القدس المحتلة - (أ ف ب): أقال الجيش الإسرائيلي عددا من كبار الضباط وفرض عقوبات تأديبية على عدد آخر على خلفية الإخفاق في منع هجوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة حماس.
وجاءت إقالة هؤلاء الضباط الكبار بعد نشر تقرير في وقت سابق من الشهر الجاري للجنة خبراء كلّفها رئيس الأركان بالتحقيق، وكلّل مرحلة التحقيقات داخل الجيش حول الإخفاقات في السابع من أكتوبر 2023.
ومن بين الضباط الذين شملهم القرار وفق بيان صدر مساء الأحد عن الجيش، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون حليفا، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فنلكمن ورئيس شعبة العمليات أودي باسيوق.
وكان حليفا أول ضابط يقدم استقالته في العام 2024 إذ تحمل المسؤولية عن الفشل، كما استقال فنلكمن للسبب نفسه، أما باسيوق فتقاعد بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران في يونيو الماضي واستمرت 12 يوما.
لكن قرار زامير جاء لتأكيد أن إجراءات عقابية اتخذت بحقهم، ولإنهاء مهامهم من خدمة الاحتياط في الجيش بشكل كامل.
وبحسب بيان الجيش، فإن القادة الثلاثة يتحملون بشكل شخصي المسؤولية عن فشل المؤسسة العسكرية في توقع الهجوم وفي التصدي له. ومن غير الواضح بعد ما إن كان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سيتحمل أي جزء من المسؤولية عن الفشل أيضا. ولطالما كرر نتانياهو خلال العامين الماضيين أن التعامل مع الإخفاقات التي أدت إلى هجوم السابع من أكتوبر، يجب أن يتم بعد انتهاء الحرب.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو مواقفهم، يدعمون تشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤولين عن فشل السلطات في منع الهجوم، إلا أن الحكومة الإسرائيلية رفضت حتى الآن تشكيل هذه اللجنة. وخلص تقرير لجنة الخبراء إلى وجود «فشل منهجي وتنظيمي عميق» داخل المؤسسة العسكرية، وأشار قبل كل شيء إلى «خلل في الرؤية والتقدير» يتمثل في «الفجوة بين الواقع الاستراتيجي والعملياتي، وبين التصور داخل المؤسسة العسكرية للواقع المتعلق بقطاع غزة وحركة حماس».
وكشف التقرير أيضًا عن «فشل استخباراتي» تمثل في «العجز عن إطلاق الإنذار» رغم امتلاك الجيش معلومات «استثنائية ونوعية».
وبينما أعرب التقرير عن الأسف لوجود «مشاكل كبيرة في آليات اتخاذ القرار وفي طريقة نشر القوات خلال السابع من أكتوبر»، أشار إلى إخفاقات على مستوى هيئة الأركان العامة، وشعبة العمليات، وشعبة الاستخبارات العسكرية، وقيادة المنطقة الجنوبية، وكذلك سلاح الجو والبحرية. وإلى جانب الضباط الثلاثة المُقالين، أعلن الجيش أيضًا فرض عقوبات تأديبية على قائد سلاح الجو تومر بار، وقائد البحرية دافيد سار.
كما طالت العقوبات أربعة جنرالات وأربعة ضباط كبار آخرين.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك