العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

باحثان أمريكيان: الردع الأمريكي يتهاوى

الخميس ٢٠ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

‭ ‬واشنطن‭ - (‬د‭ ‬ب‭ ‬أ‭): ‬تواجه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مشكلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالردع؛‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬غرضه‭. ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬هذه‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الانزلاق‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬نووية‭. ‬ولكن‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الحروب‭ ‬النووية،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬نموذج‭ ‬الردع‭ ‬الأمريكي‭ ‬يحقق‭ ‬الردع‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬يرى‭ ‬الباحثان‭ ‬الجنرال‭ ‬الأمريكي‭ ‬المتقاعد‭ ‬جون‭ ‬ار‭. ‬آلين‭ ‬ومايكل‭ ‬ميكلاوسيك‭. ‬

ويقول‭ ‬الجنرال‭ ‬آلين‭ ‬وميكلاوسيك،‭ ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬زملاء‭ ‬جامعة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ناشونال‭ ‬إنتريست‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬أعداء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ -‬وأساسا‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭- ‬يخافون‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬أو‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬للانتقام‭. ‬وكلتا‭ ‬الدولتين‭ ‬تمسك‭ ‬بزمام‭ ‬المبادرة‭ ‬بسلوك‭ ‬عدواني‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حرب‭ ‬المعلومات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬أساليب‭ ‬المنطقة‭ ‬الرمادية،‭ ‬وحتى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الغزو‭ ‬العسكري‭. ‬فإما‭ ‬أن‭ ‬نظرية‭ ‬الردع‭ ‬خاطئة،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬ينفذ‭ ‬الردع‭ ‬بصورة‭ ‬خاطئة‭. ‬

وأكد‭ ‬الباحثان‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬حققت‭ ‬أهدافها‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬ضمّ‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭ ‬وفق‭ ‬عمليات‭ ‬مخططة‭ ‬جيدا‭ ‬وبتكاليف‭ ‬لا‭ ‬تذكر‭. ‬والعام‭ ‬الماضي‭ ‬شن‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬حربه‭ ‬الواسعة‭ ‬النطاق‭ ‬ضد‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وهو‭ ‬غير‭ ‬مبال‭ ‬بالتهديدات‭ ‬والتحذيرات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭. ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬تقوم‭ ‬الصين‭ -‬التي‭ ‬توصف‭ ‬بأنها‭ ‬تهديد‭ ‬متسارع‭- ‬بسرقة‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬هوادة‭ ‬أو‭ ‬اعتذار‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬أيضا‭ ‬بتكلفة‭ ‬لا‭ ‬تذكر‭. ‬

كما‭ ‬قامت‭ ‬الصين‭ ‬بعسكرة‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي،‭ ‬وسلحت‭ ‬الجزر‭ ‬المرجانية‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬هددت‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬التي‭ ‬تجرأت‭ ‬على‭ ‬تحدي‭ ‬مطالبها‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭. ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬قوبل‭ ‬باحتجاجات‭ ‬مسموعة‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬وعقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬محدودة،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬يكفي‭ ‬لردع‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الصين‭. ‬

وقال‭ ‬آلين‭ ‬وميكلاوسيك‭ ‬إن‭ ‬الردع‭ ‬الحقيقي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والغرب‭ ‬وقدرتهما‭ ‬على‭ ‬تكبيد‭ ‬العدو‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭. ‬وإذا‭ ‬اعتقد‭ ‬الأعداء‭ ‬أن‭ ‬التدخل‭ ‬سوف‭ ‬يمنعهم‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬سوف‭ ‬يتعرضون‭ ‬لانتقام‭ ‬شديد‭ ‬وعواقب‭ ‬وخيمة،‭ ‬سوف‭ ‬يرتدعون‭. ‬

وأضافا‭ ‬أن‭ ‬الردع‭ ‬يتطلب‭ ‬مصداقية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفتقده‭ ‬الغرب‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بوجه‭ ‬خاص‭. ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬على‭ ‬إظهار‭ ‬الإرادة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الانتقام‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يقوض‭ ‬أي‭ ‬ردع‭ ‬غير‭ ‬حقيقي‭ ‬الردع‭ ‬نفسه‭. ‬فالخوف‭ ‬من‭ ‬تصعيد‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬خلق‭ ‬جوا‭ ‬من‭ ‬الردع‭ ‬الذاتي‭. ‬فهناك‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬انتقامي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬وأن‭ ‬يطلق‭ ‬العنان‭ ‬لدوامة‭ ‬تصاعدية،‭ ‬ربما‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تتجاوز‭ ‬العتبة‭ ‬النووية‭. ‬

وأوضح‭ ‬آلين‭ ‬وميكلاوسيك‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬مفهوم،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التفكير‭ ‬يؤدي‭ ‬بشدة‭ ‬إلى‭ ‬تقييد‭ ‬أي‭ ‬إظهار‭ ‬موثوق‭ ‬به‭ ‬لقدرة‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬وإرادتهما‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يواصل‭ ‬الأعداء‭ ‬حملتهم‭ ‬المستمرة‭ ‬المتعددة‭ ‬الاتجاهات‭ ‬ضد‭ ‬المصالح‭ ‬القومية‭ ‬لأمريكا‭ ‬والغرب،‭ ‬مستفيدين‭ ‬مما‭ ‬يرونه‭ ‬شللا‭ ‬من‭ ‬جانبهما‭. ‬

وأشار‭ ‬الباحثان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬المصداقية‭ ‬شجع‭ ‬الأعداء‭ ‬الذين‭ ‬من‭ ‬المحتم‭ ‬سوف‭ ‬يختبرون‭ ‬حالة‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭ ‬لدى‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب،‭ ‬ويسعون‭ ‬لقياس‭ ‬وتفهم‭ ‬النقطة‭ ‬التي‭ ‬تتوافق‭ ‬فيها‭ ‬إرادة‭ ‬أمريكا‭ ‬على‭ ‬التصرف‭ ‬مع‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭ ‬الحيوية‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬يرى‭ ‬الأعداء‭ ‬أن‭ ‬إرادة‭ ‬أمريكا‭ ‬للعمل‭ ‬ليست‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬مصالحها‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬يستمر‭ ‬البحث‭ ‬الدائم‭ ‬عبر‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬المتعددة،‭ ‬وخاصة‭ ‬المجال‭ ‬السيبراني‭. ‬

وأكد‭ ‬الباحثان‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تمثل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بوضوح‭. ‬

فالخوف‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬منع‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬الخطوات‭ ‬الضرورية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭. ‬

وأوضح‭ ‬بوتين‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لن‭ ‬تردعه‭. ‬وكان‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬قد‭ ‬أدركا‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ -‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬تخلق‭ ‬شعورا‭ ‬بالارتياح،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬تلحقه‭ ‬من‭ ‬ضرر‭ ‬للأعداء‭- ‬لا‭ ‬تردع‭ ‬عدوا‭ ‬لديه‭ ‬إصرار‭. ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬دولا‭ ‬كثيرة‭ ‬غير‭ ‬روسيا‭ ‬لم‭ ‬تردعها‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭. ‬

واختتم‭ ‬الباحثان‭ ‬تقريرهما‭ ‬بأن‭ ‬الأمر‭ ‬الواضح‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬الأساسية‭ ‬لنظرية‭ ‬الردع‭ ‬تظل‭ ‬ثابتة؛‭ ‬وهي‭ ‬أنه‭ ‬لكي‭ ‬ينجح‭ ‬الردع‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬الأعداء‭ ‬تماما‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬لديهما‭ ‬الإرادة‭ ‬والقدرة‭ ‬لمنعهم‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬سوف‭ ‬يخاطرون‭ ‬بتكبد‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭. ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬قوات‭ ‬الدفاع‭ ‬الغربية‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي‭ ‬هائلة،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬أيضا‭ ‬إضعافها‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬بالشلل‭ ‬والغموض‭ ‬الاستراتيجي‭. ‬إن‭ ‬إعلان‭ ‬امتلاك‭ ‬الإرادة‭ ‬أو‭ ‬إعلان‭ ‬خطوط‭ ‬حمراء‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬كافيا‭. ‬فالأقوال‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬أفعال‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا