العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

معارك عنيفة في شوارع الخرطوم في أول أيام العيد

السبت ٢٢ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

الخرطوم‭ - ‬العربية‭ ‬نت‭ - ‬الوكالات‭: ‬استفاق‭ ‬السودانيون‭ ‬أمس‭ ‬على‭ ‬دوي‭ ‬الراجمات‭ ‬الرعدية،‭ ‬والقصف‭ ‬المدفعي‭ ‬والصاروخي‭ ‬العنيف‭ ‬وأزيز‭ ‬الطائرات‭ ‬الحربية‭ ‬المُخيف‭ ‬داخل‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬بالخرطوم‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لعيد‭ ‬الفطر‭ ‬الموافق‭ ‬لليوم‭ ‬السابع‭ ‬لتفجر‭ ‬الاقتتال‭ ‬الدامي‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬والدعم‭ ‬السريع‭ ‬بالسودان‭.‬

واختلطت‭ ‬أصوات‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬مع‭ ‬تكبيرات‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تسبب‭ ‬عنف‭ ‬المتحاربين‭ ‬في‭ ‬قطع‭ ‬أوصال‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬شُلّت‭ ‬شللاً‭ ‬تامّاً،‭ ‬إثر‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬وانقطاع‭ ‬المواصلات،‭ ‬واستحالة‭ ‬التنقل،‭ ‬وقتل‭ ‬المتنقلين‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭. ‬لتحل‭ ‬حالة‭ ‬الرعب‭ ‬والهلع‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬فرحة‭ ‬العيد‭ ‬السعيد‭.‬

مواطنو‭ ‬الخرطوم‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬حبيسي‭ ‬جدران‭ ‬سجن‭ ‬كبير‭ ‬داخل‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬أمسك‭ ‬بخناقها‭ ‬انهمار‭ ‬الرصاص‭ ‬الراعف‭ ‬كالمطر‭ ‬والقذائف‭ ‬العمياء‭ ‬الطائشة‭ ‬ودوي‭ ‬دانات‭ ‬وراجمات‭ ‬تقصف‭ ‬أهدافا،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تميز‭ ‬بين‭ ‬حجر‭ ‬أو‭ ‬شجر‭ ‬أو‭ ‬إنسان‭.‬

وطبقا‭ ‬لشهود‭ ‬عيان‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬بالخرطوم‭ ‬تحدثوا‭ ‬لـ«العربية‭.‬نت‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬قاموا‭ ‬بأداء‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬بفضاء‭ ‬الميادين‭ ‬والساحات‭ ‬العامة‭ ‬داخل‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية،‭ ‬بينما‭ ‬أدى‭ ‬أقوام‭ ‬بمناطق‭ ‬مُغايرة،‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬وشعائرها‭ ‬داخل‭ ‬المساجد‭.‬

في‭ ‬المقابل‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬فريق‭ ‬ثالث‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬الصلاة‭ ‬نهائيا،‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬المساجد‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭. ‬وروى‭ ‬أحد‭ ‬شهود‭ ‬العيان‭ ‬بحي‭ ‬شمبات‭ ‬بالخرطوم‭ ‬بحري‭ ‬لـ«العربية‭.‬نت‮»‬‭ ‬تفاصيل‭ ‬الساعات‭ ‬المُرعبة‭ ‬التي‭ ‬عايشها‭ ‬المواطنون‭ ‬قرب‭ ‬منطقة‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬ومستشفى‭ ‬البراحة‭ ‬بشمبات،‭ ‬حيث‭ ‬أجبرتهم‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬منازلهم،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحولت‭ ‬لـ«مطاردات‭ ‬شوارع‮»‬‭ ‬وعمليات‭ ‬تمشيط‭ ‬لأفراد‭ ‬الجيش‭ ‬طالت‭ ‬حتى‭ ‬الأزقة‭ ‬والممرات‭ ‬الضيِّقة‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬عناصر‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭. ‬وقال‭ ‬شاهد‭ ‬العيان‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬المطاردات‭ ‬العنيفة‭ ‬امتدّت‭ ‬حتى‭ ‬الصباح‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أحد‭ ‬الخروج‭ ‬لإقامة‭ ‬الصلاة‭.‬

في‭ ‬السياق‭ ‬قال‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬لـ«العربية‭.‬نت‮»‬‭ ‬تعليقا‭ ‬على‭ ‬مشاهد‭ ‬العيد‭: ‬‮«‬الموت‭ ‬قريب‭ ‬جدا،‭ ‬ورائحته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬يحوم‭ ‬على‭ ‬نواصي‭ ‬الطرق،‭ ‬وخلف‭ ‬أبواب‭ ‬البيوت،‭ ‬والنوافذ‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الاقتتال‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬والدعم‭.. ‬اللهم‭ ‬لطفك،‭ ‬استودعتك‭ ‬نفسي‭ ‬وأهلي‭ ‬وبلادي‮»‬‭.‬

بدورها‭ ‬قالت‭ ‬سناء‭ ‬قسم‭ ‬السيد‭ ‬وتسكن‭ ‬بضاحية‭ ‬الثورة‭ ‬بمدينة‭ ‬أم‭ ‬درمان‭ ‬لـ«العربية‭.‬نت‮»‬‭ ‬إن‭ ‬العيد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬‮«‬مسيخ‭ ‬بلا‭ ‬طعم‮»‬‭ ‬ففرحة‭ ‬العيد‭ ‬سرقت،‭ ‬بفعل‭ ‬الخوف‭ ‬والموت‭. ‬وحتى‭ ‬الحلوى‭ ‬والمخبوزات‭ ‬المميزة‭ ‬للأعياد‭ ‬بالسودان،‭ ‬اختفت‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬فمع‭ ‬حالة‭ ‬الرعب‭ ‬والهلع‭ ‬لم‭ ‬تنتبه‭ ‬معظم‭ ‬الأسر‭ ‬لشراء‭ ‬الحلوى‭ ‬أو‭ ‬صنع‭ ‬الكعك‭ ‬والمخبوزات‭ ‬في‭ ‬المنازل‭. ‬أيضا‭ ‬الأسواق‭ ‬والمحال‭ ‬التجارية‭ ‬أغلقت‭ ‬الغالبية‭ ‬العُظمى‭ ‬أبوابها‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قلة‭ ‬الأموال‭ ‬بأيدي‭ ‬الأسر‭ ‬جعلها‭ ‬غير‭ ‬راغبة‭ ‬إلا‭ ‬بالصرف‭ ‬على‭ ‬الضروريات‭. ‬وأضافت‭ ‬سناء‭ ‬بحزن‭ ‬شديد‭: ‬‮«‬حتى‭ ‬إخوتي‭ ‬داخل‭ ‬المدينة،‭ ‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬إليهن‭ ‬ومعايدتهن‭ ‬كالمعتاد‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬واكتفينا‭ ‬كلنا‭ ‬بتبادل‭ ‬تهاني‭ ‬العيد‭ ‬عبر‭ ‬الهواتف‮»‬‭. ‬أما‭ ‬الجيران‭ ‬فالزيارات‭ ‬اقتصرت‭ ‬على‭ ‬القريبين‭ ‬بالجوار‭ ‬فقط،‭ ‬لأننا‭ ‬نخاف‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬بغتة‭.‬

في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬أمس‭ ‬أعلن‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬موافقته‭ ‬على‭ ‬هدنة‭ ‬مدة‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭. ‬وأعرب‭ ‬الجيش‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬يلتزم‭ ‬المتمردون‭ ‬بكل‭ ‬متطلبات‭ ‬الهدنة‭ ‬ووقف‭ ‬أي‭ ‬تحركات‭ ‬عسكرية‮»‬‭.‬

وكانت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬قد‭ ‬قالت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬أمس،‭ ‬إنها‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬هدنة‭ ‬مدتها‭ ‬72‭ ‬ساعة‭.‬

ورغم‭ ‬إعلان‭ ‬الهدنة،‭ ‬سمع‭ ‬دوي‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬وقصف‭ ‬بالخرطوم‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭. ‬وبحسب‭ ‬مراسل‭ ‬قناتي‭ ‬‮«‬العربية‮»‬‭ ‬و«الحدث‮»‬،‭ ‬هناك‭ ‬التزام‭ ‬نسبي‭ ‬بالهدنة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬مناطق‭ ‬الخرطوم،‭ ‬بينما‭ ‬تسمع‭ ‬أعيرة‭ ‬نارية‭ ‬متفرقة‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭.‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬أمس،‭ ‬كان‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬قد‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬عناصره‭ ‬تجاوزت‭ ‬مرحلة‭ ‬الصمود‭ ‬وبدأت‭ ‬مرحلة‭ ‬تنظيف‭ ‬بؤر‭ ‬انتشار‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬فيما‭ ‬تواصلت‭ ‬الانفجارات‭ ‬والاشتباكات‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬بمناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬السودان‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭.‬

وقالت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬إن‭ ‬413‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬قتلوا‭ ‬وأصيب‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬السودان‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعرض‭ ‬المستشفيات‭ ‬لهجمات‭ ‬وفرار‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬ألفا‭ ‬إلى‭ ‬الجارة‭ ‬تشاد‭. ‬وقال‭ ‬شهود‭ ‬إن‭ ‬الآلاف‭ ‬تحدوا‭ ‬المواجهات‭ ‬أمس‭ ‬للفرار‭ ‬من‭ ‬الخرطوم‭ ‬ويتجه‭ ‬بعضهم‭ ‬جنوبا‭ ‬إلى‭ ‬ولاية‭ ‬الجزيرة‭ ‬وبعضهم‭ ‬شمالا‭ ‬إلى‭ ‬ولاية‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬فيما‭ ‬يسعى‭ ‬آخرون‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا