استيقظت محافظة طوباس، شماليّ الضفة الغربية، فجر أمس على واحدة من أوسع العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ شهور. عمليةٌ أعادت إلى الأذهان مشاهد الاجتياحات الشاملة، ودفعت المدينة وبلداتها المجاورة إلى حالة شلل تام تحت حظر تجوال قاسٍ وعمليات دهم امتدت لكل الاتجاهات.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، شاركت في العملية ثلاثة ألوية إسرائيلية، في تحرك عسكري اعتبره محللون أكبر بكثير من حجم «المطلوبين» الذين تقول إسرائيل إنها تبحث عنهم.
وفي اتصال أجرته فرانس برس قال المحافِظ أحمد الأسعد: «هناك اجتياح لكل المحافظة، طوباس - طمّون - تياسير - عقابا، ومخيم الفارعة» للاجئين. وأضاف: «هذه المرة الأولى التي تشمل فيها عملية عسكرية كامل المحافظة، المحافظة كلها الآن مسرح لعمليات الجيش الإسرائيلي».
وقال المحافظ: إن الجيش «استخدم الأباتشي في طمون، حيث أطلق النار بالرشاشات باتجاه مبان سكنية يقطنها مواطنون». وأضاف أن هناك «منع تجوّل»، إذ أغلق الجيش «مداخل المدن بالسواتر الترابية وبالتالي شلّوا حركة المواطنين». وأكد أن «هذه عملية سياسية وليست أمنية».
وشاهد مصوّر وكالة فرانس برس في المنطقة عددا من الجنود يتجوّلون داخل مدينة طوباس، مع مرور بعض الآليات العسكرية المدرّعة، وتحليق طائرة استطلاع فوق المنطقة، في حين أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها.
وأُغلقت آلية عسكرية المدخل المؤدي إلى بلدة طمّون وسُمِح بمرور سيارة إسعاف واحدة فقط، فيما منع المواطنون من المرور. كما شوهِدت آليات مدرّعة تتجول في الموقع.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: إن طواقمها تعاملت مع شاب «تعرض للضرب المبرح» في طمّون وتمّ نقله إلى المستشفى، فيما تعاملت مع عشر إصابات ناجمة عن «اعتداء بالضرب المبرح» في طوباس، تم نقل 4 من المصابين إلى المستشفى.
وأضافت الجمعية أن بعض طواقمها «تواجه عرقلة في نقل المرضى في مدينة طوباس وبلدة طمون منذ فجر اليوم»، موضحة أنها تتلقى نداءات متوالية تعمل طواقمها على الاستجابة لها «في ظل الاقتحام المستمر للمحافظة».
وأدانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي العدوان الجديد الذي قالت حماس: إنه يعكس «حجم الإجرام الممنهج الذي تمارسه حكومة الاحتلال المتطرفة، ضمن سياسة معلنة هدفها سحق أي وجود فلسطيني وصولا الى السيطرة الكاملة على الضفة».
من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي: إن العملية تندرج «في إطار مخطط الكيان الذي يهدف إلى إفراغ الضفة من أهلها وتهجيرهم والسيطرة على أراضيهم وممتلكاتهم».
وفي تقرير نشرته الأسبوع الماضي، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش: إن 32 ألف فلسطيني ما زالوا نازحين قسرا بسبب عملية «السور الحديدي» الإسرائيلية التي بدأها الجيش في مطلع العام الجاري.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك