المرأة البحرينية لم تترك مجالا إلا نجحت فيه
كتبت: ياسمين العقيدات
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
احتفت جمعية الصحفيين البحرينية بيوم المرأة البحرينية بتنظيم جلسة حوارية استضافت فيها الصحفيتين فوزية رشيد وهناء المحروس، حيث قدمتا سردًا لمسيرتهما المهنية وتجاربهن في الميدان الصحفي، مستعرضتين أبرز التحديات والتحولات التي مرت بها الصحافة المحلية على مدى العقود الماضية.
وأكدت فوزية رشيد في حديثها أن المرأة البحرينية كانت دائمًا سباقة ورائدة في مختلف المجالات، مبينة أن دخول المرأة إلى المهن لم يكن استثناءً منذ بدايات القرن، قائلةً: ما في مهنة ما دخلتها المرأة البحرينية، ونحن الجيل الذي أكمل ريادة النساء في المجالات كافة. وأوضحت أن إحساس المرأة بالمسؤولية، سواء في الجانب الأسري أو العملي، كان ركيزة أساسية في حضورها المتقدم.
واستعرضت رشيد بداياتها في مجال الكتابة، مشيرة إلى أن مدخلها كان القراءة والدراسة الذاتية لتخصصات متعددة، فيما كان أول مقال لها في جريدة «الأضواء»، مضيفةً أن الكتب كانت أساسًا مهمًا في تكوين جيلها، منتقدة في الوقت ذاته تراجع القراءة لدى الجيل الحالي في مجالات السياسة والتاريخ والنفس والثقافة العميقة.
وأشارت رشيد إلى أن نخبة الإعلاميين في تلك الفترة كانت تشجع المرأة عند دخولها المجال الصحفي، لافتة إلى أن الصحافة كانت تمارس بوصفها «هم وطن»، وخصوصًا في ظل القضايا الاجتماعية التي كانت تتطلب مواقف قوية وكتابة مسؤولة.
وكشفت أنها عانت من ردود فعل بعض الشخصيات المعنية بما تطرحه من قضايا، مضيفة: القلم هو الضمير والتوعية.. وكنت أواجه العداء عندما أكتب عن السلبيات وأحاربها.
وشددت رشيد على ضرورة امتلاك الصحفي رسالة واضحة تعكس حسًا وطنيًا عاليًا ووعيًا بقضايا الإنسان والتحولات المجتمعية، مؤكدة أن الصحفي الذي يفتقد الرسالة يصبح موظفًا أكثر منه صحفيًا.
وأشارت إلى أن الصحفيين عانوا كثيرًا قبل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، حيث توقفت العديد من كتاباتها قبل تنظيم الصحافة، لافتة إلى أن جيل اليوم يتمتع بانفتاح وحرية أكبر، إلا أنه يواجه تحديًا مختلفًا يتمثل في فائض المعلومات وكيفية انتقائها لبناء هوية صحفية حقيقية.
من جانبها، أكدت هناء المحروس أن الصحفيين في السابق واجهوا تحديات كبيرة، إذ كان عليهم الوجود في قلب الحدث والتعامل المباشر مع قضايا المواطنين ومحاولة حلها على أرض الواقع، خلافًا لما يشهده العمل الصحفي اليوم من اعتماد متزايد على المكاتب، وأضافت أن العمل الصحفي في المجلات يختلف عن الصحف اليومية من حيث التكثيف وحجم الجهد المبذول.
وأشارت المحروس إلى أن عملها في صحيفة «أخبار الخليج» مثل نقلة نوعية في مسيرتها المهنية، كونها بيئة غنية بالكفاءات وبينت أنها قابلت مختلف شرائح المجتمع من خلال نزولها الميداني، وكان همها الأساسي «كتابة هموم الناس ومناشدتهم»، مؤكدة أنها استطاعت عبر قلمها تغيير أوضاع عائلات من أوضاع مأساوية إلى أفضل بكثير، ولا تزال بعض تلك القصص راسخة في ذاكرتها.
وأوضحت المحروس أن دراستها في الحقوق ساعدتها في تغطية المحاكم وغيرها من التغطيات الحساسة، مشيرة إلى أن: القطاع الصحفي اليوم يفتقد النزول إلى الميدان، وأن الاعتماد على بيانات العلاقات العامة يؤثر في قدرة الصحفي على الطرح وخدمة المجتمع، وقالت: هناك قضايا تمس الناس، وإذا الصحفي ما أوصلها إلى الجهات المعنية وما طرحها، كيف راح يتم حلها؟ قلم الصحفي هو الذي يحل المشاكل المجتمعية، وهو صوت المواطن الذي يعاني.
واعتبرت المحروس أن حضور المؤتمرات الصحفية في السابق كان متعة لأنه يتيح الحصول على صيد صحفي مميز، مؤكدة أن لكل صحفي في تلك الحقبة بصمة واضحة، ووصفت فترات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات بأنها العصر الذهبي للصحافة البحرينية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك