الخرطوم – الوكالات: تواصلت الاشتباكات العنيفة أمس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأسفرت عن سقوط 59 مدنيا وإصابة مئات آخرين.
قال شهود وسكان لرويترز ان الجيش شن ضربات جوية على ثكنات وقواعد تابعة لقوات الدعم السريع بعضها في مدينة أم درمان وتمكن من تدمير معظم منشآتها.
وأضافوا أن الجيش استعاد السيطرة على جزء كبير من القصر الرئاسي بالخرطوم من قوات الدعم السريع بعد أن أعلن كل جانب السيطرة عليه الى جانب منشآت مهمة أخرى في المدينة التي مازالت تشهد اشتباكات بالمدفعية الثقيلة والاسلحة النارية حتى أمس.
وقال شهود ان أفرادا من قوات الدعم السريع مازالوا داخل مطار الخرطوم الدولي الذي يحاصره الجيش ويحجم عن توجيه ضربات تجنبا لوقوع أضرار جسيمة.
وقال شهود وسكان ان هناك مشكلة عويصة تتمثل في وجود الالاف من عناصر قوات الدعم السريع المدججين بالسلاح داخل أحياء الخرطوم ومدن أخرى مع عدم وجود سلطة قادرة على السيطرة عليهم.
وانقطع بث التلفزيون السوداني الرسمي بعد ظهر أمس في خطوة قال موظفون انها تهدف الى منع بث أي مواد دعائية لقوات الدعم السريع.
وقالت قوات الدعم السريع انها سيطرت على التلفزيون الحكومي ومنشآت استراتيجية أخرى مع اندلاع القتال في أنحاء الخرطوم السبت وهي مزاعم نفاها الجيش.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية ان 59 على الاقل قتلوا وأصيب 595 بينهم جنود منذ اندلاع المواجهات السبت وأشارت الى أن نحو نصف المدنيين الذين قتلوا سقطوا في ولايات غير الخرطوم.
وأضافت أن العشرات من العسكريين قتلوا أيضا، وذلك دون أن تذكر عددا محددا بسبب قلة المعلومات المباشرة من العديد من المستشفيات التي نقلوا اليها.
وقالت بعثة الامم المتحدة في السودان ان قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية وافقا على وقف القتال مدة ثلاث ساعات بدءا من بعد ظهر أمس بناء على اقتراح من الأمم المتحدة.
وقال الجيش وقوات الدعم السريع في بيانين انهما وافقا على وقف القتال بدءا من الساعة الرابعة مساء حتى السابعة مساء بالتوقيت المحلي.
وكثفت دول مجاورة ومنظمات اقليمية جهودها أمس لإنهاء العنف. وشمل ذلك عرضا من مصر وجنوب السودان للوساطة بين طرفي الصراع وفقا لبيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وقالت وسائل اعلام سعودية رسمية أمس ان وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان أجرى اتصالين مع البرهان وحميدتي ودعا الى انهاء التصعيد العسكري. وأكد الوزير دعوة الرياض للتهدئة.
وحذرت جامعة الدول العربية من خطورة التصعيد العنيف في السودان، وما يرافق ذلك من تداعيات خطيرة صعب تحديد نطاقها داخليًا وإقليميًا، وأكدت الجامعة استعدادها لبذل كل الجهود لمساعدة السودان في إنهاء هذه الأزمة بشكل مستدام، وتمشياً مع مصلحة الشعب السوداني الشقيق، وشددوا على ضرورة متابعة التطورات الحالية وتكثيف الاتصالات العربية اللازمة لتحقيق التقدم المنشود،
جاء ذلك عقب اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، أمس، برئاسة جمهورية مصر العربية، لبحث التطورات في جمهورية السودان، وذلك استجابة لطلب جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية.
وقال مكتب الرئيس الكيني وليام روتو على تويتر ان الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) تعتزم ارسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي الى السودان في أسرع وقت ممكن لإجراء مصالحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ودعت الصين وروسيا والولايات المتحدة الى انهاء فوري للأعمال القتالية.
وتأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش. وأدى الخلاف الى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوي السياسية بشأن الانتقال الى الديمقراطية.
ومن شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن تؤدي الى انزلاق السودان الى صراع واسع النطاق في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي ويمكن أيضا أن تعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو اجراء انتخابات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك