العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

46 عاما على رحيل فارس الغناء العربي عبدالحليم حافظ
ما السر في تربع عبدالحليم حافظ على عرش الغناء حتى الآن؟

بقلم: خالد حسين

الأربعاء ٠٥ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

نقاش طويل مع نزار قباني من أجل تغيير بعض الأبيات في قارئة الفنجان


محمد عبدالوهاب نهر حليم قائلا: أنت مجنون عايزني ألحن لك حدوتة في آخر أيامي


سر غامض وراء رفض عبدالحليم غناء أغنية «جبار» مرة أخرى


 

تمر‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ46‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬العندليب‭ ‬الأسمر‭ ‬عبدالحليم‭ ‬حافظ‭ ‬الذي‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬مارس‭ ‬1977‭ ‬بمستشفى‭ ‬كينجز‭ ‬كوليج‭ ‬بلندن‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬العاشرة‭ ‬مساء‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬ناهز‭ ‬الـ48‭ ‬سنة‭ ‬فقط،‭ ‬سافر‭ ‬حليم‭ ‬مطلع‭ ‬يناير‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬لإجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬الطبية‭ ‬السنوية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يجريها‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أحس‭ ‬بانقباض‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬دون‭ ‬سبب‭ ‬شاهدته‭ ‬أخته‭ ‬علية‭ ‬شبانة‭ ‬يتأمل‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬نومه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سبب‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬الصالة‭ ‬الواسعة‭ ‬بشقته‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬حديقة‭ ‬الأسماك‭ ‬وهذه‭ ‬الصالة‭ ‬كما‭ ‬شاهدتها‭ ‬واسعة‭ ‬جدا‭ ‬كان‭ ‬يجري‭ ‬فيها‭ ‬بروفات‭ ‬الأغاني‭ ‬ثم‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬البلكونة‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يشرب‭ ‬فيها‭ ‬الشاي‭ ‬ويزرع‭ ‬فيها‭ ‬الورود‭ ‬البنفسجية‭ ‬التي‭ ‬يحبها‭.. ‬تقاطعه‭ ‬أخته‭ ‬علية‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬ايه‭ ‬مالك‭ ‬يا‭ ‬حليم‭ ‬رايح‭ ‬جاي‭ ‬بالشقة‭ ‬وكأنك‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬تسكن‭ ‬بها‭.. ‬ايه‭ ‬مالك‭ ‬يا‭ ‬حليم‭ ‬يا‭ ‬حبيبي‮»‬‭. ‬حليم‭ ‬يدير‭ ‬وجهه‭ ‬عنها‭ ‬بصمت‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬الدموع‭ ‬التي‭ ‬تترقرق‭ ‬على‭ ‬خديه‭. ‬يبدأ‭ ‬حليم‭ ‬في‭ ‬تحضير‭ ‬الحقائب‭ ‬استعدادا‭ ‬للسفر‭ ‬يقوم‭ ‬عبدو‭ ‬بإلباس‭ ‬حليم‭ ‬بالطو‭ ‬من‭ ‬الصوف‭ ‬ليحميه‭ ‬من‭ ‬برودة‭ ‬جو‭ ‬لندن‭ ‬القارس‭. ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬السائق‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬يجهز‭ ‬السيارة‭ ‬المرسيدس‭ ‬السوداء‭ ‬لحليم‭ ‬ليأخذه‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬القاهرة‭. ‬خطوات‭ ‬حليم‭ ‬ثقيلة‭ ‬وهو‭ ‬يحاول‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الشقة‭ ‬الكائنة‭ ‬بالدور‭ ‬السابع‭ ‬في‭ ‬بناية‭ ‬زهراء‭ ‬الجزيرة‭ ‬بالزمالك‭.. ‬شحاتة‭ ‬أبوزيد‭ ‬ابن‭ ‬خالة‭ ‬حليم‭ ‬يناديه‭: ‬‮«‬يا‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬حليم‭ ‬تعال‭ ‬مالك‭ ‬المرة‭ ‬دي‭ ‬فيه‭ ‬ايه‭ ‬يا‭ ‬حليم؟‮»‬‭ ‬فردوس‭ ‬ابنة‭ ‬خالة‭ ‬حليم‭ ‬وزوجة‭ ‬شحاتة‭ ‬تحمل‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف‭ ‬ليمر‭ ‬حليم‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬المصحف‭ ‬ليودعها‭ ‬حليم‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬خلي‭ ‬بالك‭ ‬من‭ ‬نفسك‭ ‬يا‭ ‬فردوس‮»‬‭. ‬يغادر‭ ‬حليم‭ ‬الشقة‭ ‬وعيونه‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬الشقة‭ ‬باللون‭ ‬الأزرق‭ ‬والأبيض‭ ‬وهو‭ ‬لون‭ ‬شقته‭ ‬من‭ ‬الداخل‭. ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬القاهرة‭ ‬يصافح‭ ‬المسؤولين‭ ‬والموظفين‭ ‬والمعجبين‭ ‬الذين‭ ‬تحلقوا‭ ‬حوله‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬لهم‭: ‬‮«‬ادعوا‭ ‬لي‭ ‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬بالعافية‮»‬‭. ‬داخل‭ ‬طائرة‭ ‬مصر‭ ‬للطيران‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬يجلس‭ ‬بجانبه‭ ‬أخته‭ ‬علية‭ ‬ومعاهم‭ ‬شحاتة‭ ‬ابن‭ ‬خالته‭ ‬تقلع‭ ‬الطائرة‭ ‬من‭ ‬المطار‭ ‬وحليم‭ ‬وكأنه‭ ‬يسافر‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬يتأمل‭ ‬القاهرة‭ ‬ومعالمها‭ ‬من‭ ‬الجو‭ ‬تتساقط‭ ‬دموعه‭ ‬وهو‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يخفيها‭ ‬بمنديل‭.. ‬تلاحظه‭ ‬علية‭ ‬وتمسك‭ ‬بيده‭: ‬‮«‬فيه‭ ‬ايه‭ ‬يا‭ ‬حليم‭!‬‮»‬‭ ‬يجيبها‭: ‬‮«‬مفيش‭ ‬حاجة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬يحاول‭ ‬اصطناع‭ ‬ضحكة‭ ‬مزيفة‭.‬

تصل‭ ‬الطائرة‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭. ‬الجو‭ ‬بارد‭ ‬جدا‭. ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬شقته‭ ‬بلندن‭ ‬التي‭ ‬اشتراها‭ ‬ووضع‭ ‬في‭ ‬الصالة‭ ‬صورة‭ ‬له‭ ‬رسمها‭ ‬الفنان‭ ‬جمال‭ ‬كامل،‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الراحة‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬كنجز‭ ‬كوليج‭ ‬يحاول‭ ‬الأطباء‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬د‭. ‬روجرز‭ ‬أن‭ ‬يبثوا‭ ‬الطمأنينة‭ ‬إلى‭ ‬حليم‭ ‬د‭. ‬هشام‭ ‬عيسى‭ ‬أيضا‭ ‬المرافق‭ ‬لحليم‭ ‬يقول‭: ‬سمعت‭ ‬د‭. ‬روجرز‭ ‬قال‭ ‬إيه‭ ‬من‭ ‬وشك‭ ‬بابن‭ ‬إنك‭ ‬تمام‭ ‬التمام‭ ‬وصحتك‭ ‬زي‭ ‬الحديد‮»‬‭. ‬أصدقاء‭ ‬حليم‭ ‬بمجرد‭ ‬معرفتهم‭ ‬بوجود‭ ‬حليم‭ ‬بلندن‭ ‬يتصلون‭ ‬به‭ ‬للاطمئنان‭ ‬عليه‭ ‬ولدعوته‭ ‬إلى‭ ‬السهر‭ ‬معهم‭ ‬ومنهم‭ ‬صديقه‭ ‬عمر‭ ‬الشريف‭ ‬وشريفة‭ ‬فاضل‭ ‬وبعض‭ ‬الأمراء‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭.‬

 

الأيام‭ ‬تمر‭ ‬سريعا‭ ‬وحليم‭ ‬بين‭ ‬المستشفى‭ ‬والشقة‭ ‬ولكن‭ ‬دعني‭ ‬عزيز‭ ‬القارئ‭ ‬أعود‭ ‬بكم‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬المشوار‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬سنة‭ ‬1976‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وجه‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬ملك‭ ‬المغرب‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬حليم‭ ‬لإحياء‭ ‬حفلات‭ ‬عيد‭ ‬الشباب‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬آخر‭ ‬حفلات‭ ‬حليم‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬حيث‭ ‬أقام‭ ‬حفلات‭ ‬رائعة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬دمشق‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬1976‭ ‬وغنى‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬غنى‭ ‬‮«‬نبتدي‭ ‬منين‭ ‬الحكاية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬غير‭ ‬بعض‭ ‬ألحانها‭ ‬وغناها‭ ‬بطريقة‭ ‬مختلفة‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬الأغنية‭ ‬الأصلية‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬كوبليه‭.. ‬سألنا‭ ‬روحنا‭ ‬ليه‭.. ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬حبنا‭ ‬إيه‭.. ‬وكان‭ ‬حليم‭ ‬يمد‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬ليييه‮»‬‭ ‬بطريقة‭ ‬تفاعل‭ ‬معها‭ ‬الجمهور‭ ‬الذي‭ ‬ملأ‭ ‬الصالة‭ ‬الواسعة‭ ‬للمعرض‭ ‬كذلك‭ ‬غنى‭ ‬رائعته‭ ‬التي‭ ‬ختم‭ ‬بها‭ ‬مشواره‭ ‬‮«‬قارئة‭ ‬الفنجان‮»‬‭ ‬وبالذات‭ ‬الكوبليه‭ ‬الأخير‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬أصعب‭ ‬أن‭ ‬تهوى‭ ‬امرأة‭ ‬يا‭ ‬ولدي‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬عنوان،‭ ‬وكان‭ ‬ينطق‭ ‬ما‭ ‬أصعب‭ ‬ويكرر‭ ‬المقطع‭ ‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬وغنى‭ ‬من‭ ‬الأغاني‭ ‬التي‭ ‬أعاد‭ ‬توزيعها‭ ‬بآلات‭ ‬موسيقية‭ ‬حديثة‭ ‬اشتراها‭ ‬خصيصا‭ ‬لبعض‭ ‬الأغاني‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬اشتهر‭ ‬بها‭ ‬وهي‭ ‬أهواك،‭ ‬توبة،‭ ‬أول‭ ‬مرة،‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام،‭ ‬الحلوة‭ ‬حياتي،‭ ‬وعندما‭ ‬طرح‭ ‬ألبوم‭ ‬هذه‭ ‬الأغنيات‭ ‬هاجمته‭ ‬بعض‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬الصفراء‭ ‬وقالوا‭ ‬لقد‭ ‬أفلس‭ ‬عبدالحليم‭ ‬وليس‭ ‬لديه‭ ‬جديد‭ ‬يقدمه‭ ‬لذلك‭ ‬أعاد‭ ‬أغانيه‭ ‬القديمة‭ ‬لكن‭ ‬ذكاء‭ ‬وفطنة‭ ‬حليم‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬درسا‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬بعد‭ ‬رحيله‭ ‬عن‭ ‬فن‭ ‬الأداء‭ ‬للأغاني‭ ‬السريعة‭ ‬كما‭ ‬أراد‭ ‬حليم‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يلقن‭ ‬درسا‭ ‬لمن‭ ‬يحاولون‭ ‬تقليده‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يرحل‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا‭.. ‬وحتى‭ ‬بعض‭ ‬الأغاني‭ ‬الحزينة‭ ‬أعاد‭ ‬توزيعها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬منها‭: ‬في‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬شهر،‭ ‬وبتلومونى‭ ‬ليه،‭ ‬ويا‭ ‬قلبي‭ ‬خبي،‭ ‬وأسمر‭ ‬ياسمراني،‭ ‬ورسالة‭ ‬غرام‭.‬

هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأغاني‭ ‬كما‭ ‬روى‭ ‬لي‭ ‬الراحل‭ ‬مجدي‭ ‬العمروسي‭ ‬وأخته‭ ‬علية‭ ‬وأيضا‭ ‬محمد‭ ‬الموجي‭ ‬الذين‭ ‬التقيتهم‭ ‬مرارا‭ ‬بأن‭ ‬أغنية‭ ‬جبار‭ ‬التي‭ ‬لحنها‭ ‬الموجي‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬وأصدق‭ ‬الأغاني‭ ‬في‭ ‬اللحن‭ ‬والكلمات‭ ‬والأداء‭ ‬لم‭ ‬يغنيها‭ ‬حليم‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬تسجيل‭ ‬ستوديو‭ ‬لفيلم‭ ‬معبودة‭ ‬الجماهير‭ ‬مع‭ ‬شادية‭ ‬رغم‭ ‬إلحاح‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬حليم‭ ‬ومتعهدي‭ ‬الحفلات‭ ‬على‭ ‬أدائها‭ ‬حفلة‭ ‬مع‭ ‬الجماهير‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حليم‭ ‬يصمت‭ ‬بحزن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إجابة‭.. ‬قال‭ ‬لي‭ ‬مجدي‭ ‬العمروسي‭ ‬وهو‭ ‬صديق‭ ‬حليم‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬إلى‭ ‬النهاية‭ ‬وهو‭ ‬مدير‭ ‬أعماله‭ ‬وكاتم‭ ‬أسراره‭ ‬ومدير‭ ‬شركة‭ ‬صوت‭ ‬الفن‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬جميع‭ ‬أغاني‭ ‬حليم‭: ‬‮«‬حاولت‭ ‬مرارا‭ ‬أن‭ ‬أعرف‭ ‬السبب‭ ‬لكنه‭ ‬يصمت‭ ‬بحزن‭ ‬دون‭ ‬جواب،‭ ‬كذلك‭ ‬الموجي‭ ‬الذي‭ ‬لحنها‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬حليم‭ ‬كان‭ ‬بدبلوماسية‭ ‬يغير‭ ‬الموضوع‮»‬‭ ‬وذكرت‭ ‬لي‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬إليه‭ ‬أخته‭ ‬علية‭ ‬ذلك‭: ‬‮«‬مات‭ ‬حليم‭ ‬وبقي‭ ‬سر‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬في‭ ‬الكتمان‭.‬

من‭ ‬كلمات‭ ‬أغنية‭: ‬جبار

جبار،‭ ‬جبار‭.. ‬في‭ ‬رقته‭ ‬جبار

جبار‭ ‬في‭ ‬قسوته‭ ‬جبار

وخانتني‭ ‬دمعته‭.. ‬خدعتني‭ ‬ضحكته

وخانتني‭ ‬دمعته

وما‭ ‬كنتش‭ ‬أعرف‭ ‬قبل‭ ‬النهار‭ ‬ده

إن‭ ‬العيون‭ ‬دي‭ ‬تعرف‭ ‬تخون‭ ‬بالشكل‭ ‬ده

ولا‭ ‬كنت‭ ‬أصدق‭ ‬قبل‭ ‬النهار‭ ‬ده

إن‭ ‬الحنان‭ ‬يقدر‭ ‬يكون‭ ‬بالشكل‭ ‬ده

عرفته‭ ‬قد‭ ‬ما‭ ‬عرفته‭ ‬ولا‭ ‬عرفتوش

وشفته‭ ‬قد‭ ‬ما‭ ‬شفته‭ ‬ولا‭ ‬فهمتوش

كان‭ ‬بيقول‭ ‬لي‭ ‬أحبك‭ ‬أيوه‭ ‬كان‭ ‬بيقول

وأنا‭ ‬من‭ ‬لهفة‭ ‬قلبي‭ ‬صدقته،‭ ‬صدقته‭ ‬على‭ ‬طول

كان‭ ‬بيقول‭ ‬لي‭ ‬أحبك‭ ‬أيوه‭ ‬كان‭ ‬بيقول

وأنا‭ ‬من‭ ‬لهفة‭ ‬قلبي‭ ‬صدقته،‭ ‬صدقته‭ ‬على‭ ‬طول

كنت‭ ‬أشوف‭ ‬وأسمع‭ ‬وأحس‭ ‬بقلبه‭ ‬هو

كنت‭ ‬عايش‭ ‬مش‭ ‬عشاني‭ ‬عشانه‭ ‬هو

كنت‭ ‬أشوف‭ ‬وأسمع‭ ‬وأحس‭ ‬بقلبه‭ ‬هو

ولا‭ ‬كنت‭ ‬أصدق‭ ‬قبل‭ ‬النهار‭ ‬ده

إن‭ ‬الحنان‭ ‬يقدر‭ ‬يكون‭ ‬بالشكل‭ ‬ده

 

من‭ ‬الأغاني‭ ‬أيضا‭ ‬‮«‬فاتت‭ ‬جنبنا‮»‬‭ ‬وقصتها‭ ‬أن‭ ‬الشاعر‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬لشقة‭ ‬حليم‭ ‬وتركه‭ ‬حليم‭ ‬في‭ ‬الصالة‭ ‬وعند‭ ‬عودة‭ ‬حليم‭ ‬لمحه‭ ‬حليم‭ ‬يدرس‭ ‬قصاصة‭ ‬ورقة‭ ‬بجيب‭ ‬الجاكيت‭ ‬وبذكاء‭ ‬حليم‭ ‬كأنه‭ ‬لم‭ ‬يشاهده‭ ‬وبطريقة‭ ‬سريعة‭ ‬جدا‭ ‬أدخل‭ ‬حليم‭ ‬يده‭ ‬في‭ ‬جيب‭ ‬الجاكيت‭ ‬وسحب‭ ‬الورقة‭ ‬وحسين‭ ‬السيد‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يمنعه‭ ‬دون‭ ‬فائدة‭ ‬وأخرجها‭ ‬وإذا‭ ‬هي‭ ‬كلمات‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬حدوته‭ ‬عن‭ ‬أصدقاء‭ ‬اثنين‭ ‬يصادفون‭ ‬امرأة‭ ‬حلوة‭ ‬تضحك‭ ‬لهم‭ ‬فيظن‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهما‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬المقصود‭ ‬فيعجب‭ ‬حليم‭ ‬بالكلمات‭ ‬ويأمر‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬بتكملتها‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬خاتمتها‭ ‬بأنه‭ ‬هو‭ ‬المقصود‭ ‬وليس‭ ‬صديقه‭ ‬كما‭ ‬أمر‭ ‬حليم‭ ‬أن‭ ‬يسميه‭ ‬في‭ ‬الأغنية‭ ‬بـ«الأسمراني‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬اللقب‭ ‬المشهور‭ ‬به‭ ‬عبدالحليم‭ ‬حافظ‭.‬

يأخذ‭ ‬حليم‭ ‬الكلمات‭ ‬ويتصل‭ ‬بمحمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬ويقول‭ ‬له‭: ‬‮«‬عايزك‭ ‬يا‭ ‬أستاذ‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬مستعجلة‭ ‬جدا‭ ‬وهعدي‭ ‬عليك‭ ‬في‭ ‬البيت‮»‬‭ ‬يحاول‭ ‬الموسيقار‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬معرفة‭ ‬السبب‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬يصل‭ ‬حليم‭ ‬ويستقبله‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬بالود‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬ايه‭ ‬يا‭ ‬حليم‭ ‬خضيتني‭ ‬فيه‭ ‬حاجة‮»‬‭ ‬يقول‭ ‬حليم‭: ‬‮«‬آه‭ ‬عندي‭ ‬أغنية‭ ‬جديدة‭ ‬لشم‭ ‬النسيم‭ ‬كتبها‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬وعايزك‭ ‬تلحنها‮»‬‭.‬

قال‭ ‬عبدالوهاب‭: ‬‮«‬ماهو‭ ‬عندك‭ ‬أي‭ ‬دمعة‭ ‬حزن‭ ‬اللي‭ ‬لحنها‭ ‬لك‭ ‬بليغ‮»‬‭. ‬قال‭ ‬‮«‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬هغني‭ ‬غنوتين‭ ‬مرة‭ ‬وحدة‮»‬‭ ‬فيقول‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬طيب‭ ‬وريني‭ ‬كلماتها‭ ‬عندما‭ ‬يفتح‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬ويبدأ‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬الكلمات‭: ‬فاتت‭ ‬جنبنا‭ ‬أنا‭ ‬وهو‭ ‬وضحكت‭ ‬لنا‭ ‬أنا‭ ‬وهو‭ ‬يرمي‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬الورقة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬حليم‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬ايه‭ ‬أنت‭ ‬اتجننت‭ ‬يا‭ ‬حليم‭ ‬ايه‭ ‬الحدوته‭ ‬دي‭ ‬أنت‭ ‬عايزني‭ ‬ألحن‭ ‬حدوته‭ ‬وأنا‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬روح‭ ‬يا‭ ‬حليم‭ ‬لواحد‭ ‬مجنون‭ ‬زيك‭ ‬يلحن‭ ‬لك‭ ‬الكلام‭ ‬الفاضي‭ ‬ده‮»‬‭ ‬لكن‭ ‬إصرار‭ ‬وعناد‭ ‬حليم‭ ‬جعل‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬يقبل‭ ‬أن‭ ‬يلحنها‭ ‬دون‭ ‬تحمله‭ ‬فشل‭ ‬حليم‭ ‬في‭ ‬الأغنية‭.‬

وعندما‭ ‬غناها‭ ‬حليم‭ ‬في‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ‬كانت‭ ‬لونا‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬ونجحت‭ ‬نجاحا‭ ‬ساحقا‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ ‬مجدي‭: ‬‮«‬كلما‭ ‬طبعت‭ ‬الشرايط‭ ‬في‭ ‬اليونان‭ ‬تنفذ‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬فنضطر‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬طرحها‭ ‬وقد‭ ‬كسبت‭ ‬صوت‭ ‬الفن‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬التي‭ ‬تزامن‭ ‬طرحها‭ ‬مع‭ ‬أغنية‭ ‬أي‭ ‬دمعة‭ ‬حزن‭ ‬التي‭ ‬ألفها‭ ‬محمد‭ ‬حمزة‭ ‬ولحنها‭ ‬بليغ‭.. ‬وظل‭ ‬يغنيها‭ ‬حليم‭ ‬في‭ ‬حفلات‭ ‬مصر‭ ‬ولبنان‭ ‬وغناها‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الأوليمبيا‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬دمعة‭ ‬حزن‭ ‬وزي‭ ‬الهوى‭ ‬ورسالة‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الماء‭ ‬بالألوان‭.‬

عندما‭ ‬سئل‭ ‬أحمد‭ ‬فؤاد‭ ‬حسن‭ ‬قائد‭ ‬الفرقة‭ ‬الماسية‭: ‬كيف‭ ‬تسمح‭ ‬لحليم‭ ‬بقيادة‭ ‬الفرقة‭ ‬وأنت‭ ‬موجود؟‭ ‬أجاب‭: ‬‮«‬حليم‭ ‬أولا‭ ‬دارس‭ ‬موسيقى‭ ‬ويعرف‭ ‬النوتات‭ ‬وبيعزف‭ ‬آلات‭ ‬والفرقة‭ ‬عارفين‭ ‬كل‭ ‬حركاته‭ ‬الموسيقية‮»‬‭ ‬كذلك‭ ‬فالكثير‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الكوبليهات‭ ‬في‭ ‬أغانيه‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ألحانه‭ ‬مثل‭ ‬كوبليه‭ ‬‮«‬تعالى‭ ‬تعالى‮»‬‭ ‬في‭ ‬أغنية‭ ‬حاول‭ ‬تفتكري‭ ‬التي‭ ‬لحنها‭ ‬بليغ‭ ‬حمدي‭ ‬والقصة‭ ‬أن‭ ‬بليغ‭ ‬أثناء‭ ‬تلحين‭ ‬الأغنية‭ ‬اختفى‭ ‬فترة‭ ‬كعادته‭ ‬لأنه‭ ‬غير‭ ‬منظم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬سر‭ ‬مكانه‭ ‬فهو‭ ‬يختفي‭ ‬فجأة‭ ‬ويظهر‭ ‬فجأة‭. ‬حليم‭ ‬يبحث‭ ‬عنه‭ ‬وموعد‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭ ‬وقد‭ ‬بقي‭ ‬الجزء‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬الأغنية‭ ‬دون‭ ‬لحن‭ ‬وبينما‭ ‬حليم‭ ‬مع‭ ‬الفرقة‭ ‬بالشقة‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬البروفات‭ ‬وإذا‭ ‬بليغ‭ ‬يدخل‭ ‬عليهم‭ ‬فجأة‭ ‬فيقوم‭ ‬حليم‭ ‬مسرعا‭ ‬قائلا‭ ‬له‭: ‬‮«‬تعالى‭ ‬تعالى‭ ‬تعالى‭ ‬تعالى‮»‬‭.‬

وبعد‭ ‬العتاب‭ ‬واللوم‭ ‬يكمل‭ ‬بليغ‭ ‬باقي‭ ‬الأغنية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬لحن‭ ‬بليغ‭ ‬لحليم‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬موعود‭ ‬وزي‭ ‬الهوى‭ ‬ومداح‭ ‬القمر‭ ‬أيضا‭.‬

أيضا‭ ‬محمد‭ ‬الموجي‭ ‬عجز‭ ‬في‭ ‬تلحين‭ ‬‮«‬بحياتك‭ ‬يا‭ ‬ولدي‭ ‬امرأة‮»‬‭ ‬في‭ ‬أغنية‭ ‬قارئة‭ ‬الفنجان‭ ‬فلحنها‭ ‬حليم‭ ‬بدلا‭ ‬منه‭. ‬حليم‭ ‬مختلف‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬التي‭ ‬تغني‭ ‬بكبرياء‭ ‬وشموخ‭ ‬ووقار‭ ‬ونادرا‭ ‬ما‭ ‬تبتسم‭ ‬أو‭ ‬تداعب‭ ‬الجمهور،‭ ‬إنما‭ ‬حليم‭ ‬يضحك‭ ‬ويتحرك‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬ويأخذ‭ ‬بعض‭ ‬الآلات‭ ‬يعزف‭ ‬عليها‭ ‬ويرمي‭ ‬الورد‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬ويلتقط‭ ‬الورد‭ ‬منهم‭ ‬ويلبس‭ ‬بعض‭ ‬الباقات‭ ‬لأعضاء‭ ‬الفرقة‭ ‬ويشرب‭ ‬الماء‭ ‬ويخلع‭ ‬الجاكيت‭ ‬ويصفر‭ ‬ويصافح‭ ‬بعض‭ ‬المعجبات‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬وهو‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الأغنية‭ ‬يعرف‭ ‬الحاضرين‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬باسم‭ ‬المؤلف‭ ‬والملحن‭ ‬وأسماء‭ ‬أعضاء‭ ‬الفرقة‭ ‬وأيضا‭ ‬يلعب‭ ‬بتسريحة‭ ‬شعره‭ ‬أثناء‭ ‬الغناء‭.‬

نهاية‭ ‬مشوار‭ ‬حليم‭ ‬كما‭ ‬ذكر‭ ‬مجدي‭ ‬العمروسي‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬أعز‭ ‬الناس‭ ‬وهو‭ ‬أصدق‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬عن‭ ‬العندليب‭ ‬الأسمر‭ ‬وقد‭ ‬قمت‭ ‬شخصيا‭ ‬بتوزيع‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وقد‭ ‬تحول‭ ‬الكتاب‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬حلقات‭ ‬تلفزيونية‭ ‬30‭ ‬حلقة‭ ‬أنتجها‭ ‬تلفزيون‭ ‬أبوظبي‭ ‬تم‭ ‬عرضها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬ثم‭ ‬بثتها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القنوات‭ ‬التلفزيونية‭.‬

رحلة‭ ‬نهاية‭ ‬المشوار

غادر‭ ‬حليم‭ ‬القاهرة‭ ‬بمعية‭ ‬الدكتور‭ ‬شاكر‭ ‬سرور‭ ‬يوم‭ ‬12‭ ‬يناير‭ ‬1977‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬أولا‭ ‬للقاء‭ ‬الدكتور‭ ‬سارازان‭ ‬أستاذ‭ ‬الكبد‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬للقاء‭ ‬الدكتور‭ ‬تانر‭ ‬والدكتور‭ ‬روجر‭ ‬ويليامز‭ (‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬أمراض‭ ‬الكبد‭ ‬بكلية‭ ‬كينجز‭ ‬الملكية‭ ‬وكبير‭ ‬أطباء‭ ‬الكبد‭ ‬في‭ ‬العالم‭) ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬كينجز‭ ‬كوليج‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬حي‭ (‬أيست‭ ‬أند‭) ‬في‭ ‬أطراف‭ ‬العاصمة‭ ‬البريطانية‭ ‬لندن‭ ‬وفي‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭... ‬لإجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬الطبية‭ ‬الدورية‭ ‬السنوية‭... (‬للعلم‭ ‬كان‭ ‬الدكتور‭ ‬روجر‭ ‬ويليامز‭ ‬قد‭ ‬حضر‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬بداية‭ ‬ديسمبر‭ ‬1976‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬حليم‭ ‬وبعد‭ ‬الفحص‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬التحاليل‭ ‬الأخيرة‭ ‬قرر‭ (‬ومعه‭ ‬الدكتور‭ ‬ياسين‭ ‬عبدالغفار‭) ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يسافر‭ ‬حليم‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭)... ‬وكان‭ ‬حليم‭ ‬قد‭ ‬اعتاد‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬وظائف‭ ‬الكبد‭... ‬وكانت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تحاليل‭ ‬وكشف‭ ‬بالموجات‭ ‬فوق‭ ‬الصوتية‭ ‬وعمل‭ ‬منظار‭ ‬للمريء‭.. (‬وقبل‭ ‬سفره‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أجرى‭ ‬تحاليل‭ ‬وظائف‭ ‬الكبد‭ ‬وكانت‭ ‬أسوأ‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭.. ‬بسبب‭ ‬الإجهاد‭.. ‬والمجهود‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬بذله‭ ‬العندليب‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الحفلات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬التي‭ ‬أحياها‭ ‬العندليب‭ ‬عام‭ ‬1976‭)... ‬كذلك‭ ‬لإجراء‭ ‬عملية‭ ‬ربط‭ ‬الدوالي‭ ‬وحقنها‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يجريها‭ ‬الدكتور‭ ‬ماكبث‭ ‬طبيب‭ ‬الأنف‭ ‬والأذن‭ ‬الاسكتلندي‭ ‬المشهور‭... (‬علما‭ ‬بأن‭ ‬الدكتور‭ ‬تانر‭ ‬عندما‭ ‬أجرى‭ ‬لحليم‭ ‬أول‭ ‬عملية‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬1956‭ (‬ربط‭ ‬دوالي‭ ‬المريء‭) ‬صرح‭ ‬بأن‭ ‬عبدالحليم‭ ‬لن‭ ‬يعيش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭.. ‬ولأنه‭ ‬كان‭ ‬محبا‭ ‬للحياة‭ ‬فقد‭ ‬عاش‭ ‬بعدها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة‭... ‬العملية‭ ‬أساسا‭ ‬كانت‭ ‬لوقف‭ ‬النزيف‭... ‬والتي‭ ‬تمنع‭ ‬النزيف‭ ‬بنسبة‭ ‬25%‭.. ‬بينما‭ ‬احتمال‭ ‬رجوعه‭ ‬75%‭.‬

وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬الفحوصات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬لندن‭ (‬أواخر‭ ‬يناير‭ ‬1977‭) ‬وجود‭ ‬اختلال‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬الكبد‭ ‬وضمور‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬الكبد‭ ‬وبداية‭ ‬ظهور‭ ‬أعراض‭ (‬الاستسقاء‭) ‬على‭ ‬البطن‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬أصيب‭ ‬بدوالي‭ ‬المريء‭... ‬وبعد‭ ‬حقن‭ ‬المريء‭ ‬غادر‭ ‬حليم‭ ‬المستشفى‭ ‬إلى‭ ‬شقته‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مليئة‭ ‬بالورود‭ ‬في‭ ‬استقباله،‭ ‬وكانت‭ ‬حالته‭ ‬شبه‭ ‬مستقرة‭.. ‬وكان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الانتظار‭ ‬فترة‭ (‬15‭ ‬يوما‭) ‬لمراقبة‭ ‬أي‭ ‬مضاعفات‭ ‬لعملية‭ ‬حقن‭ ‬الدوالي‭... ‬استمرت‭ ‬الحالة‭ ‬مطمئنة‭... ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بدأ‭ ‬عبدالحليم‭ ‬يستعد‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬حجز‭ ‬لنفسه‭ ‬مقعدًا‭ ‬في‭ ‬الطائرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ستغادر‭ ‬لندن‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬إذا‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬ليبدأ‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬البروفات‭ ‬على‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬ليه‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬لحنها‭ ‬له‭ ‬الموسيقار‭ ‬عبدالوهاب،‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬مرسي‭ ‬جميل‭ ‬عزيز،‭ ‬وكان‭ ‬ينوي‭ ‬أن‭ ‬يغنيها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬ليلة‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ‬في‭ ‬حفلة‭ ‬كبرى‭ ‬يقيمها‭ ‬مساء‭ ‬الأحد‭ ‬10‭ ‬أبريل،‭ ‬وطيلة‭ ‬مكوثه‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬كان‭ ‬جهاز‭ ‬التسجيل‭ ‬بجانبه‭ ‬وبداخله‭ ‬شريط‭ ‬بروفات‭ ‬أغنيته‭ ‬الجديدة‭.. ‬يستمع‭ ‬إليه‭ ‬تارة‭ ‬ويقرأ‭ ‬الجرائد‭ ‬ويشاهد‭ ‬برامج‭ ‬التلفزيون‭ ‬البريطانية‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭... ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬لمكوثه‭ ‬اتصل‭ ‬تلفونيا‭ ‬بجلالة‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬فعلم‭ ‬أن‭ ‬جلالته‭ ‬يقوم‭ ‬بجولة‭ ‬بالمملكة‭ ‬المغربية‭... ‬واتصل‭ ‬بأصدقائه‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ (‬الأمير‭ ‬طلال‭ ‬ثم‭ ‬الأمير‭ ‬بدر‭ ‬ثم‭ ‬الأمير‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭)... ‬وأصدقائه‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬الموسيقار‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬والكاتب‭ ‬الصحفي‭ ‬مصطفى‭ ‬أمين‭... ‬واتصل‭ ‬كذلك‭ ‬بأشقائه‭ ‬إسماعيل‭ ‬ومحمد‭.‬

وقبل‭ ‬السفر‭ ‬بليلة‭ ‬واحدة‭ ‬مر‭ ‬عبدالحليم‭ ‬على‭ ‬مستشفى‭ ‬كينجز‭ ‬كولدج‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬صحته‭ ‬وكشف‭ ‬عليه‭ ‬البروفسور‭ ‬روجر‭ ‬ويليامز،‭ ‬ورأى‭ ‬عبدالحليم‭ ‬تعبيرًا‭ ‬لم‭ ‬يسترح‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬وجهه،‭ ‬وسأله‭: ‬إيه‭ ‬الحكاية؟‭ ‬ورد‭ ‬عليه‭ ‬البروفسور‭ ‬بسؤال‭: ‬هل‭ ‬حجزت‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة؟‭ ‬فقال‭ ‬له‭ ‬حليم‭: ‬بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬ساعة،‭ ‬فرد‭ ‬عليه‭ ‬بقوله‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬تؤجل‭ ‬الحجز،‭ ‬فسأله‭ ‬حليم‭: ‬مدة‭ ‬يومين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬مثلًا؟،‭ ‬ففاجأه‭ ‬البروفسور‭ ‬بقوله‭ ‬بل‭ ‬20‭ ‬يومًا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬فقد‭ ‬تسبب‭ ‬لك‭ ‬الكورتيزون‭ ‬في‭ ‬انتفاخ‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نعالجه،‭ ‬وانزعج‭ ‬عبدالحليم‭ ‬ورقد‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬كينجز‭ ‬كوليج‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬نفسية‭ ‬سيئة،‭ ‬واتصل‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬بلندن‭ ‬تليفونيا‭ ‬بالدكتور‭ ‬ياسين‭ ‬عبدالغفار‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬وشرح‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ولكن‭ ‬الدكتور‭ ‬طمأنه‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬استبقاءه‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬إجراء‭ ‬وقائي‭ ‬لا‭ ‬خوف‭ ‬منه،‭ ‬وعاد‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ (‬يوم‭ ‬22‭ ‬فبراير‭) ‬الدكتور‭ ‬شاكر‭ ‬سرور‭ ‬الطبيب‭ ‬المرافق‭ ‬لعبدالحليم،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬عبدالحليم‭ ‬وسبقه‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬معتقدًا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الفحص‭ ‬قد‭ ‬انتهى‭ ‬على‭ ‬خير‭. ‬لكن‭ ‬ظلت‭ ‬حالته‭ ‬مستقرة‭ ‬حتى‭ ‬الأسبوع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬فبراير‭.‬

في‭ ‬12‭ ‬مارس‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يحتفل‭ ‬الموسيقار‭ ‬محمد‭ ‬الموجي‭ ‬بخطوبة‭ ‬ابنته‭ (‬أنغام‭) ‬في‭ ‬نفس‭ ‬يوم‭ ‬مولدها‭ ‬ولكن‭ ‬الموسيقار‭ ‬وزوجته‭ ‬اتفقا‭ ‬على‭ ‬تأجيل‭ ‬حفل‭ ‬الخطوبة‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬حليم‭ ‬من‭ ‬لندن‭.. ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬حليم‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الموجي‭ ‬عندما‭ ‬اتصل‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬يطمئن‭ ‬على‭ ‬صحته‭ ‬ألا‭ ‬يؤجل‭ ‬الحفل‭ ‬خاصة‭ ‬لأنه‭ ‬يوافق‭ ‬يوم‭ ‬مولد‭ ‬أنغام‭ ‬ولكن‭ ‬الموجي‭ ‬وزوجته‭ (‬أم‭ ‬أمين‭) ‬أصرا‭ ‬على‭ ‬التأجيل‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬صديق‭ ‬عمره‭.‬

في‭ ‬17‭ ‬مارس‭ ‬ولأن‭ ‬حليم‭ ‬مازال‭ ‬تحت‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬كينجز‭ ‬كوليج‭ ‬بلندن،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يشدو‭ (‬كما‭ ‬تعود‭) ‬لجمهور‭ ‬القاهرة‭ ‬ليلة‭ ‬شم‭ ‬النسيم‭ ‬ليسعد‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬جمهوره‭ ‬ومحبيه‭.. ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬إلا‭ ‬نحو‭ (‬23‭ ‬يوماً‭) ‬للحفل‭ ‬ولهذا‭ ‬بعث‭ ‬حليم‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬البريطانية‭ ‬ليرجئ‭ ‬إحياء‭ ‬الحفل‭ ‬إلى‭ ‬مايو‭ ‬القادم‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬نادي‭ ‬الترسانة‭ ‬الرياضي‭... ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يتدرب‭ ‬على‭ ‬لحن‭ ‬الموسيقار‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ (‬من‭ ‬غير‭ ‬ليه‭) ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬الشاعر‭ ‬مرسي‭ ‬جميل‭ ‬عزيز‭... ‬وفي‭ ‬اتصال‭ ‬تليفوني‭ ‬من‭ ‬لندن‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬مارس‭ ‬وعد‭ ‬حليم‭ ‬بأنه‭ ‬سوف‭ ‬يقدم‭ ‬أغنيته‭ ‬الجديدة‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬مساء‭ ‬26‭ ‬سبتمبر‭ ‬القادم‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬افتتاح‭ ‬مهرجان‭ ‬القاهرة‭ ‬السينمائي‭ ‬الثاني‭ ‬والذي‭ ‬ستقيمه‭ ‬الجمعية‭ ‬المصرية‭ ‬لنقاد‭ ‬وكتاب‭ ‬السينما‭.‬

عودة‭ ‬حليم‭ ‬الى‭ ‬القاهرة‭ ‬ستتأخر‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬أبريل‭ ‬لأنه‭ ‬مازال‭ ‬رقيد‭ ‬المستشفى‭...‬وذكر‭ ‬حليم‭ ‬بأنه‭ ‬غالباً‭ ‬سيعود‭ ‬نهاية‭ ‬أبريل‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يدفعه‭ ‬إلى‭ ‬العجلة‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعتذر‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬إحياء‭ ‬حفل‭ ‬الربيع‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭..‬

هل‭ ‬كان‭ ‬حليم‭ ‬يشعر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬بالخطر‭..‬؟‭ ‬هل‭ ‬في‭ ‬أعماقه‭ ‬إحساس‭ ‬باقتراب‭ ‬النهاية؟‭ ‬إنّ‭ ‬العندليب‭ ‬الأسمر‭ ‬كان‭ ‬يتصرّف‭ ‬أحياناً‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬استبعاده‭ ‬التام‭ ‬للخطر‭!!‬

مثلاً‭.. ‬إنه‭ ‬طلب‭ ‬معلومات‭ ‬وصوراً‭ ‬لسيارة‭ ‬‮«‬كاديلاك‮»‬‭ ‬كان‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬شرائها،‭ ‬ولم‭ ‬يكتفِ‭ ‬بالتحدّث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الرغبة،‭ ‬وإنما‭ ‬أخذ‭ ‬يتصل‭ ‬تليفونياً‭ ‬بوكيل‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬كاديلاك‮»‬‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬ويتفاوض‭ ‬معه،‭ ‬ويساومه‭ ‬ويحدّد‭ ‬له‭ ‬اللون‭ ‬الذي‭ ‬يريده‭ ‬للسيارة‭ ‬ويتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬تسلّمه‭ ‬السيارة‭!.‬

وأيضاً،‭ ‬إنه‭ ‬اشترى‭ ‬قبل‭ ‬دخوله‭ ‬المستشفى‭ ‬ستائر‭ ‬جديدة‭ ‬لغرفة‭ ‬نومه‭ ‬وأرسلها‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة،‭ ‬وكان‭ ‬بين‭ ‬يوم‭ ‬وآخر‭ ‬يتصل‭ ‬ببيته‭ ‬ويسأل‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تمّ‭ ‬تركيب‭ ‬الستائر‭ ‬التي‭ ‬أرسلها‭!.‬

وأيضاً‭.. ‬وأيضاً،‭ ‬إن‭ ‬عبدالحليم‭ ‬حافظ‭ ‬اشترى‭ ‬من‭ ‬لندن‭ ‬كاميرا‭ ‬تلفزيونية‭ ‬لتركيبها‭ ‬على‭ ‬مدخل‭ ‬بيته‭ ‬في‭ ‬الزمالك‭ ‬لكي‭ ‬يتمكّن‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬سريره‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬الذين‭ ‬يدخلون‭ ‬البيت،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬مثبتة‭ ‬أمامه‭!.‬

وكل‭ ‬هذا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬العندليب‭ ‬الأسمر‭ ‬كان‭ ‬يتأمل‭ ‬حدوث‭ ‬مفاجأة‭ ‬ما‭ ‬تخلصه‭ ‬من‭ ‬آلامه‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬رحلة‭ ‬الألم‭ ‬والأوجاع‭ ‬والمعاناة‭ ‬صعدت‭ ‬الروح‭ ‬إلى‭ ‬بارئها‭. ‬وتنتهي‭ ‬قصة‭ ‬حياة‭ ‬العندليب‭ ‬الأسمر‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬متربعا‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬الغناء‭ ‬العربي‭ ‬رغم‭ ‬رحيله‭ ‬قبل‭ ‬46‭ ‬عاما‭.‬

 

Khaled131318@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا