العدد : ١٦٨٤٩ - الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٩ - الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضـايــا وحـــوادث

كون الإقرار لم يصدر عن إرادة حرة..
رفض إدانة شابين أجبرهما صاحب العمل على الإقرار بالسرقة

{ المحامي د. محمد الكوهجي.

الأحد ٢٦ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

برأت‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬شابين‭ ‬من‭ ‬سرقة‭ ‬قطع‭ ‬نحاسية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬عملها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تشككت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬الواقعة،‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬ببلاغ‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬يفيد‭ ‬قيام‭ ‬المتهمين‭ ‬بالسرقة‭ ‬وتقديم‭ ‬إقرارات‭ ‬تفيد‭ ‬اعترافهم‭ ‬بالسرقة،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬دفاع‭ ‬المتهمين‭ ‬توقيعهما‭ ‬على‭ ‬الإقرارات‭ ‬تحت‭ ‬وقع‭ ‬التهديد‭ ‬وعدم‭ ‬علمهما‭ ‬بما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الإقرارات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تضارب‭ ‬أقوال‭ ‬كل‭ ‬شهود‭ ‬الإثبات‭ ‬في‭ ‬الواقعة‭.‬

وقال‭ ‬المحامي‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬الكوهجي‭ ‬إن‭ ‬موكله‭ ‬وآخر‭ ‬تم‭ ‬اتهامهما‭ ‬باختلاس‭ ‬المنقولات‭ ‬المبينة‭ ‬الوصف‭ ‬والنوع‭ ‬والقيمة‭ ‬بالأوراق‭ ‬والمملوكة‭ ‬للشركة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬والتي‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬حيازتهما‭ ‬حال‭ ‬كونهما‭ ‬عاملين‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬موضحا‭ ‬في‭ ‬دفاعه‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬يعملون‭ ‬لدى‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬أنهما‭ ‬طالبوا‭ ‬بمستحقاتهم‭ ‬المالية‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬فتم‭ ‬تلفيق‭ ‬الاتهام‭ ‬لإبعادهم‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬احتجازهما‭ ‬بالشركة‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬أوراق‭ ‬اكتشفا‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬بأنها‭ ‬إقرارات‭.‬

حيث‭ ‬طعن‭ ‬د‭.‬الكوهجي‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الشهود‭ ‬أمام‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬خاصة‭ ‬وأنهم‭ ‬أصحاب‭ ‬منفعة‭ ‬ويتحصلون‭ ‬على‭ ‬أجر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زعم‭ ‬الشهود‭ ‬أن‭ ‬السرقة‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬وضح‭ ‬النهار‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬عرف‭ ‬جرائم‭ ‬السرقة‭ ‬أنها‭ ‬تتم‭ ‬ليلاً‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إفادة‭ ‬الشهود‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بوجود‭ ‬تصوير‭ ‬أمني‭ ‬لوقائع‭ ‬السرقة،‭ ‬متمسكا‭ ‬الكوهجي‭ ‬بإلزام‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬إحضار‭ ‬تفريغ‭ ‬لهذه‭ ‬الكاميرات‭ ‬لبيان‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬واقعة‭ ‬اختلاس‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬تلك‭ ‬الشهادات‭ ‬سمعية‭ ‬فقط‭.‬

كما‭ ‬دفع‭ ‬ببطلان‭ ‬الاعتراف‭ ‬المحرر‭ ‬بخط‭ ‬يد‭ ‬موكله‭ ‬كونه‭ ‬وليد‭ ‬إكراه‭ ‬مادي‭ ‬ومعنوي‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬التوقيع‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬ليست‭ ‬مخولة‭ ‬بسماع‭ ‬اعترافات‭ ‬موكله‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدلل‭ ‬إبلاغ‭ ‬موكله‭ ‬للشرطة‭ ‬وقت‭ ‬الإدلاء‭ ‬بإفادته‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاعتراف‭ ‬جاء‭ ‬بطريق‭ ‬الإكراه‭ ‬الشديد‭ ‬حتي‭ ‬يتحصل‭ ‬منه‭ ‬علي‭ ‬الإقرار‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخالف‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ ‬61‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬علي‭ ‬أنه‭ :-‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬أو‭ ‬حبسه‭ ‬إلا‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬المختصة‭ ‬بذلك‭ ‬قانونا‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬معاملته‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬عليه‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬إيذاؤه‭ ‬بدنيا‭ ‬أو‭ ‬معنويا‭.‬

وقال‭ ‬الكوهجي‭ ‬إن‭ ‬شروط‭ ‬الاعتراف‭ ‬الأربعة‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الاعتراف‭ ‬أمام‭ ‬جهة‭ ‬مختصة‭ ‬بقبوله‭ ‬حتى‭ ‬يكتسب‭ ‬الاعتراف‭ ‬قيمته‭ ‬القانونية‭ ‬وكذلك‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬للمتهم‭ ‬وحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬انتزاع‭ ‬اعترافه‭ ‬بإحدى‭ ‬الوسائل‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬صادر‭ ‬من‭ ‬متهم‭ ‬متمتع‭ ‬بالأهلية‭ ‬الجزائية‭ ‬الكاملة‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬متمتعاً‭ ‬بالإدراك‭ ‬والتمييز‭ ‬وحريه‭ ‬الاختيار،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الاعتراف‭ ‬صريحاً‭ ‬وواضحاً‭ ‬لكي‭ ‬يعول‭ ‬عليه‭ ‬ويكتسب‭ ‬قيمته‭ ‬القانونية‭ ‬ويلزم‭ ‬به‭ ‬المتهم‭ ‬وتعتمده‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬التجريم‭ ‬والحكم،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مطابقا‭ ‬للحقيقة‭ ‬ومتفقاً‭ ‬مع‭ ‬الأدلة‭ ‬وقرائن‭ ‬الدعوى‭.‬

كما‭ ‬تمسك‭ ‬بتلفيق‭ ‬الاتهام‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬موكله‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬له‭ ‬ثمة‭ ‬أسبقيات‭ ‬جنائية‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬ليــــــس‭ ‬أدل‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التلفيق‭ ‬سوى‭ ‬ما‭ ‬حملته‭ ‬الواقعة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬معقولية‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ ‬من‭ ‬جانبــــين‭ ‬أولهما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬تقرر‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬عدم‭ ‬معرفتها‭ ‬بمبلغ‭ ‬الاختلاس‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تقرر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ثمة‭ ‬كاميرات‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬بينما‭ ‬يؤكد‭ ‬أحد‭ ‬شهودها‭ ‬بوجود‭ ‬تلك‭ ‬الكاميرا‮»‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬حكمها‭ ‬إن‭ ‬الواقعة‭ ‬تحيط‭ ‬بها‭ ‬الشكوك‭ ‬والريبة‭ ‬ولا‭ ‬تطمئن‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬المتهمين‭ ‬بارتكاب‭ ‬الواقعة‭ ‬خاصة‭ ‬وأنها‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬إقرار‭ ‬المتهمين‭ ‬بالواقعة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬صادرا‭ ‬بطريقة‭ ‬مشروعة‭ ‬ولم‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬حرة‭ ‬واقعة‭ ‬وذلك‭ ‬وفقا‭ ‬لأقوال‭ ‬الشهود‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الإقرار‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تمسك‭ ‬المتهمين‭ ‬بإنكار‭ ‬التهم‭ ‬المنسوبة‭ ‬إليهما‭ ‬وأن‭ ‬الإقرار‭ ‬كان‭ ‬وليد‭ ‬إكراه،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬ألا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تطمئن‭ ‬إلى‭ ‬إدانة‭ ‬المتهمين‭ ‬ولهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬ببراءة‭ ‬المتهمين‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليهما‭ ‬من‭ ‬اتهام‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا