العدد : ١٧٤٣٦ - الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٦ - الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

ضغوط على قائد جيش باكستان بسبب قوة الاستقرار الدولية المقترحة لغزة

الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

إسلام‭ ‬أباد‭ - (‬رويترز‭): ‬يواجه‭ ‬عاصم‭ ‬منير،‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬الباكستاني‭ ‬وأقوى‭ ‬قائد‭ ‬عسكري‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬أصعب‭ ‬اختبار‭ ‬لسلطاته‭ ‬التي‭ ‬تولاها‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬إذ‭ ‬تضغط‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬إسلام‭ ‬أباد‭ ‬للمساهمة‭ ‬بقوات‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬يقول‭ ‬محللون‭ ‬إنها‭ ‬قد‭ ‬تثير‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬داخلية‭ ‬عنيفة‭.‬

وقال‭ ‬مصدران‭ ‬لرويترز‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬منير‭ ‬إلى‭ ‬واشنطن‭ ‬للقاء‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة‭ ‬لعقد‭ ‬اجتماع‭ ‬هو‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬غزة‭. ‬وأحد‭ ‬المصدرين‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬الشخصيات‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لقائد‭ ‬الجيش‭. ‬

وتدعو‭ ‬خطة‭ ‬ترامب‭ ‬المؤلفة‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬نقطة‭ ‬بشأن‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬إرسال‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬إسلامية‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬فترة‭ ‬انتقالية‭ ‬لإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬والتعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الذي‭ ‬دمره‭ ‬عدوان‭ ‬إسرائيلي‭ ‬استمر‭ ‬نحو‭ ‬عامين‭. ‬

وتخشى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مهمة‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬قد‭ ‬تجرها‭ ‬إلى‭ ‬الصراع‭ ‬وتثير‭ ‬غضب‭ ‬شعوبها‭ ‬المؤيدة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والمناهضة‭ ‬لإسرائيل‭. ‬

ويشعر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بالقلق‭ ‬إزاء‭ ‬مهمة‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يجرها‭ ‬إلى‭ ‬الصراع‭ ‬ويثير‭ ‬غضب‭ ‬سكانها‭ ‬المؤيدين‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والمعارضين‭ ‬لإسرائيل‭. ‬

لكن‭ ‬منير‭ ‬بنى‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬مع‭ ‬ترامب،‭ ‬سعيا‭ ‬لإصلاح‭ ‬انعدام‭ ‬الثقة‭ ‬القائم‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وإسلام‭ ‬أباد‭. ‬وفي‭ ‬يونيو،‭ ‬كوفئ‭ ‬بحضور‭ ‬غداء‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬التي‭ ‬يستضيف‭ ‬فيها‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬قائد‭ ‬جيش‭ ‬باكستان‭ ‬بمفرده‭ ‬دون‭ ‬حضور‭ ‬مسؤولين‭ ‬مدنيين‭. ‬

وقال‭ ‬مايكل‭ ‬كوجلمان،‭ ‬كبير‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الأطلسي‭ ‬الذي‭ ‬يتخذ‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭ ‬مقرا‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬المشاركة‭ (‬في‭ ‬قوة‭ ‬استقرار‭ ‬غزة‭) ‬قد‭ ‬يزعج‭ ‬ترامب،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬بالهين‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬الباكستانية‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬حريصة‭ ‬للغاية‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المفضلة‭ ‬لديه،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والمساعدات‭ ‬الأمنية‭ ‬الأمريكية‮»‬‭. ‬وتمرس‭ ‬جيش‭ ‬باكستان،‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية،‭ ‬في‭ ‬القتال،‭ ‬إذ‭ ‬خاض‭ ‬ثلاث‭ ‬حروب‭ ‬مع‭ ‬الهند،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اشتباك‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬الماضي‭. ‬كما‭ ‬تصدى‭ ‬لحركات‭ ‬تمرد‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬نائية،‭ ‬ومنخرط‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬ضارية‭ ‬مع‭ ‬متشددين‭ ‬يقول‭ ‬إنهم‭ ‬ينشطون‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭. ‬

وقالت‭ ‬عائشة‭ ‬صديقة،‭ ‬الكاتبة‭ ‬والمحللة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع،‭ ‬إن‭ ‬قوة‭ ‬باكستان‭ ‬العسكرية‭ ‬تعني‭ ‬‮«‬وجود‭ ‬ضغط‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬منير‭ ‬لإثبات‭ ‬كامل‭ ‬قدرته‮»‬‭. ‬

وأظهرت‭ ‬بيانات‭ ‬للجيش‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أن‭ ‬منير‭ ‬التقى‭ ‬قادة‭ ‬عسكريين‭ ‬ومدنيين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬إندونيسيا‭ ‬وماليزيا‭ ‬والسعودية‭ ‬وتركيا‭ ‬والأردن‭ ‬ومصر‭ ‬وقطر‭. ‬وقالت‭ ‬صديقة‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬اللقاءات‭ ‬بدت‭ ‬وكأنها‭ ‬مشاورات‭ ‬بشأن‭ ‬قوة‭ ‬غزة‭. ‬

لكن‭ ‬القلق‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬القوات‭ ‬الباكستانية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بموجب‭ ‬خطة‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬إشعال‭ ‬احتجاجات‭ ‬من‭ ‬أحزاب‭ ‬إسلامية‭ ‬باكستانية‭ ‬تعارض‭ ‬بشدة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭. ‬ولم‭ ‬يرد‭ ‬الجيش‭ ‬الباكستاني‭ ‬ولا‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ولا‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬رويترز‭. ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬تعليق‭. ‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الباكستاني‭ ‬إسحاق‭ ‬دار‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬إن‭ ‬إسلام‭ ‬أباد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬بقوات‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام،‭ ‬لكن‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬حماس‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬مهمتنا‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا