برلين- (أ ف ب): وصل الملك تشارلز الثالث أمس الأربعاء إلى برلين برفقة زوجته كاميلا في أول زيارة دولة يقوم بها منذ اعتلائه عرش بريطانيا، في رحلة اعتبرها الرئيس الألماني «بادرة أوروبية مهمة» بعد خروج المملكة المتحدة من الاتّحاد الأوروبي. وقال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير خلال استقباله الثنائي الملكي في مقرّ إقامته أمس، «بعد ستة أعوام من بدء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، نفتح فصلًا جديدًا في علاقاتنا».
وأضاف أنّ هذه الزيارة هي «علامة مهمة على العلاقات الألمانية البريطانية». وهبطت الطائرة البيضاء التي تحمل علم المملكة المتحدة في مطار برلين الدولي وتوقفت في مرآب المنطقة العسكرية بالمطار حيث بُسطت سجادة حمراء أسفل السلم. وتوجّه الملك وزوجته، بعدما استقبلهما رئيس البروتوكول الألماني والسفير البريطاني في ألمانيا، إلى بوابة براندنبورغ في وسط برلين حيث استقبلهما الرئيس الألماني وزوجته.
وزُيّنت جادّة أونتر دين ليندن الشهيرة بالعلم البريطاني بمناسبة زيارة الملك وهو أول مدعو في زيارة دولة يُستقبل مع تشريفات عسكرية عند أقدام هذا النصب الشهير الذي كان رمزا لانقسام المدينة خلال ثلاثة عقود.
ووصف الرئيس الألماني الذي يرافق تشارلز الثالث في كل المحطات، زيارته على أنها «بادرة أوروبية مهمة».
وكانت الزيارة محل ترقّب الكثير من الألمان الذين انتظروا لساعات على أمل دخول الموقع الذي تجري فيه مراسم الاستقبال.
وكانت أندرينا رييرا (19 عامًا) ترتدي «تاجًا ملكيًا» من ورق وزّعته سلسلة مطاعم أمريكية للوجبات السريعة. قالت لها زوجة الملك كاميلا حين رأتها «أحببت قبّعتك». شعرت الطالبة الفنزويلية «بالصدمة»، موضحة «لم أكن لأتوقع أن يحدث لي ذلك وأن تلاحظ وجودي. أنا سعيدة فعلًا»، مشيرة إلى أنها لطالما كانت «معجبة بالأسرة الملكيّة». من جهتها، قالت كاثي روبرتسون (63 عامًا) التي تعيش منذ 43 عامًا في ألمانيا إنها أحبّت حفل الاستقبال، مضيفة «كانت الملكة جميلة جدًا».
وفي وقت لاحق، شارك الملك تشارلز، الذي يدعم قضايا حماية البيئة منذ زمن طويل، في اجتماع عقد في مقرّ الإقامة الرئاسية حول التحديات المناخ. وانتشر 1100 شرطي مع تعزيزات من مناطق أخرى، فضلا عن عشرين كلبا مدربا على كشف المتفجرات. وأغلقت بعض الطرقات الرئيسية أمام حركة السير في وسط العاصمة. وقال قائد الشرطة توماس دريشلر لوسائل إعلام ألمانية «تمنى الزوجان الملكيان أن يتمكنا من التواصل مباشرة مع سكان برلين».
ويتضمّن برنامج الملك اليوم الخميس محادثات مع المستشار الألماني أولاف شولتس ونزهة مع رئيس بلدية العاصمة في إحدى الأسواق وخطاباً سيلقيه في مجلس النواب ولقاء بلاجئين أوكرانيين. وتنتهي زيارة الزوجَين إلى ألمانيا يوم الجمعة في هامبورغ، ثاني أكبر مدينة في ألمانيا. وكان يفترض أن يتوجه الملك وزوجته أولا إلى فرنسا قبل ألمانيا إلا ان الزيارة ألغيت بسبب الاحتجاجات المرتبطة بإصلاح النظام التقاعدي في هذا البلد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك