الرياض – (ا ف ب): أفاد مسؤول سعودي أمس بأن الزعيم الصيني شي جينبينغ عرض على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نهاية العام الماضي التوسط لتحقيق مصالحة بين المملكة وإيران، مما أدّى بالنهاية إلى اتفاق إنهاء القطيعة.
وكانت السعودية وإيران أعلنتا الجمعة استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016 خلال شهرين، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي على تغييرات إقليمية دبلوماسية كبرى.
وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته إن المحادثة الأولية بين الزعيم الصيني وولي العهد الأمير محمد بن سلمان جرت خلال لقاءات ثنائية في قمة بالرياض في ديسمبر.
وتابع إن «الرئيس الصيني أعرب عن رغبته في أن تكون الصين جسرا بين المملكة العربية السعودية وإيران. ورحب سمو ولي العهد بذلك»، مضيفا أن الرياض ترى أن بكين في وضع «فريد» حاليا لتوسيع نفوذها في الخليج.
وقال المسؤول «بالنسبة إلى إيران على وجه الخصوص، تحتل الصين المرتبة الأولى أو الثانية فيما يتعلق بشركائها الدوليين. وبالتالي فإن النفوذ مهم في هذا الصدد، ولا يمكن أن يكون لديك بديل مماثل في الأهمية».
وقد أرست عدة اجتماعات أخرى الأسس لمحادثات الأسبوع الماضي في بكين. وتضمّن ذلك تبادل آراء موجز بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني خلال قمة إقليمية في الأردن أواخر ديسمبر، ثم محادثات بين وزير الخارجية السعودي ونائب الرئيس الإيراني خلال تنصيب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لبكين في فبراير.
وقال المسؤول إن دور الصين يرجّح أن يساعد على صمود بنود الاتفاق، واصفا الدولة الآسيوية بأنّها «مساهم رئيسي في أمن واستقرار الخليج».
وحدّد الاتفاق مهلة شهرين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية رسميا بعد سبع سنوات من القطيعة. كما تضمّن تعهدًا لكل جانب باحترام سيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في «الشؤون الداخلية».
وأثار تدخل الصين أسئلة بالنظر إلى شراكة المملكة الوثيقة تاريخياً مع الولايات المتحدة. وقال المسؤول السعودي «الولايات المتحدة والصين شريكان مهمان للغاية...، ونأمل بالتأكيد ألا نكون طرفا في أي منافسة أو نزاع بين القوتين»، مشددا على أنّه تم إطلاع المسؤولين الأمريكيين قبل سفر الوفد السعودي إلى بكين وقبل إعلان الاتفاق.
والأربعاء، أعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان أنّ استثمارات بلاده في إيران قد تبدأ «سريعا»، قائلا إنه «لا يوجد سبب يمنع ذلك».
في بكين، شهدت المحادثات بحسب المسؤول السعودي «خمس جلسات مكثفة للغاية» حول القضايا الشائكة بما في ذلك الحرب في اليمن. وأوضح المسؤول أن المحادثات أسفرت عن «التزامات ملموسة» بشأن اليمن لكنه لم يكشف عنها.
وتابع ان «إيران هي المورّد الرئيسي للأسلحة والتدريب والبرامج الدعائية للحوثيين ونحن الضحية الرئيسية لهذه الصواريخ والطائرات من دون طيار وأشياء أخرى. لذا يمكن لإيران أن تفعل الكثير وينبغي أن تفعل الكثير»، مضيفا أن على إيران وقف «إمداد الحوثيين بالسلاح»، وهي تهمة تنفيها طهران.
وقال المسؤول إن الرياض تجري محادثات مع الحوثيين لإحياء الهدنة التي انتهت في أكتوبر والدفع باتجاه تسوية سياسية تشمل جميع الفصائل اليمنية.
وأوضح «نحن نتشارك أيضًا في حدود طويلة مع اليمن، وبالتأكيد لن نتسامح مع أي تهديد لأمننا من أي مكان. يمكن لإيران ويجب أن تلعب دورًا رئيسيًا في الترويج لذلك ونأمل أن تفعل ذلك».
وقال إن محادثات بكين شهدت أيضا تجديد التزام الجانبين بعدم مهاجمة بعضهما البعض في وسائل الإعلام، لكنّه أشار إلى أن السعودية ليست من يوجه قناة «إيران انترناشونال». وتابع «ليست وسيلة إعلامية سعودية ولا علاقة لها بالسعودية»، مشيرا إلى أن الخطوة التالية في تنفيذ اتفاق التقارب هي اجتماع بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك بعد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك