باريس - (أ ف ب): أعلنت منظمة العفو الدولية أمس أن متظاهرين قصر «بعضهم لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما» تعرضوا «للجلد والصدمات الكهربائية والعنف الجنسي» على أيدي قوات الأمن الإيرانية.
ونقل تقرير المنظمة غير الحكومية عن ديانا الطحاوي نائبة المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في العفو الدولية قولها: «انتزع عناصر تابعون للدولة الأطفال من كنف عائلاتهم وأخضعوهم لقسوة لا يمكن تصورها».
والتقرير الذي يستند إلى حالات سبعة معتقلين قاصرين فضلا عن شهادات 15 أسرة ونحو عشرين شاهد عيان كشف أن «عناصر أمن الدولة يستخدمون الاغتصاب والعنف الجنسي بما في ذلك الصدمات الكهربائية للأعضاء التناسلية وملامستها والتهديد بالاغتصاب».
وتأتي هذه الاتهامات بعد مرور ستة أشهر على وفاة مهسا أميني الكردية الإيرانية بعد ان احتجزتها شرطة الأخلاق، وأثارت وفاتها موجة احتجاجات غير مسبوقة في البلاد قمعتها السلطات.
وأضافت: «إنَّ هذا العنف الممنهج ضد الأطفال يفضح استراتيجية متعمّدة لسحق الروح النابضة بالحياة لشباب البلاد ومنعهم من المطالبة بالحرية وحقوق الإنسان».
وأبلغت إحدى الأمهات منظمة العفو الدولية أن عملاء الدولة اغتصبوا ابنها بواسطة خرطوم مياه أثناء اختفائه قسرًا. وروت: «قال لي ابني (لقد علقوني وشدّوا الرباط إلى درجة أنني شعرت أن ذراعي ستتمزق عن جسمي. أُجبرت على قول ما يريدون لأنهم اغتصبوني بخرطوم مياه. كانوا يمسكون يدي ويجبرونني بالقوة على البصم على أوراق الاعتراف)».
وتقول منظمة العفو ان «آلاف» المراهقين اعتقلوا من قبل قوات الامن منذ بدء الاحتجاجات.
وتُشير النتائج التي توصلت إليها منظمة العفو الدولية إلى أن «الأطفال المعتقلين شأنهم شأن البالغين قد اقتيدوا غالبًا وهم معصوبو الأعين إلى مراكز الاحتجاز التي يديرها الحرس الثوري. وبعد أيام أو أسابيع من الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي أو الاختفاء القسري، تم نقلهم إلى سجون معترف بها».
في السياق ذاته أعلن ناشطون أمس أن الناشطة والصحفية الايرانية سبيدة غوليان التي اعلنت الاربعاء الافراج عنها بعد أربع سنوات في السجن، أوقفت مجددا.
وكانت غوليان قد كتبت على تويتر وإنستجرام: «الآن أنا حرّة، آمل أن تنال إيران حريّتها!» ونشرت مقطع فيديو لها وهي تخرج من سجن ايفين في طهران حاملة باقة من الزهور.
وأظهر مقطع الفيديو غوليان وهي تغادر السجن مرتدية الزي التقليدي وتردّد شعارا ضد المرشد الإيراني علي خامنئي. كما أنها لم تكن تضع حجابا.
وبحسب وكالة انباء الناشطات من اجل حقوق الانسان (HRANA) التي يوجد مقرها في الولايات المتحدة فإنه أعيد اعتقال غوليان يوم الاربعاء اثناء عودتها بالسيارة مع عائلتها إلى منزلهم في دزفول في محافظة خوزستان (جنوب غرب).
ولم يكن لدى المنظمة غير الحكومية معلومات حول مكان اعتقال الشابة او الاتهامات الموجهة إليها.
وأوقفت غوليان (28 عاما) التي تعد من أبرز النساء المحتجزات في إيران والتي يعتبرها الناشطون سجينة سياسية للمرة الأولى في عام 2018 بعد دعمها احتجاجا عماليا في غرب إيران. ثم أُطلق سراحها فترة وجيزة بكفالة، لكنها احتجزت مجددا في يناير 2019 بعدما حكم عليها بعقوبة بالسجن خمس سنوات بتهم تتعلق بالأمن القومي.
وأصبحت في السجن، من خلال رسائل موجهة إلى داعميها، صوتا قويا ضد الانتهاكات التي تقول إن النساء يتعرضن لها في السجون الإيرانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك