بكين – (أ ف ب): يجري الرئيس الصيني شي جينبينغ زيارته لروسيا غدا مستفيدا من التقارب الذي ساهم في تحقيقه بين السعودية وإيران، وهو إنجاز يأمل في تكراره في النزاع الأوكراني.
ورأى الرئيس الصيني الذي يسعى إلى تعزيز دور بلاده على الساحة الدولية، كيف أشادت الولايات المتحدة بدورها كوسيط في استعادة العلاقات بين الرياض وطهران.
وأكّد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين الجمعة أن الصين تعتزم «تأدية دور بناء في تعزيز محادثات السلام».
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» في وقت سابق من الأسبوع الماضي أن شي جينبينغ يعتزم التحدث إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قريبا، وهو احتمال رحّب به البيت الأبيض قائلا إنه «امر جيد جدا».
وحتى ذلك الحين، يأمل الغربيون بأن يستغل شي هذه الزيارة لموسكو لدعوة «صديقه القديم» فلاديمير بوتين إلى وقف الحرب.
وقال مدير معهد الشؤون الدولية في جامعة الصين الشعبية في بكين وانغ ييوي «وقف الحرب هو رغبة الجميع، إذ تخاطر أوروبا بخسارة الكثير وقد لا تتمكن الولايات المتحدة من دعم أوكرانيا للفترة التي يعتقدون أنهم يستطيعون ذلك».
تقدم بكين، الحليف المهم لموسكو، نفسها على أنها طرف محايد في الصراع في أوكرانيا.
وتهدف زيارة شي إلى «إظهار الدعم الذي يمكن أن يقدمه لحليفه الاستراتيجي دون الذهاب إلى أبعد من المساعدة التي قد تؤدي إلى فرض عقوبات»، وفق ما أوضحت الخبيرة.
ونشرت الصين وثيقة من 12 نقطة في فبراير تدعو إلى الحوار واحترام سيادة كل دولة منخرطة في النزاع الأوكراني.
كما سلطت الضوء على مبادرة الأمن العالمي التي تهدف إلى «تعزيز السلام والتنمية المستدامين».
لكن في الحالتين، انتقد الغربيون عدم وجود حلول ملموسة.
بالنسبة إلى الأستاذ المساعد في جامعة سنغافورة الوطنية جا إيان تشونغ، يبدو أن المواقف الأخيرة للصين هي «محاولة لعرض» مبادرة الأمن العالمي و«خلق زخم لسياستها الخارجية وإعادة مشاركتها على الصعيد الدولي».
لكنه أشار إلى أن في نهاية المطاف «مضمون مقترحاتها خلال الاجتماعات مع الرئيسين الأوكراني والروسي» هو ما سيجعل من الممكن القول ما إذا كانت الصين «تكثف جهودها بفعالية» من أجل السلام.
ظهرت قدرات الوساطة التي تتمتع بها بكين بوضوح في الملف السعودي – الإيراني، في منطقة لطالما اعتبرت واشنطن نفسها فيها وسيطا متميزا.
وقالت الأستاذة المساعدة في جامعة ساوث كاليفورنيا أودري وونغ إن هذا الاتفاق يخدم السرد القائل إن الحكومة الصينية «تجلب تغييرا إيجابيا» في مواجهة «الأعمال المزعومة المزعزعة للاستقرار من جانب واشنطن».
ومع ذلك، فإن التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا سيكون «أصعب بكثير» من التفاوض على الاتفاق السعودي-الإيراني كما حذر وانغ ييوي، مشيرا إلى التأثير «المحدود» للصين على روسيا والدعم الأمريكي لكييف.
لكن يمكن لبكين، حسب قوله، أن تساهم في «هدنة شبيهة بهدنة الحرب الكورية» من شأنها إنهاء القتال لكن من دون أن تحسم مسألة سيادة الأراضي.
واعتبرت إليزابيث ويشنيك أن من «غير المحتمل» أن تقبل أوكرانيا «وساطة الصين لأنها لا تعتبرها محايدة أو غير متحيزة».
وأكّدت «قد يكون شي راغبا في تحقيق نجاح دبلوماسي لكنني لا أرى شيئا في الأفق» مضيفة «ليس هناك أي طرف بعد مستعد للتخلي عن آماله في تحقيق مكاسب في ساحة المعركة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك