وصول سعوديين ورعايا من دول أخرى إلى جدة بعد إجلائهم من السودان
الخرطوم – الوكالات: قال القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لقناة العربية أمس إنه يجب على طرفي الصراع في السودان الجلوس معا لإيجاد مخرج للأزمة.
وقال البرهان: «يجب أن نجلس جميعا كسودانيين ونجد المخرج الملائم حتى نعيد الأمل ونعيد الحياة». وأضاف «هذه الحرب الجميع خاسر فيها».
وحول الموقف الميداني، كشف البرهان أن «كل المطارات تحت سيطرة الجيش ما عدا مطاري الخرطوم ونيالا».
وقال: «أنا موجود حاليا في مركز القيادة ولن أتركه إلا على نعش».
وأوضح البرهان أن «الأوضاع المعيشية في تدهور، ونشاطر المجتمع الدولي قلقه تجاه الرعايا الأجانب».
في غضون ذلك وصل عشرات من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرا إلى مدينة جدة، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسبوع، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السعودي أمس.
وأوردت قناة «الإخبارية» عن «وصول أول سفينة إجلاء من السودان تضم 50 مواطنا وعددا من رعايا الدول الشقيقة». وأوضحت أنّ أربع سفن أخرى «قادمة من السودان إلى جدة على متنها 108 أشخاص من 11 دولة».
وكانت وزارة الخارجية السعودية أعلنت في وقت سابق السبت «بدء ترتيب إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى المملكة».
وترأس رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اجتماعا للجنة الحكومية للاستجابة للطوارئ أمس لبحث الموقف في السودان بحضور وزير الدفاع بن والاس.
وقال الجيش السوداني أمس إنه وافق على المساعدة في إجلاء رعايا أجانب.
وقال إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستجلي دبلوماسيين ورعايا آخرين من الخرطوم مضيفا أنه «يتوقع الشروع في ذلك فورا».
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية عند سؤاله عن التصريحات «ندرك أن الموقف مقلق للغاية للرعايا البريطانيين المحاصرين بسبب القتال في السودان».
وأضاف «نبذل كل ما هو ممكن لدعم الرعايا البريطانيين والموظفين الدبلوماسيين في الخرطوم وتعمل وزارة الدفاع مع وزارة الخارجية للاستعداد لعدد من حالات الطوارئ».
وحدثت وزارة الخارجية البريطانية أمس توصياتها بخصوص التحركات في السودان وحذرت من أن «المسؤولية عن أي قرار بالتحرك في حالة وقف إطلاق النار يجب أن تكون شخصية».
وفي وقت سابق أمس، أعربت قوات الدعم السريع عن استعدادها لفتح «كل مطارات» السودان لإجلاء الأجانب، مع أنه من غير الممكن معرفة ما هي المطارات التي تسيطر عليها هذه القوات.
من جهته، أكد البرهان في بيان للجيش موافقته على «طلب عدد من الدول تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد»، و«تقديم المساعدة اللازمة لتأمين ذلك».
وتوقفت الانفجارات العنيفة التي هزت الخرطوم في الأيام الأخيرة ليل الجمعة السبت بعد إعلان الطرفين القبول بهدنة لمناسبة عيد الفطر. لكن إطلاق النار والانفجارات استؤنفت صباح أمس.
وكان الجيش أعلن الجمعة أنه «وافق على وقف لإطلاق النار مدة ثلاثة أيام» بمناسبة عيد الفطر، دعا إليه قبل يوم واحد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقال دقلو في بيان إنه «ناقش الأزمة الحالية» مع جوتيريش و«ركز على الهدنة الإنسانية والممرات الآمنة وحماية العاملين في المجال الإنساني».
واتهم الجيش في وقت متأخر من الجمعة قوات الدعم السريع بشنّ هجمات في المدينة التوأم للعاصمة أم درمان حيث أخرجوا «عددا كبيرا من نزلاء» أحد السجون. لكن «الدعم السريع» نفت ذلك.
ووقعت معارك في إقليم دارفور في غرب السودان حيث قالت منظمة أطباء بلا حدود في مدينة الفاشر إن الوضع «كارثي»، و«لا يتوفر عدد كافٍ من الأسرّة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل»، وبينهم عدد كبير من الأطفال.
ودخلت المعارك أمس أسبوعها الثاني في السودان. وكان العنف قد اندلع في 15 أبريل وقالت منظمة الصحة العالمية إن 413 شخصًا قتلوا وأصيب 3551 بجروح في القتال في جميع أنحاء السودان، لكن يُعتقد أن العدد الفعلي للقتلى أكبر من ذلك.
وقالت نقابة الأطباء إن أكثر من ثلثي المستشفيات في الخرطوم والولايات المجاورة «توقفت عن العمل». وتعرضت أخرى للنهب وقُصفت أربعة مستشفيات على الأقل في ولاية شمال كردفان.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن العنف قد يوقع ملايين آخرين في براثن الجوع في بلد يحتاج فيه 15 مليون شخص - أي ثلث السكان - إلى المساعدات.
ودعت مجموعة الأزمات الدولية إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف الانزلاق إلى «حرب أهلية شاملة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك