العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العقاري

مواصفات البناء بعد الزلزال

بقلم: محمود النشيط

الأربعاء ٠٥ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

الجميع‭ ‬تابع‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬خلفها‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬تركيا‭ ‬وسوريا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬وخلف‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى،‭ ‬ومن‭ ‬شدة‭ ‬قوته‭ ‬محا‭ ‬بعض‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬بأكملها‭ ‬إذ‭ ‬سقطت‭ ‬جميع‭ ‬أبنيتها‭ ‬الحديثة‭ ‬والقديمة‭ ‬خلال‭ ‬ثوانٍ‭ ‬معدودة‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬ضعفها‭ ‬وعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭.‬

في‭ ‬المقابل‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مبانٍ‭ ‬ظلت‭ ‬صامدة‭ ‬وعمرها‭ ‬متوسط‭ ‬أعمار‭ ‬الأبنية‭ ‬المنهارة،‭ ‬وشيدت‭ ‬بمواد‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬كثيراً‭ ‬عن‭ ‬المعتاد‭ ‬استخدامها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تطبيق‭ ‬الاشتراطات‭ ‬وكمية‭ ‬المواد‭ ‬وجودتها‭ ‬كانت‭ ‬مطابقة‭ ‬للمواصفات‭ ‬والاشتراطات‭ ‬الدولية‭ ‬المعتمدة‭ ‬لتفادي‭ ‬الانهيار‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭.‬

هذه‭ ‬النتائج‭ ‬تعتبر‭ ‬مؤشرات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬مرور‭ ‬السحاب‭ ‬دون‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬شاهدها‭ ‬العالم،‭ ‬أو‭ ‬الخصائص‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬إلا‭ ‬المهندسون‭ ‬المحترفون‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التشييد‭ ‬والبناء،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يتعلمها‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬المطورون‭ ‬العقاريون‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬إنعاش‭ ‬تجارتهم‭ ‬بما‭ ‬خف‭ ‬وزنه‭ ‬وقل‭ ‬سعره‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭.‬

أرقام‭ ‬الخسائر‭ ‬الفلكية‭ ‬التي‭ ‬خلفها‭ ‬الزلزال‭ ‬كبيرة‭ ‬وصادمة‭ ‬جداً‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الضحايا‭ ‬البشرية‭ ‬وتكلفة‭ ‬علاج‭ ‬الجرحى،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬خلفه‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬معنوية‭ ‬جراء‭ ‬التشرد‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭ ‬للتغلب‭ ‬عليها،‭ ‬ومادية‭ ‬لإرجاع‭ ‬الوضع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬تهيئة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬أو‭ ‬تعمير‭ ‬المباني‭ ‬الرسمية‭ ‬والسكنية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يقطنها‭ ‬الناس‭. ‬

الرقابة‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬التراخيص‭ ‬للبناء‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬المصيبة‭ ‬أكثر‭ ‬تشدداً،‭ ‬وعمليات‭ ‬التفتيش‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬مكثفة،‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بمختلف‭ ‬تخصصاتها‭ ‬سوف‭ ‬تؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمعايير‭ ‬العالمية‭ ‬وخاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬منها‭ ‬بأمور‭ ‬جودة‭ ‬البناء‭ ‬والمواد‭ ‬ومعايير‭ ‬السلامة‭ ‬مع‭ ‬الاستعانة‭ ‬بجميع‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬المباني‭ ‬وساكنيها‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭.‬

تقنيات‭ ‬البناء‭ ‬والتشييد‭ ‬الحديثة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬معايير‭ ‬أساسية‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ضمان‭ ‬ديمومة‭ ‬البناء،‭ ‬وقوة‭ ‬مقاومته‭ ‬للأعاصير‭ ‬والزلازل،‭ ‬وجعل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬فعالة‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬حد‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬صلابة‭ ‬الخرسانة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والأبنية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬ومقاومة‭ ‬دخول‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬التصدعات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬آثارها‭ ‬السلبية‭ ‬شديدة‭ ‬المفعول‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تخضع‭ ‬للصيانة‭ ‬الدورية‭ ‬المباشرة‭ ‬عند‭ ‬اكتشاف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تخلف‭ ‬عواقب‭ ‬لا‭ ‬تحمد‭ ‬عقباها‭ ‬ولا‭ ‬تختلف‭ ‬كثيراً‭ ‬عن‭ ‬أضرار‭ ‬الزلازل‭.‬

المصانع‭ ‬العالمية‭ ‬تعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬خارقة‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬البناء‭ ‬والتشييد‭ ‬مثل‭ ‬الألمنيوم‭ ‬الشفاف،‭ ‬وهي‭ ‬مادة‭ ‬جديدة‭ ‬تضيف‭ ‬إحساساً‭ ‬مستقبلياً‭ ‬إلى‭ ‬المباني،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬مضادة‭ ‬للرصاص،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يكاد‭ ‬يجعلها‭ ‬قوية‭ ‬كالفولاذ،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قوتها‭ ‬تبدو‭ ‬كالزجاج‭ ‬وأضعف‭ ‬بأربع‭ ‬مرات‭. ‬وهذه‭ ‬المادة‭ ‬الجديدة‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تقنية‭ ‬بناء‭ ‬متطورة‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬أكسيد‭ ‬الألمنيوم‭ (‬AION‭)‬،‭ ‬وتعمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬الليزر‭.‬

أما‭ ‬تقنية‭ ‬العزل‭ ‬الهوائي‭ ‬والتي‭ ‬تعرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الدخان‭ ‬المجمد‮»‬‭ ‬فهي‭ ‬شبه‭ ‬شفافة‭ ‬وتنتج‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إزالة‭ ‬السائل‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬هلامية‭ ‬تاركة‭ ‬وراءها‭ ‬هيكل‭ ‬السيليكا‭ ‬الذي‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬90‭%‬‭ ‬من‭ ‬الهواء‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬عديم‭ ‬الوزن‭ ‬تقريباً‭ ‬فإن‭ ‬الهلام‭ ‬الهوائي‭ ‬يحتفظ‭ ‬بشكله‭ ‬ويمكن‭ ‬استخدامه‭ ‬لإنشاء‭ ‬صفائح‭ ‬رقيقة‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬هوائي،‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬البناء‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬خصائص‭ ‬العزل‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭.‬

الثورة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬لم‭ ‬تنس‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭ ‬الذي‭ ‬ينتعش‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬صناعة‭ ‬التشييد‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬نمواً‭ ‬سريعاً‭ ‬استفادت‭ ‬منه‭ ‬قطاعات‭ ‬كثيرة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر‭ ‬بالشأن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ويدرّ‭ ‬عوائد‭ ‬مالية‭ ‬ضخمة‭ ‬تدخل‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬للدول‭.‬

إعلامي‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا