الدوحة - (أ ف ب): أعلنت قطر أمس الثلاثاء أنها تعمل مع الإمارات على إعادة فتح كل بلد سفارته لدى الآخر «في الأسابيع القادمة»، بعد أعوام من التوتر في العلاقات بينهما، وفي خطوة تأتي في سياق سلسلة انفراجات دبلوماسية في الشرق الأوسط. وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها مع قطر في 2017 على خلفية اتهامها بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، آخذة عليها تقرّبها من إيران، قبل توقيع اتفاق مصالحة في العلا في السعودية في يناير 2021.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحفي في الدوحة إن «فتح السفارات بين البلدين أعتقد أنه سيكون خلال الأسابيع القادمة». وأكد أن «اللجان الفنية الآن تقوم بعملها في هذا الإطار ومن المتوقع أن يكون هناك زيارات متبادلة للنظر في الإجراءات التي نحتاجها لإعادة فتح السفارات»، مشيرًا إلى وجود «تقدم إيجابي في كل اجتماع».
من جانبه، أكد مسؤول إماراتي رفض الكشف عن اسمه، أنه «يجري حاليًا تفعيل العلاقات الدبلوماسية التي ستشمل إعادة فتح السفارات بين البلدين». وقال في تصريح لوكالة فرانس برس إن العلاقات بين البلدين استؤنفت منذ توقيع اتفاق العلا، وجرت «عدة زيارات بين البلدين، تضمنت نقاشات حول مواصلة تطوير العلاقات وتحقيق بشكل مشترك المزيد من الازدهار المتبادل والتقدم في البلدين والمنطقة».
منذ 2021، عادت العلاقات إلى حدّ كبير بين قطر والسعودية لكن التقارب مع الإمارات والبحرين استغرق وقتًا أطول. والأسبوع الماضي، استأنفت قطر والبحرين علاقاتهما الدبلوماسية بعد عامين على المصالحة الخليجية مع الدوحة، وذلك في أعقاب اجتماعات بين الطرفين بحثت الخلافات بين البلدين من بينها الحدود البحرية.
ويأتي ذلك في خضم جهود دبلوماسية إقليمية لحلحلة أزمات المنطقة، خصوصًا بعد اتفاق السعودية وإيران الشهر الماضي على استئناف العلاقات المقطوعة بينهما منذ العام 2016. وتعدّ إيران والسعوديّة أبرز قوّتَين إقليميّتَين في الخليج، وهما على طرفَي نقيض في معظم الملفّات الإقليمية أبرزها اليمن وسوريا ولبنان.
ويأمل مراقبون ومحللون أن ينعكس الاتفاق السعودي الإيراني على ملفات إقليمية لا سيما اليمن، حيث تقود السعودية تحالفًا عسكريًا يدعم الحكومة المعترف بها دوليًا، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران. وأجرت السعودية والحوثيون مباحثات في صنعاء هذا الشهر سعيًا الى «تثبيت الهدنة» والتوصل الى «حل سياسي شامل ومستدام» للنزاع. وفي الأيام الأخيرة، تمّ تبادل نحو ألف سجين بين الطرفين.
وفي ظلّ أجواء التهدئة هذه، استقبلت دمشق أمس الثلاثاء وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في أول زيارة رسمية لمسؤول سعودي منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء النزاع في سوريا قبل 12 عاماً. ويأتي ذلك بعد أيام من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدّة. ويأتي الحراك الدبلوماسي في وقت تبحث دول عربية إمكانية عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، ومع قرب موعد القمة العربية التي من المقرر أن تستضيفها السعودية في 19 مايو.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك