بغداد-(أ ف ب): أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال استقباله نظيره الأوكراني ديمتري كوليبا في بغداد أمس الإثنين استعداد بلاده للتوسّط لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا، لكنّ الوزير الضيف شكّك بفرص نجاح جهود السلام في الوقت الحالي.
وقال حسين خلال مؤتمر صحافي مع كوليبا إنّ «هذه الزيارة مهمّة لمستقبل العلاقة بين العراق وأوكرانيا، وأيضًا للدور العراقي المستقبلي في مساعدة أوكرانيا وروسيا». وهذه الزيارة الأولى لوزير خارجية أوكراني إلى العراق منذ 11 عامًا، وتأتي في أعقاب زيارة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بغداد في فبراير. وتحاول أوكرانيا التي تتمتع بدعم من شركائها الغربيين منذ أشهر، تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع دول في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
وأوضح حسين أنّ بلاده مستعدّة «لمساعدة الطرفين على الوصول أولاً إلى وقف لإطلاق النار، وثانياً بدء المباحثات»، وذلك في إطار مجموعة الاتصال التابعة للجامعة العربية التي يشارك العراق فيها منذ عام. لكنّ وزير الخارجية الأوكراني استبعد نجاح أيّ مبادرة للوساطة في الوقت الحالي.
وقال كوليبا «لا يمكنك القول إنك تؤيد السلام بينما تحاول غزو مزيد من الأراضي وارتكاب المزيد من الفظائع وتدمير القرى والبلدات»، في إشارة إلى الهجوم الروسي المتواصل على بلاده منذ فبراير 2022. وأضاف «أيّاً كان ما يقوله المسؤولون الروس فإنّ روسيا اليوم تريد الحرب. الوصول الى جهود السلام سيستغرق وقتاً».
وأكّد كوليبا أنّ «روسيا يجب أن تقبل شيئًا بسيطًا للغاية: أوقفوا الحرب وانسحبوا من الأراضي الأوكرانية. وهذا سيخلق مساحة للدبلوماسية»، مشيرًا إلى أنّ «استعادة وحدة أراضي أوكرانيا» تمثّل «حجر الزاوية» لأيّ جهد لإحلال السلام.
من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي «نؤكد مرارا وتكرارا أننا ضد الحرب ونؤمن بالحوار والمفاوضات. لكنّ الحوار والمفاوضات تحتاج الى طرفين. حينما يصل الطرفان الى قناعة بأنه من الضروري البدء بالحوار، ستكون بغداد في خدمة الطرفين».
ويأتي العرض العراقي بعد أن أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأحد أنه ناقش مبادرة وساطة مشتركة مع الصين والإمارات العربية المتحدة، متّهمًا الولايات المتحدة وأوروبا بإطالة أمد النزاع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك