العدد : ١٦٨٢٩ - السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٩ - السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ شوّال ١٤٤٥هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

الجماهير

 

} لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الجاذب‭ ‬للحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬هو‭ ‬المستوى‭ ‬الفني؛‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الانتماء‭ ‬ووجود‭ ‬النجوم،‭ ‬فالأندية‭ ‬الجماهيرية،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬قلة؛‭ ‬تُتابعها‭ ‬جماهيرها‭ ‬بأهازيج‭ ‬تبعث‭ ‬الحماس‭ ‬في‭ ‬النفوس،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬النجوم‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬استثنائي‭ ‬في‭ ‬جلب‭ ‬الجماهير‭ ‬للمباريات؛‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الجماهير‭ ‬تكون‭ ‬عاشقة‭ ‬لإبداعاتهم‭.‬

}‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬المحرق‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬كان‭ ‬حضور‭ ‬جماهير‭ ‬‮«‬الملكي‮»‬‭ ‬استثنائيًّا،‭ ‬والكل‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬الجمهور‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬جمهور‭ ‬المحرق،‭ ‬منذ‭ ‬الستينيّات‭ ‬حتّى‭ ‬الآن‭. ‬قد‭ ‬‮«‬تزعل‮»‬‭ ‬أحيانًا‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الشدّة،‭ ‬ولذا‭ ‬فهو‭ ‬الجمهور‭ ‬الحقيقي‭ ‬لدينا‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬الكرة،‭ ‬وبالذات‭ ‬مع‭ ‬انكماش‭ ‬جماهير‭ ‬الأهلي‭ ‬لتردي‭ ‬النتائج‭!‬

} وأعتقد‭ ‬أننا‭ ‬جميعًا‭ ‬سعدنا‭ ‬بأن‭ ‬تقف‭ ‬جماهير‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬مباراته‭ ‬أمام‭ ‬السيب‭ ‬العماني،‭ ‬وسعدنا‭ ‬أكثر‭ ‬بتشجيعه‭ ‬حتّى‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬المباراة،‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬جائزة‭ ‬محليّة‭ ‬للجماهير‭ ‬لِما‭ ‬ذهبت‭ ‬لغيرها،‭ ‬ولذا‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬لنادٍ‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬يستقطب‭ ‬ربع‭ ‬ما‭ ‬تأتي‭ ‬به‭ ‬جماهير‭ ‬المحرق‭ ‬من‭ ‬العدد؛‭ ‬محليًّا‭ ‬و‭ ‬خليجيًّا‭ ‬وقاريًا‭.‬

} وكان‭ ‬لافتًا‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬الأندية‭ ‬الخليجية‭ ‬لكرة‭ ‬اليد‭ ‬أن‭ ‬يتمثّل‭ ‬نجاحها‭ ‬جماهيريًّا‭ ‬باستمرار‭ ‬الأهلي‭ ‬في‭ ‬المنافسة،‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬الجماهير‭ ‬التي‭ ‬ساندته‭ ‬بقوة،‭ ‬لأن‭ ‬الجماهير‭ ‬الصفراء‭ ‬تظهر‭ ‬خلف‭ ‬فريقها‭ ‬في‭ ‬اللقاءات‭ ‬التنافسية،‭ ‬ولكن‭ ‬خروجه‭ ‬سحب‭ ‬منه‭ ‬جمهورًا‭ ‬عريضًا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعوضه‭ ‬وجود‭ ‬الفريق‭ ‬‮«‬المنظم‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭.‬

}‭ ‬جماهير‭ ‬الأهلي‭ ‬عاشقة‭ ‬للنسر‭ ‬الذهبي،‭ ‬ولكن‭ ‬حين‭ ‬نضع‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬أنديتنا‭ ‬المحليّة؛‭ ‬فإنّهُ‭ ‬من‭ ‬الظلم‭ ‬أن‭ ‬نضعها‭ ‬مع‭ ‬جماهير‭ ‬‮«‬الملكي‮»‬‭ ‬حضورا‭ ‬وتشجيعًا،‭ ‬لأن‭ ‬جماهير‭ ‬‮«‬الملكي‮»‬‭ ‬تزداد‭ ‬بالانتماء،‭ ‬وهي‭ ‬رهينة‭ ‬أسرٍ‭ ‬وُلدت‭ ‬في‭ ‬عشق‭ ‬المحرق،‭ ‬بينما‭ ‬الأخرى‭ ‬فإنّها‭ ‬تُشكل‭ ‬حضورًا‭ ‬طارئًا‭ ‬وإن‭ ‬حاولت‭ ‬أندية‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لتحضر‭ ‬الجماهير‭.‬

}‭ ‬عُشق‭ ‬‮«‬الملكي‮»‬‭ ‬تتوارثه‭ ‬أجيال‭ ‬وأسر،‭ ‬ولا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬يُسحب‭ ‬متى‭ ‬ظهر‭ ‬ناد‭ ‬مُنافس‭ ‬كحال‭ ‬جماهير‭ ‬النسور‭ ‬في‭ ‬أواسط‭ ‬الستينيّات‭ ‬وبداية‭ ‬السبعينيّات‭ ‬حين‭ ‬سحب‭ ‬‮«‬العربي‮»‬‭ ‬من‭ ‬الحورة‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬جماهير‭ ‬‮«‬الأصفر‮»‬‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق؛‭ ‬وإن‭ ‬بقيت‭ ‬له‭ ‬الأكثرية،‭ ‬ومن‭ ‬أسرار‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬السحب‭ ‬وجود‭ ‬نجوم‭ ‬مهرة‭ ‬لدى‭ ‬النادي‭ ‬المستجد‭!‬

} وعلى‭ ‬أية‭ ‬حال‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬لاعبي‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬مباراتهم‭ ‬بالسودان‭ ‬فوجئوا‭ ‬بالشعبية‭ ‬الجارفة‭ ‬للهلال‭ ‬وحضور‭ ‬جماهيره‭ ‬المُتوقدة‭ ‬حُبًّا‭ ‬وعُشقًا‭ ‬فيه،‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬فوزه،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬محلي‭ ‬‮«‬باستثناء‭ ‬المحرق‮»‬‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬حضورًا‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الكثافة‭ ‬أو‭ ‬نصفها‭ ‬محليًّا‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬أو‭ ‬المسابقات‭ ‬الاقليمية‭ ‬والقارية‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا