العدد : ١٧٤٤٧ - الاثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رجب ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٤٧ - الاثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ رجب ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

رئيس المركز الفلسطيني للدراسات لـ«أخبار الخليج»:
المظلة العربية تحمي حقوق الشعب الفلسطيني

الاثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

الفلسطيني‭ ‬بات‭ ‬مقتنعا‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬مواجهة‭ ‬الاحتلال‭ ‬وحده

توافق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يمنح‭ ‬الأشقاء‭ ‬العرب‭ ‬ورقة‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قضيتنا

من‭ ‬الضروري‭ ‬إبقاء‭ ‬الذاكرة‭ ‬العربية‭ ‬حية‭ ‬بقضايا‭ ‬الأمة


أجرى‭ ‬الحوار‭: ‬أحمد‭ ‬عبدالحميد‭ ‬وياسمين‭ ‬العقيدات

تصوير‭ - ‬رضا‭ ‬جميل

 

أكد‭ ‬اللواء‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬المصري‭ ‬رئيس‭ ‬المركز‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للبحوث‭ ‬والدراسات،‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بات‭ ‬مدركا‭ ‬لأهمية‭ ‬وجود‭ ‬مظلة‭ ‬عربية‭ ‬تحمي‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة،‭ ‬والتصدي‭ ‬لمحاولات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬شق‭ ‬الصف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدفه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أرضهم،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬حينما‭ ‬يتخذون‭ ‬قرارهم،‭ ‬فإنهم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬أنفسهم‭ ‬وحماية‭ ‬غيرهم‭ ‬بكل‭ ‬ثقلهم،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توافق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يمنح‭ ‬الأشقاء‭ ‬العرب‭ ‬ورقة‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬أما‭ ‬استمرار‭ ‬تعدد‭ ‬المواقف‭ ‬والآراء‭ ‬فلا‭ ‬يخدم‭ ‬القضية‭.‬

وشدد‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يقدر‭ ‬مواقف‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬الثابتة‭ ‬تجاه‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬أكثر‭ ‬وعياً‭ ‬للمصالح‭ ‬القومية‭ ‬والوطنية‭ ‬وتصدوا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الضغوطات‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬لدعم‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬منها‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توحيد‭ ‬الموقف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬يوفر‭ ‬الفرصة‭ ‬إلى‭ ‬الملف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬التقدم،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للاحتلال‭ ‬ليس‭ ‬غزة‭ ‬فقط،‭ ‬فالدم‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬لكن‭ ‬أطماعه‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬إذ‭ ‬يريد‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬بالكامل‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬72‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لإعادة‭ ‬الاعمار‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بطريقة‭ ‬اهل‭ ‬غزة‭ ‬لمراعاة‭ ‬الهندسة‭ ‬الجغرافية‭ ‬والسكنية‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬ويجب‭ ‬منع‭ ‬استخدام‭ ‬الإعمار‭ ‬كورقة‭ ‬ابتزاز‭ ‬سياسي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

‭- ‬بعد‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬جراء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬هل‭ ‬انتهى‭ ‬خطر‭ ‬تهجير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬القطاع؟

الهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للاحتلال‭ ‬أولا‭ ‬هو‭ ‬شق‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وجوهر‭ ‬مشروعه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬هو‭ ‬عملية‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وحتى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬لوجدنا‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬كانت‭ ‬قائمة،‭ ‬وكان‭ ‬وضع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬صعبا‭.‬

وهذا‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬حيث‭ ‬تتعرض‭ ‬المقدسات‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬لاعتداءات‭ ‬متواصلة،‭ ‬وزيادة‭ ‬أعداد‭ ‬الأسرى،‭ ‬ولم‭ ‬يطبق‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬التهويد‭ ‬اليومي‭ ‬للأرض‭ ‬مستمرا‭. ‬

واستطاع‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يمتلكه‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬وبنية‭ ‬مؤسسية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات،‭ ‬وحظي‭ ‬بتعاطف‭ ‬دولي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬قصف‭ ‬غزة‭.‬

‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬خرجنا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة؟‭ ‬قد‭ ‬نكون‭ ‬جمدنا‭ ‬الأزمة‭ ‬فقط‭. ‬ولنكن‭ ‬صريحين،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬صامد،‭ ‬لكنه‭ ‬أصلا‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬خيارات،‭ ‬فلا‭ ‬منافذ‭ ‬للخروج،‭ ‬والمعابر‭ ‬مغلقة‭. ‬

وقد‭ ‬لعبت‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬والمملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لملف‭ ‬التهجير،‭ ‬ما‭ ‬جعلنا‭ ‬نشعر‭ ‬بأننا‭ ‬لسنا‭ ‬وحدنا‭.‬

من‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬أن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بات‭ ‬مقتنعا‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬مواجهة‭ ‬الاحتلال‭ ‬وحده،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬قرارات‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬عسكرية‭ ‬بمفرده‭ ‬ثم‭ ‬يطالب‭ ‬الآخرين‭ ‬لاحقا‭ ‬بحمايته‭.‬

‭- ‬كيف‭ ‬تقيّم‭ ‬المشهد‭ ‬حاليا؟

اليوم‭ ‬الوضع‭ ‬مختلف،‭ ‬فالفلسطيني،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مواطنا‭ ‬أو‭ ‬مثقفا‭ ‬أو‭ ‬سياسيا،‭ ‬بات‭ ‬مدركا‭ ‬أنه‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬عربية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬ينعكس‭ ‬في‭ ‬ثقة‭ ‬القيادة‭ ‬العربية‭ ‬بنفسها،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬وزن‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭.‬

وأستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬العرب‭ ‬حينما‭ ‬يتخذون‭ ‬قرارهم،‭ ‬فإنهم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬أنفسهم‭ ‬وحماية‭ ‬غيرهم‭ ‬بكل‭ ‬ثقلهم‭.‬

فالمشهد‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬قبل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬كان‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬ثلاث‭ ‬قوى‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬وتركيا،‭ ‬لكن‭ ‬إيران‭ ‬بعد‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قوة‭ ‬فاعلة،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مشاغبة،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬فاعلة‭. ‬

اليوم‭ ‬برز‭ ‬دور‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬للموقف‭ ‬السعودي‭ ‬الفرنسي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بتبني‭ ‬إعلان‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬أثرٌ‭ ‬كبيرٌ‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأسهم‭ ‬في‭ ‬موجة‭ ‬الاعترافات‭ ‬الدولية‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

على‭ ‬مستوى‭ ‬الشارع،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬دعم‭ ‬لما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬دعم‭ ‬للفلسطيني‭ ‬المكلوم‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ورفض‭ ‬للإبادة‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭. ‬

وقضيتنا‭ ‬الفلسطينية‭ ‬استمدت‭ ‬قوة‭ ‬سياسية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أزمة‭ ‬الاحتلال‭ ‬مطروحة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الرواية‭ ‬والسردية،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬المظلومية‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬اليهود‭.‬

فالعالم‭ ‬بات‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬أحفاد‭ ‬من‭ ‬تعرضوا‭ ‬للظلم‭ ‬في‭ ‬الهولوكوست‭ ‬يمارسون‭ ‬اليوم‭ ‬أبشع‭ ‬الانتهاكات‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

السؤال‭ ‬المهم‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬الدولي‭ ‬الداعم‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬قابلا‭ ‬للاستمرار‭. ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬لكنه‭ ‬يتطلب‭ ‬أداء‭ ‬فلسطينيا‭ ‬مختلفا‭.‬

‭ ‬فالانقسام‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬ثمانية‭ ‬عشر‭ ‬أو‭ ‬تسعة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬سياسي‭ ‬واحد‭.‬

إن‭ ‬توافق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يمنح‭ ‬الأشقاء‭ ‬العرب‭ ‬ورقة‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬أما‭ ‬استمرار‭ ‬تعدد‭ ‬المواقف‭ ‬والآراء‭ ‬فلا‭ ‬يخدم‭ ‬القضية‭.‬

‭- ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزة؟

نحن‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬جديد،‭ ‬وقرار‭ ‬أممي‭ ‬رقم‭ ‬2803‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬سواء‭ ‬أردناه‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬فإنه‭ ‬سيتم‭ ‬إقراره‭.‬

نحن‭ ‬أمام‭ ‬جيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يتعرض‭ ‬للقتل‭ ‬والجوع،‭ ‬والأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يشعرون‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬تخلى‭ ‬عنهم،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬طوال‭ ‬سبعمائة‭ ‬وسبعة‭ ‬وخمسين‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬إدخال‭ ‬كرتونة‭ ‬ماء‭ ‬واحدة‭ ‬إلا‭ ‬بإذن‭ ‬إسرائيلي‭. ‬

كما‭ ‬أقدمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬تدمير‭ ‬الذاكرة‭ ‬المؤسسية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مرارا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القصف‭ ‬العنيف‭ ‬للقطاع‭.‬

والهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للاحتلال‭ ‬ليس‭ ‬غزة‭ ‬فقط،‭ ‬فالدم‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬لكن‭ ‬أطماعه‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬إذ‭ ‬يريد‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬بالكامل‭.‬

هذا‭ ‬الواقع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يلفت‭ ‬انتباه‭ ‬الجميع‭. ‬نحن‭ ‬فلسطين‭ ‬أولا،‭ ‬والعرب‭ ‬إخوتنا‭. ‬

‭- ‬إذن‭ ‬ما‭ ‬الأولوية؟

أولوياتي‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الإنسان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حيا،‭ ‬وأن‭ ‬يبقى‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬الماء‭ ‬والطعام‭ ‬له‭ ‬لكي‭ ‬يبقى،‭ ‬لأن‭ ‬صراعي‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال‭ ‬هو‭ ‬صراع‭ ‬ديموغرافي‭.‬

عدد‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬اليوم‭ ‬سبعة‭ ‬ملايين‭ ‬ومائتا‭ ‬ألف،‭ ‬بينما‭ ‬عدد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬سبعة‭ ‬ملايين‭ ‬وأربعمائة‭ ‬ألف‭. ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬إلى‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬سيصبح‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أغلبية‭. ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬دولة‭ ‬ثنائية‭ ‬القومية،‭ ‬وإن‭ ‬قبلت‭ ‬بها‭ ‬فستكون‭ ‬دولة‭ ‬عنصرية،‭ ‬وسيكون‭ ‬الفلسطيني‭ ‬مواطنا‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬ثالثة،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يقبل‭ ‬بذلك‭.‬

‭- ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الحل؟

رأيي‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬أحسنا‭ ‬التدبير‭ ‬ووحدنا‭ ‬الموقف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي،‭ ‬وتمسكنا‭ ‬بالموروث‭ ‬الذي‭ ‬أنجزناه،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمته‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬وحدت‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإننا‭ ‬نستطيع‭ ‬التقدم‭. ‬ما‭ ‬نريده‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬العرب‭ ‬هو‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭.‬

نحن‭ ‬اليوم‭ ‬دخلنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬تطبيق‭ ‬القرار‭ ‬الأممي‭ ‬رقم‭ ‬2803،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬مجحفا‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬

والسؤال‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬ننفذ‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر‭ ‬الممكنة‭. ‬

المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬انتهت‭ ‬بتسليم‭ ‬أسرى‭ ‬أحياء‭ ‬وتسليم‭ ‬سبعة‭ ‬وعشرين‭ ‬جثمانا،‭ ‬وبقي‭ ‬جثمان‭ ‬واحد‭ ‬يتم‭ ‬البحث‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬لدينا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬وأربعمائة‭ ‬جثمان‭ ‬فلسطيني‭ ‬تحت‭ ‬الأرض،‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬لنا‭ ‬باستخدام‭ ‬حفارات‭ ‬للبحث‭ ‬عنهم‭. ‬

‭- ‬بعد‭ ‬موجة‭ ‬الاعترافات‭ ‬الدولية‭ ‬بفلسطين،‭ ‬هل‭ ‬أمل‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬بات‭ ‬قريبا؟

في‭ ‬المدى‭ ‬المنظور،‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬إمكانية‭ ‬حقيقية‭ ‬لقيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثماني‭ ‬المقبلة،‭ ‬أولا،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شريك‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭. ‬هذه‭ ‬حكومة‭ ‬يمينية‭ ‬متطرفة،‭ ‬والشعب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بعد‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬ازداد‭ ‬تطرفا‭. ‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المعركة،‭ ‬وهي‭ ‬معركة‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية،‭ ‬خلقت‭ ‬شرخا‭ ‬عميقا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ونحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬حتى‭ ‬نتعافى‭. ‬

أقول‭ ‬جملة‭ ‬مؤلمة،‭ ‬نحن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أصبحنا‭ ‬مرض‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬الشفاء‭ ‬لهم‭.‬

إذا‭ ‬أرادوا‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬وأن‭ ‬يستقروا‭ ‬فيها،‭ ‬فعليهم‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تقديم‭ ‬مسار‭ ‬واضح‭ ‬لقيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقبلية‭.‬

السلام‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يمنع‭ ‬انفجار‭ ‬المنطقة،‭ ‬وعدم‭ ‬استمرار‭ ‬الصراع‭. ‬

‭- ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬التجاوزات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬القطاع؟

نعم،‭ ‬هناك‭ ‬إمكانية‭ ‬لتطبيق‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية،‭ ‬ليس‭ ‬لأن‭ ‬الأطراف‭ ‬مخيرة،‭ ‬لا‭ ‬إسرائيل‭ ‬ولا‭ ‬حماس،‭ ‬بل‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬مجبر‭. ‬هناك‭ ‬دور‭ ‬أمريكي‭ ‬واضح،‭ ‬والرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬عمرها‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭.‬

والمفترض‭ ‬أن‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دول‭ ‬الاعتدال‭ ‬العربي،‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭ ‬وقطر‭ ‬والأردن‭ ‬والإمارات،‭ ‬وهي‭ ‬خمس‭ ‬دول‭ ‬فاعلة‭ ‬ولها‭ ‬وزن‭ ‬إقليمي‭ ‬ودولي‭ ‬وعلاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتحرك‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الخيار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والإصلاح‭ ‬الداخلي،‭ ‬وهو‭ ‬حاجة‭ ‬فلسطينية‭ ‬ملحة،‭ ‬لأن‭ ‬التجديد‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬بات‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة،‭ ‬للانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬انتخابات‭ ‬ديمقراطية‭ ‬شفافة،‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬انتخاباتنا‭ ‬السابقة‭ ‬نزاهتها‭ ‬بشهادة‭ ‬دولية‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬إدراك‭ ‬فلسطيني‭ ‬مشترك‭ ‬لهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬تباين‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الفلسطينية؟

‭ ‬حماس‭ ‬قبلت‭ ‬اتفاق‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬رحبت‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالاتفاق‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬أرضية‭ ‬مشتركة؟

العالم‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬ودولة‭ ‬فلسطين‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬وستين‭ ‬دولة‭. ‬الواقع‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ديناميكي،‭ ‬والمواطن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يدرك‭ ‬اليوم‭ ‬أنه‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬شرعية‭ ‬تحميه،‭ ‬وبحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬لتغيثه‭ ‬وتقويه،‭ ‬وبحاجة‭ ‬إلى‭ ‬فك‭ ‬الحصار،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬سيطرة‭ ‬حماس‭ ‬المسلحة‭.‬

هناك‭ ‬قرار‭ ‬دولي‭ ‬واضح‭ ‬بضرورة‭ ‬تسليم‭ ‬السلاح‭.‬

وأنا‭ ‬كمواطن‭ ‬فلسطيني‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬تسليم‭ ‬السلاح‭ ‬أمر‭ ‬صعب،‭ ‬لكنه‭ ‬ضرورة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬يمكن‭ ‬تجميد‭ ‬السلاح‭ ‬وتسليمه‭ ‬للسلطة‭ ‬أو‭ ‬لجهة‭ ‬عربية‭ ‬أو‭ ‬لجنة‭ ‬مستقلة،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬دولية‭ ‬عديدة،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الرمزية‭ ‬الوطنية‭ ‬والكرامة،‭ ‬لأن‭ ‬استمرار‭ ‬السلاح‭ ‬سيقود‭ ‬إلى‭ ‬حروب‭ ‬جديدة‭ ‬وتدمير‭ ‬جديد،‭ ‬ولن‭ ‬يقبل‭ ‬أحد‭ ‬بإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬ما‭ ‬سيتم‭ ‬تدميره‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

العنوان‭ ‬الرئيسي‭ ‬للمرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الدول،‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬المليشيات‭. ‬

‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬دوليا،‭ ‬وهي‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬لفلسطين‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬الإصلاح‭ ‬مطلوب،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬وليس‭ ‬بالتخلي‭ ‬عنه‭. ‬

الحل‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الديمقراطي‭. ‬اذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وليحكم‭ ‬من‭ ‬يحكم،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬حماس،‭ ‬لكن‭ ‬عبر‭ ‬صندوق‭ ‬الانتخابات‭ ‬لا‭ ‬عبر‭ ‬السلاح‭.‬

إذا‭ ‬استطعنا‭ ‬توفير‭ ‬مخرج‭ ‬آمن‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عبر‭ ‬الانتخابات،‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬حققنا‭ ‬إصلاحا‭ ‬حقيقيا‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬ملف‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬غزة؟

لدينا‭ ‬إمكانيات‭ ‬كبيرة‭ ‬لتدريب‭ ‬الشرطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬التدريب‭ ‬تاريخيا‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭. ‬اليوم‭ ‬لدينا‭ ‬مواقع‭ ‬تدريب‭ ‬في‭ ‬الضفة،‭ ‬ويجري‭ ‬تجهيز‭ ‬مواقع‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬لدينا‭ ‬سبعة‭ ‬آلاف‭ ‬وستمائة‭ ‬شرطي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يتقاضون‭ ‬رواتبهم،‭ ‬منهم‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭. ‬نحن‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬إرسال‭ ‬قيادات‭ ‬مهنية‭ ‬لضبط‭ ‬الأمن‭ ‬وفق‭ ‬مفهوم‭ ‬الشرطة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والشرطة‭.‬

غزة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يحكمها،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يخدمها‭ ‬ويحتضنها‭. ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬جاءت‭ ‬مائة‭ ‬دولة‭ ‬فلن‭ ‬تستطيع‭ ‬حكم‭ ‬غزة‭ ‬بالقوة‭. ‬المطلوب‭ ‬هو‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬وبناء‭ ‬الثقة‭. ‬

وجود‭ ‬الشرطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬للاستقرار،‭ ‬وضمان‭ ‬لعدم‭ ‬تقاطع‭ ‬المصالح‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الداعمة‭ ‬للاستقرار‭. ‬

الدول‭ ‬العربية‭ ‬ترفض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قوة‭ ‬فرض‭ ‬سلام،‭ ‬لكنها‭ ‬تقبل‭ ‬بقوات‭ ‬حفظ‭ ‬سلام‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭.‬

‭- ‬كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية؟

الفلسطينيون‭ ‬يدركون‭ ‬مواقف‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬الثابتة‭ ‬تجاه‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتربطنا‭ ‬علاقة‭ ‬مع‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬علاقات‭ ‬عزيزة‭.‬

ودول‭ ‬الخليج‭ ‬أكثر‭ ‬وعياً‭ ‬للمصالح‭ ‬القومية‭ ‬والوطنية‭ ‬وتصدوا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الضغوطات‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬لدعم‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬منها‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭.‬

نحن‭ ‬كفلسطينيين‭ ‬نستفيد‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬لأنه‭ ‬أكثر‭ ‬عدلا‭ ‬لقضيتنا،‭ ‬ووجود‭ ‬الأشقاء‭ ‬العرب‭ ‬إلى‭ ‬جانبنا‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬حمانا‭ ‬من‭ ‬التهجير‭ ‬ومن‭ ‬شطب‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬

علاقتنا‭ ‬مع‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬اليوم‭ ‬مصدر‭ ‬ارتياح‭ ‬كبير،‭ ‬والفلسطيني‭ ‬يدرك‭ ‬الآن‭ ‬أنه‭ ‬لمواجهة‭ ‬الاحتلال‭ ‬علينا‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المظلة‭ ‬العربية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الاعتدال‭ ‬العربية‭.‬

‭- ‬كم‭ ‬تحتاج‭ ‬غزة‭ ‬لإعادة‭ ‬الإعمار؟

تحتاج‭ ‬غزة‭ ‬لإعادة‭ ‬الاعمار‭ ‬نحو‭ ‬72‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وهناك‭ ‬شبكة‭ ‬أنفاق‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬10‭% ‬منها،‭ ‬ويمكن‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الأنفاق‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬تنموية‭ ‬بالقطاع‭.‬

وعندي‭ ‬قناعة‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بطريقة‭ ‬اهل‭ ‬غزة‭ ‬لمراعاة‭ ‬الهندسة‭ ‬الجغرافية‭ ‬والسكنية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭.‬

‭ ‬ويجب‭ ‬منع‭ ‬استخدام‭ ‬الإعمار‭ ‬كورقة‭ ‬ابتزاز‭ ‬سياسي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

‭- ‬باعتباركم‭ ‬رئيسا‭ ‬لمركز‭ ‬دراسات،‭ ‬ما‭ ‬دور‭ ‬المراكز‭ ‬الفكرية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والعربية‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الذاكرة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المخططات‭ ‬الإسرائيلية؟

‭ ‬دور‭ ‬مراكز‭ ‬الفكر‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والعربية‭ ‬هو‭ ‬ترسيخ‭ ‬السردية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والعربية،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوعي‭ ‬القومي‭ ‬والذاكرة‭ ‬الحية‭. ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬أرضا‭ ‬ننميها‭ ‬ولا‭ ‬ثروات‭ ‬طبيعية‭ ‬نتحكم‭ ‬بها،‭ ‬لأنها‭ ‬مسروقة‭. ‬الإنجاز‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬تثبيت‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬أرضه،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬المعركة‭.‬

ومن‭ ‬الضروري‭ ‬إبقاء‭ ‬الذاكرة‭ ‬العربية‭ ‬حية‭ ‬ومدركة‭ ‬تماما‭ ‬للمتغيرات‭ ‬والتحديات‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭.‬


 

اللواء‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬المصري‭ ‬رئيس‭ ‬المركز‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للبحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬الاستراتيجية

‭- ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المخابرات‭ ‬العامة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سابقًا‭.‬

‭- ‬مدير‭ ‬مخابرات‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬سابقًا‭.‬

‭- ‬مستشار‭ ‬مركز‭ ‬جنيف‭ ‬للرقابة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭.‬

‭- ‬مستشار‭ ‬برنامج‭ ‬النضج‭ ‬المؤسسي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإنشاء‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬وتمويل‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬التنمية‭ ‬البريطانية‭.‬

‭- ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬المستقبلية‭ ‬وقياس‭ ‬الرأي‭ ‬التابع‭ ‬لجامعة‭ ‬القدس‭ ‬المفتوحة‭.‬

‭- ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الدولية‭ ‬لتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والمؤسسة‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التخطيط‭ ‬وإعادة‭ ‬الهيكلة‭ ‬وتطوير‭ ‬مراكز‭ ‬بحثية‭ ‬وخدمات‭ ‬إدارة‭ ‬الشكاوى‭ ‬ومعالجتها‭.‬

‭- ‬لديه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنشورات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬ومنع‭ ‬التطرف‭ ‬ومجابهة‭ ‬الراديكالية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا