اختتمت هيئة البحرين للثقافة والآثار فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للفن الإسلامي، وذلك بعد شهرٍ كامل من الأنشطة التي امتدّت عبر عدد من المواقع الثقافية والأثرية في مملكة البحرين، لتتحوّل هذه الفضاءات إلى منصّات نابضة تعكس ثراء الفن الإسلامي وجمالياته عبر التاريخ، فقد تنوّعت الفعاليات بين محاضرات معرفية، وجلسات نقاشية، وورش عمل تفاعلية ساهمت في إبراز الدور الحضاري الذي أدّته الفنون الإسلامية في بناء الثقافة الإنسانية عبر العصور.
ويمثّل اليوم العالمي للفن الإسلامي، مناسبةً عالمية للاحتفاء بتنوع هذا الفن العريق وتفرد عناصره، من عمارة وزخرفة وخط عربي وفنون حرفية حملت بصمة حضارية لا تزال حاضرة حتى اليوم. وقد جاء اعتماد هذا اليوم بناءً على مقترح تقدمت به مملكة البحرين عام 2019 عبر هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى منظمة اليونسكو، تأكيدًا لدورها الفاعل في تعزيز حضور الثقافة الإسلامية على الساحة الدولية.
وفي إطار رسالتها الثقافية، حرصت الهيئة على أن يعكس برنامج هذا العام المكانة الرفيعة للفن الإسلامي، بوصفه لغة تجمع بين الجمال والسلام، ووسيلة للحوار بين الثقافات، وجسرًا يصل الماضي بالحاضر.
وانطلاقًا من هذا التوجّه، أولت الهيئة اهتمامًا خاصًا بإشراك مختلف فئات المجتمع، ولا سيما الأطفال والناشئة، لما لهم من دور محوري في صون الهوية الثقافية واستحضار التراث في وعي الأجيال الجديدة. وجاءت الفعاليات لتسهم عبر برامجها التفاعلية في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ القيم، وتنمية الذائقة الفنية، وإثراء الفهم الثقافي للمجتمع.
واشتمل برنامج الاحتفاء هذا العام على سلسلة من المحاضرات الثقافية بالتعاون مع جامعة البحرين، إضافةً إلى أكثر من 10 أنشطة تعليمية وتفاعلية، وورش عمل، وجلسات حوارية قُدّمت على مدار الشهر، وشملت الفترتين الصباحية والمسائية، بما أتاح فرصًا واسعة لمشاركة مختلف الفئات.
وتناولت الفعاليات موضوعاتٍ متنوّعة تتعلق بفنون العمارة الإسلامية، والخط العربي، والزخرفة، والفنون الفلكية، مما وفرّ منصة معرفية ثرية تعرّف الجمهور من خلالها على امتدادات الفن الإسلامي وتنوع ممارساته.
كما تألقت مشاركة الخطاط العالمي الصيني الحاج نور الدين مي قوانغ جيانغ بالتعاون مع سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين، حيث احتضن مركز الفنون معرضه «تجليات الحرف العربي»، احتفاءً بجماليات الحرف العربي وتفرّد أساليبه التعبيرية، وإلى جانب المعرض، قدّم الخطاط عددًا من الورش المتخصصة، وخصّص بعضها لطلبة المدارس في مبادرة تهدف إلى تعريف الأجيال الشابة بروح الخط العربي وأبعاده الفنية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك