مع أول خيوط الفجر، تملأ أصوات الطيور الأجواء، لكن دراسة حديثة كشفت أن هذا الغناء ليس مجرد استجابة تلقائية للضوء أو تقليداً اجتماعياً، بل سلوكا نابعا من دافع داخلي تحكمه الساعة البيولوجية للطيور.
وأظهرت تجارب أُجريت على طيور الزيبرا أنه عند تأخير شروق الشمس صناعياً عبر إبقاء الأضواء مطفأة بدأت الطيور بالغناء قبل الشروق وبكثافة أعلى، ما يشير إلى أن الاستعداد للغناء يبدأ في الظلام، بينما يعمل الضوء كإشارة لإطلاق الجوقة الصباحية.
وأوضح الباحثون وفق موقع دويتشه فيله (DW) الألماني أن انخفاض هرمون الميلاتونين قبيل الفجر يوقظ الطيور ويُنشّطها، حتى في غياب الضوء، لكن الغناء يُكبح مؤقتاً إلى أن يظهر أول ضوء. وعند تعطيل تأثير هذا الهرمون بدأت الطيور بالتغريد مبكراً، ما يؤكد دور الإيقاع الحيوي في ضبط هذا السلوك.
وتشير الدراسة إلى أن غناء الفجر يعمل كـ«تمرين صوتي» يومي، يعزز قوة الصوت والتنسيق والثقة، ويساعد الطيور على جذب الشركاء المحتملين وإبعاد المنافسين. وتدعم النتائج، سواء في المختبر أو في الطبيعة، خلاصة مفادها أن غناء الفجر قرار بيولوجي داخلي وليس مجرد تفاعل مع البيئة المحيطة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك