أعلن الزعيم الديني الشيعي البارز مقتدى الصدر يوم الجمعة تجميد أنشطة التيار الصدري لمدة عام، وذلك بالتزامن مع دعوات إلى مبايعته على أنه المهدي المنتظر صادرة عمن أسماهم بـ (أصحاب القضية)، وهم من أنصاره المتحمسين. يأتي هذا في وقت يقول فيه مراقبون إن قرار الصدر تجميد أنشطة التيار قد يكون ردّ فعل على تلك الدعوات إلى مبايعته في منصب الإمام الغائب، ومحاولة للنأي بنفسه عنها من خلال الانسحاب من المشهد، خاصة أنها ستجعله في صدام ديني وليس سياسيا فقط مع مختلف مجاميع الشيعة متعددة الولاءات والتوجهات والمرجعيات داخل العراق وخارجه، وخاصة من إيران.
ويرى مراقبون أن المبالغات في تعظيم منزلة الصدر تربكه أكثر مما تخدمه، وهي تخدم خصومه في الإطار التنسيقي، وتمنحهم مبررا لزيادة تهميشه ودفعه إلى تقديم المزيد من التنازلات والانسحاب من المشهد، وهو ما يمكن فهمه من خلال قراره تجميد التيار لمدة عام، أي اختيار مسار تجنب المواجهة. ويعتقد هؤلاء المراقبون أن الصدر يريد أن يكون نسخة عراقية من أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله وليس أن يحوله أنصاره إلى المهدي المنتظر ويفتحوا عليه جبهة دينية لا قبل له بها، مشيرين إلى أنه يريد أن يكون شخصية سياسية تحظى بالنفوذ والتأثير وليس المنافسة على القيادة الدينية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك