مع حلول فصل الخريف وبداية موسم المكونات الدافئة، يتصدر اليقطين (البوبر) المشهد كأحد أبرز العناصر التي تمنح الأطباق نكهة موسمية مميزة تجمع بين الطابع التراثي واللمسة العصرية. فبينما كان البوبر جزءًا أصيلًا من المائدة البحرينية التقليدية، أصبح اليوم مكوّنًا حاضرًا بقوة في المطبخ الحديث لما يتمتع به من تنوع في الاستخدام وقيمة غذائية عالية.
بدورها أوضحت الشيف منى سليس أن اليقطين لم يعد مقتصرًا على وصفات محددة، بل أصبح عنصرًا يمكن توظيفه بطرق متعددة في الأطباق المالحة والحلوة وحتى المشروبات.
وأضافت: «اليقطين أو القرع كما يعرف في بعض الدول العربية من المكونات الغنية والمتعددة الاستخدامات. يمكن إدخاله في وصفات مبتكرة تمنح الأطباق طابعًا مميزًا ولمسة موسمية دافئة».
وأضافت أن من أشهر وصفاته المالحة شوربة اليقطين بالكريمة، التي تمتاز بقوامها الناعم ومذاقها الغني، مع إمكانية تعزيزها بالجزر أو الزنجبيل أو الكاري لإثراء النكهة. كما يدخل في إعداد الصالونة أو اليخنة مع اللحم أو الدجاج، مضيفًا للطبق لونًا ذهبيًا جذابًا ونكهة حلوة خفيفة.
وتابعت: إن اليقطين يمكن استخدامه أيضًا في حشوات الفطاير أو السمبوسة مع البصل والبهارات والقرفة، لابتكار مزيج يجمع بين المذاقين الحلو والمالح.
وفي مجال الحلويات، أشارت سليس إلى أن اليقطين يحتل مكانة مميزة في المطبخ البحريني، إذ يعد المكون الأساسي في خبيصة البوبر التراثية المحضرة من مهروس اليقطين والسميد أو الطحين مع السكر والقرفة والهيل. كما يمكن توظيفه في كيكة اليقطين أو فطيرة اليقطين (Pumpkin Pie) المنتشرة في موسم الشتاء، فضلًا عن مهلبية وكاسترد اليقطين المنكّهين بالفانيلا أو ماء الورد.
أما في المقبلات، فيفضل تقديمه مشويا بزيت الزيتون والملح والكمون وتقديمه مع جبن الفيتا، ليمنح توازنًا فريدًا بين الملوحة والحلاوة.
وتابعت: إن مشروبات اليقطين أصبحت رمزًا عالميًا لفصل الخريف، وفي مقدمتها لاتيه اليقطين (Pumpkin Spice Latte) الذي يمتاز بمزيج من القهوة والبهارات الدافئة كالقرفة وجوزة الطيب. كما يمكن تحضير سموثي اليقطين المغذي بالزبادي والموز والعسل، أو تجربة القهوة الباردة بكريمة اليقطين (Pumpkin Cream Cold Foam) ذات المذاق المتوازن والشكل الجذاب.
وبينت: «يفضل اختيار النوع البرتقالي ذي القشرة الصلبة للحصول على أفضل نكهة، وأنه يمكن سلقه أو شويه وحفظه مهروسًا في الفريزر لاستخدامه لاحقًا، كما يتناغم مع البهارات الدافئة في الحلويات والكاري والكركم في الأطباق المالحة».
وأشارت إلى أن اليقطين ليس مجرد مكون موسمي، بل عنصرا يجمع بين التراث البحريني والابتكار العصري، ويمكن توظيفه بطرق إبداعية لإثراء المائدة بنكهات دافئة ومتنوعة. ومع تعدد طرق استخدامه في الأطباق المالحة والحلويات والمشروبات، يظل رمزًا لموسم الخريف وأحد المكونات الأساسية التي تضيف لمسة دافئة ومميزة لكل وجبة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك