يشكل المسلمون في جنوب إفريقيا حوالي 2.5% من السكان (أي نحو 100 ألف مسلم)، حيث ينتمون لأعراق مختلفة من آسيا، والأفارقة المحليين أو من الدول الإفريقية المجاورة، الأمر الذي ينعكس على تنوع الممارسات والعادات في المواسم الدينية المختلفة، ولاسيما في شهر رمضان المبارك. وتقول الدكتورة فاطمة الشيخ، مديرة «أكاديمية البادية للتربية والتطوير» في جنوب إفريقيا، إن «رؤية الهلال في جنوب إفريقيا من أهم العادات الرمضانية في بلادها، وتتم بطريقة تقليدية عبر اجتماع الناس في مشهد احتفالي مع ثلة من العلماء والخبراء لاستطلاع الهلال في مواقع مثل ثري آنكور باي في كيب تاون، وهي المدينة الروحية لمسلمي جنوب إفريقيا».
وتضيف فاطمة الشيخ لـ«إرم نيوز»: «عند ثبوت الرؤية يُبعث الخبر لباقي مسلمي جنوب إفريقيا الذين بدورهم يحاولون الاستطلاع من مواقع المساجد الخاصة بهم». وتختلف العادات الرمضانية في جنوب إفريقيا حسب اختلاف الخلفية العرقية والدينية للأغلبية المسيطرة في المنطقة، وفقا لفاطمة الشيخ، التي تقول إنه «في مدينة كيب تاون، تجد مظاهر الأجواء الرمضانية بارزة في طرقات الأحياء ذات الأغلبية المسلمة، مثل موائد الرحمن والأسواق الرمضانية التي تمتلئ بالأطعمة التقليدية وزينة الشهر الفضيل». كما تكتظ مساجد جنوب إفريقيا خلال صلاة التراويح، وتنتشر الأعمال الخيرية بشكل ملحوظ، حيث يقبل الناس على التبرع بأموال للمنكوبين والمحتاجين خارج وداخل البلاد. وفي مدينة بريتوريا العاصمة، تعيش الأقلية المسلمة ذات الأصول الهندية في مناطق تعد إلى حد ما من أرقى المناطق في المدينة، حيث تتميز بانتشار المساجد الفاخرة و«الجماعات خانة» وهي دور عبادة صغيرة تؤدى فيها الصلوات الخمس غالبا دون صلاة الجمعة، وتستقبل من أجمل حفظ للقران ودراسة العلوم الشرعية الأخرى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك