينيين‭ ‬الجريئين‭. ‬

وكتب‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬لاتفيا‭ ‬إدجارز‭ ‬رينكيفيكس‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬ان‭ ‬آراء‭ ‬لو‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬بتاتا‮»‬‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬وصفها‭ ‬رئيس‭ ‬إستونيا‭ ‬مارجوس‭ ‬تساكنا‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬خاطئة‭ ‬وتفسير‭ ‬خاطئ‭ ‬للتاريخ‮»‬‭. ‬

ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الجدل‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬محرج‭ ‬للرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬الذي‭ ‬زار‭ ‬بكين‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي‭ ‬لحض‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬على‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬لإنهاء‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬اوكرانيا‭. ‬

وكانت‭ ‬رحلة‭ ‬ماكرون‭ ‬أثارت‭ ‬انزعاجا‭ ‬بعض‭ ‬الحلفاء‭ ‬الغربيين‭ ‬الذين‭ ‬يشككون‭ ‬في‭ ‬نيات‭ ‬الصين‭ ‬بسبب‭ ‬تحالف‭ ‬شي‭ ‬الرسمي‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭. ‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬تبلّغت‭ ‬بصدمة‮»‬‭ ‬تصريحات‭ ‬السفير‭ ‬الصيني،‭ ‬داعية‭ ‬بكين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬توضيح‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تعكس‭ ‬موقفها‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬الوزارة‭ ‬‮«‬نأمل‭ ‬بألّا‭ ‬تكون‭ ‬كذلك‮»‬‭. ‬

وذكّرت‭ ‬بالاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬بأوكرانيا‭ ‬‮«‬داخل‭ ‬الحدود‭ ‬التي‭ ‬تضمّ‭ ‬القرم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1991‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بأسره،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصين،‭ ‬عند‭ ‬سقوط‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬كدولة‭ ‬عضو‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ضم‭ ‬روسيا‭ ‬الى‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬‮«‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬‭. ‬

بدوره،‭ ‬كتب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الليتواني‭ ‬جابريليوس‭ ‬لاندسبيرغيس‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬كان‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬مازال‭ ‬يتساءل‭ ‬لِمَ‭ ‬لا‭ ‬تثق‭ ‬دول‭ ‬البلطيق‭ ‬في‭ ‬الصين‭ (‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوسط‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭)‬،‭ ‬ها‭ ‬هو‭ ‬سفير‭ ‬صيني‭ ‬يجادل‭ ‬بأن‭ ‬القرم‭ ‬روسية‭ ‬وأن‭ ‬حدود‭ ‬بلداننا‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أساس‭ ‬قانوني‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا