يعتبر طبق «الفيش آند تشيبس» من الأطباق التقليدية الأكثر شهرة في المملكة المتحدة، ويُعد رمزًا للثقافة البريطانية الشعبية التي تعكس بساطة المكونات وروعة النكهة. يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن أول متجر متخصص في تقديم هذا الطبق أُسس في منطقة «بو» بلندن خلال ستينيات القرن التاسع عشر، ويُعتقد أن جوزيف مالين كان وراء ابتكار دمج السمك المقلي مع البطاطا المقلية، وهو ما أسهم في ولادة أول «شيب شوب» متخصص في هذا النوع من الأطعمة، ليصبح لاحقًا جزءًا لا يتجزأ من التراث الغذائي البريطاني.
وخلال الحربين العالميتين، حافظ «الفيش آند تشيبس» على مكانته رغم القيود الغذائية المفروضة على المواد الغذائية، إذ كان من بين الأطعمة القليلة التي لم تخضع لنظام التوزيع المحدود، الأمر الذي عزز من شعبيته وجعله وجبة مفضلة لمختلف طبقات المجتمع البريطاني.
ويحضر هذا الطبق عادةً باستخدام أنواع من الأسماك البيضاء، حيث يغطى السمك بعجينة سائلة مصنوعة من الطحين والماء أحيانًا مع إضافة البيرة لإضفاء قوام خفيف ومقرمش. وتُقلى شرائح السمك حتى تتحول إلى اللون الذهبي، وتكتسب قشرة مقرمشة، بينما تُقلى البطاطا على درجة حرارة عالية لتصبح ذهبية ومقرمشة من الخارج وطرية من الداخل. وغالبًا ما يقدم الطبق مع الملح لتعزيز النكهة، إضافة إلى صلصات التارتار أو الكاتشب بحسب الرغبة.
على الرغم من جذوره البريطانية، انتشر طبق «الفيش آند تشيبس» في دول مختلفة، ليصبح جزءًا من التراث الغذائي في هذه الدول أيضًا، يعد هذا الطبق عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية، ويقدم في المتاجر المتخصصة، التي حافظت على التقاليد في تقديمه منذ عقود، مع تحديث طرق الطهي لتتناسب مع الأذواق العصرية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك