بغداد - د. حميد عبدالله
نشب صراع خفي بين القوى الشيعية الماسكة بالسلطة بسبب التنافس على النفوذ في مدينة الموصل ذات الأغلبية السنية.
مصادر في المدينة كشفت عن حضور قوي للمكاتب الاقتصادية لبعض الأحزاب الشيعية التي تتحكم بالأعمال البلدية والمقاولات والانشطة الاقتصادية وتبسط سيطرتها على دوائر الدولة.
وبينما التقى وفد رسمي وشعبي من أبناء الموصل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، يستعد وفد أوسع للقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لإطلاعه على حجم التدخل الحزبي في المدينة، ودور بعض المليشيات في التحكم بمقدرات الموصل وثرواتها.
وقال مصدر في مكتب محافظ الموصل إن مديري الدوائر في المدينة وعددا من شيوخ العشائر التقوا نوري المالكي بحضور آمر اللواء 25 من الحشد الشعبي الموجود في الموصل وشرحوا له الدور النافذ لمليشيا عصائب أهل الحق برئاسة قيس الخزعلي، ما دفع المالكي إلى الايعاز بتنشيط مكاتب دولة القانون المرتبطة به في تنافس محموم، الهدف منه الحصول على أكبر عدد من المقاعد خلال انتخابات مجالس المحافظات المقبلة.
وتشير معلومات من داخل مدينة الموصل إلى أن الوقف الشيعي مدعوما بقوة فصائل الحشد الشعبي وسلطتها شبه المطلقة قد وضع يده على كنوز عقارية في الموصل، بينها أبنية كان الوقف السني وقبله وزارة الأوقاف يتحكمان بها لسنوات طويلة.
ويقول ناشطون موصليون إن لافتة واحدة توضع من قبل فصيل مسلح على مدخل العقار كافية لجعله خاضعاً لسيطرتها وتنهي أية مطالبة به من أي جهة كانت حتى لو امتلكت أوراقاً رسمية تثبت عائديته لها.
وكان البرلمان العراقي قد شكل في وقت سابق لجنة لتقصي الحقائق في الموصل لمعرفة دور المكاتب الاقتصادية للأحزاب النافذة في المدينة، وخلص تقرير اللجنة إلى أن تلك المكاتب تقوم بالاستيلاء على عقارات الدولة وممتلكات تعود إلى أفراد انتموا إلى داعش، والدخول في المناقصات الخاصة بتنفيذ المشاريع وتهديد من يدخلها من غير عناصر تلك الأحزاب، وابتزاز الأغنياء والمقاولين عن طريق التهديد المباشر أو الاعتقال وطلب الفدية، كذالك تهريب النفط والسكراب.
وصوّت مجلس محافظة نينوى بالإجماع على إغلاق تلك المكاتب ومنع نقل السكراب من المدينة، إلا أنها استمرت في نشاطها، وأكثر ما يمكن رصد تأثيره من خلال نشاط عناصر هذه المكاتب هو الإخلال بالأمن عن طريق التهديدات والتفجيرات والاعتقالات والخطف وزعزعة ثقة المواطن بالأجهزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك