كشفت صحيفة «شرق» الإيرانية عن تفاقم أزمة جديدة في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، حيث اضطر كثير من الأهالي إلى دفن موتاهم في القرى المجاورة بعد أن أصبحت أسعار القبور في المقابر الرسمية بمبالغ وصفتها الصحيفة بـ«الفلكية»، تصل إلى مليارات التومانات في بعض المواقع الدينية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير بعنوان «الموت الطبقي» أن أسعار القبور في مرقد الإمام الرضا، الذي تديره مؤسسة «آستان قدس رضوي»، تتراوح بين 100 مليون و1.2 مليار تومان، بينما تتراوح الأسعار في مقبرة «بهشت رضا» التابعة لبلدية مشهد بين 6 ملايين و1.8 مليار تومان، ما جعل الدفن في المدينة رفاهية لا يقدر عليها كثير من الإيرانيين.
ونقلت الصحيفة عن سكان القرى المحيطة أن تدفق سكان مشهد لدفن موتاهم تسبب في نقص حاد في أماكن الدفن داخل القرى الصغيرة، حيث لجأ بعض الأهالي إلى تسييج المقابر ومنع الغرباء من الدفن ليلاً، بعد أن أصبحت المقابر المحلية ممتلئة تماماً.
الأزمة، وفق التقرير، ليست محصورة في مشهد فقط؛ إذ سبق أن حذر مسؤولون في بلدية طهران من احتمال نفاد المساحات المخصصة للدفن في مقبرة «بهشت زهرا» خلال العام الحالي، مع ارتفاع الأسعار بنسبة تجاوزت 280% في عام واحد، لتصل المقبرة إلى حدود طاقتها الاستيعابية القصوى.
ويحذر الخبراء من أن استمرار الأزمة من دون حلول تخطيطية عاجلة قد يحول الدفن إلى عبء اقتصادي جديد على الإيرانيين، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع تكاليف الخدمات الأساسية حتى بعد الموت.
 
 
                	
                	
                	
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك