«البُردَة» الخاصة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو «الخرقة الشريفة»، وهي عباءته التي أهداها إلى أويس القرني المرادي التابعي الجليل الذي أدرك زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم يره. ومئات الآلاف يتوافدون في شهر رمضان المبارك من كل عام، على جامع «الخرقة الشريفة» بمدينة إسطنبول، لزيارته وإلقاء نظرة على بردة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. اما الأسرة التي تعتني بالخرقة الشريفة مثيرة للاهتمام وذلك لأنَّ أفراد هذه الأسرة هم أحفاد مباشرون للصحابي الجليل أويس القرني، أحد المعاصرين للنبي محمد-عليه الصلاة والسلام- الذي أهداه هذه البردة. وكانت الأسرة تحافظ على هذه القطعة الأثرية الثمينة من جيل إلى الذي يليه على مدار 13 قرناً. وقال بريس سمير، السليل الـ59 لأويس القرني: «كنت في المسجد منذ أن كان عمري 3 أو 4 سنوات، فرأيت كم كانت أسرتي تعتز بالبردة ورأيت رغبتها في السماح للناس برؤيتها أيضاً» وتابع سمير، البالغ من العمر 45 عاماً والمولود في إسطنبول ويعمل مهندساً ميكانيكياً، «مهمتنا في غاية الشرف، كم عائلة في العالم تعرف نسبها وصولاً إلى 59 جيلاً؟». وفتنت قصة أويس القرني العلماء المسلمين لعدة قرون، إذ يشغل مكانة خاصة في الإسلام، ويعتبر صحابياً من صحابة النبي - عليه الصلاة والسلام- على الرغم من عدم لقائهما قط. ذلك أنَّ القرني، المولود في اليمن، قد انطلق إلى المدينة لرؤية النبي، لكنه اضطر إلى العودة لرعاية أمه المريضة، ولما علم النبي بأنَّ الرجل المخلص لأمّه قد غادر دون اللقاء به، طلب من اثنين من أخلص أصحابه هما عمر وعلي - رضي الله عنهما- توصيل عباءته إلى أويس اليمني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك