أكدت أمهات لأطفال دون سن 12 عاماً، في حديثهن لصحيفة «الإمارات اليوم»، أن أبناءهن أظهروا تغيرات سلوكية واضحة بعد استخدام الهواتف الذكية، شملت نوبات غضب غير مبررة، وضعف التواصل مع المحيط، والانفصال عن الواقع، وسط مخاوف متزايدة من تأثير «التريندات» والتحديات الخطرة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحذّر أطباء وخبراء من تفاقم ما وصفوه بـ«الأزمة الصامتة» الناتجة عن الاستخدام المبكر للهواتف، مؤكدين أن دماغ الطفل في هذه المرحلة العمرية يكون أكثر قابلية للتأثر بالمحفزات الرقمية الحادة، وأن الهواتف تحفّز الإدمان السلوكي عبر نظام المكافأة في الدماغ، وتؤثر في القشرة الجبهية الأمامية المسؤولة عن التركيز والتنظيم العاطفي.
وأشار مختصون إلى أن دراسات حديثة أظهرت أن انخفاض جودة النوم لدى الأطفال يرفع خطر الاكتئاب بنسبة 30%، ويخفض الأداء الأكاديمي بنحو 20%، إضافة إلى زيادة مستويات القلق، مؤكدين أن البيئة الرقمية الحالية غير آمنة في ظل انتشار المحتوى العنيف والتحديات الخطرة والمحتوى غير المناسب للأعمار الصغيرة.
وكشفت إحصاءات صادرة عن مجلس الأمن السيبراني في دولة الإمارات أن 72% من الأطفال بين 8 و12 عاماً يستخدمون الهواتف الذكية يومياً، في حين لا يراجع سوى 43% من أولياء الأمور نشاط أطفالهم الرقمي بانتظام، كما سجلت حالات التنمّر الإلكتروني بين الأطفال زيادة بنسبة 18%.
وفي ظل هذه المعطيات، طالب خبراء بسن تشريع أو قانون يمنع امتلاك الأطفال للهواتف الذكية قبل سن 12 عاماً، معتبرين أن القضية لم تعد خياراً تربوياً فحسب، بل مسؤولية تشريعية وصحية ومجتمعية متكاملة، محذّرين من أن استمرار التقاعس سيترك آثاراً نفسية وسلوكية عميقة على الأجيال القادمة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك