تحتفظ الغريبة بمكانة خاصة بين الحلويات الشرقية البسيطة التي لا تفقد أناقتها مهما مر الزمن، فهي حلوى تعتمد على مكونات قليلة لكنها تعبر عن الذوق الرفيع في أبسط صوره. وعلى الرغم من انتشارها في أغلب الدول العربية، فإن لكل منطقة طريقتها ولمستها الخاصة التي تمنحها طابعًا مميزًا.
تتكون الغريبة من مزيج بسيط يجمع بين الطحين والسكر والسمن أو الزبدة، ويعجن حتى يتشكل عجين ناعم يخبز على حرارة هادئة ليحافظ على لونه الفاتح وقوامه الهش. ويزين الوجه عادة بحبة فستق أو لوز تضيف لمسة من الجمال والنكهة. أما سرها الحقيقي فيكمن في التوازن بين المكونات.
ومع تطور الذوق العصري، ظهرت أنواع جديدة من الغريبة بنكهات مختلفة مثل الغريبة بالفستق، أو المحشوة بالتمر، أو المنكهة بالهيل والزعفران، بل حتى الغريبة بالشوكولاتة أو القهوة التي تلقى إقبالًا من الشباب. وتتنافس اليوم المخابز المحلية في البحرين والخليج على تقديم الغريبة بوصفات مبتكرة تجمع بين النكهة التقليدية والتقديم العصري الأنيق.
وتبقى الغريبة رغم بساطتها طبقًا يحتفظ بسحره وذكرياته، فهي حلوى تعبر عن الدفء المنزلي والمناسبات المبهجة، وتذكّر بأن الجمال لا يحتاج إلى تعقيد، بل إلى لمسة محبة وصنعة متقنة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك