ترامب: الحرب في غزة انتهت.. والسلام في الشرق الأوسط ليس مستحيلا
السيسي: تنفيذ حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة
شرم الشيخ - (وكالات الأنباء): عقدت مساء أمس الاثنين في مدينة شرم الشيخ المصرية القمة الدولية بشأن السلام في الشرق الأوسط وانهاء الحرب في قطاع غزة، بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومشاركة الوسطاء قطر وتركيا وعدد كبير من قادة دول العالم. وقد شهدت القمة التوقيع على الوثيقة الشاملة بشأن اتفاق غزة. والذي وقع عليه قادة كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا.. ووقع الوثيقة كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، والتركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقبل التوقيع، قال ترامب: «إن قمة شرم الشيخ يوم عظيم للشرق الأوسط.. الوثيقة شاملة للغاية، وهي ستوضح القواعد واللوائح». وأضاف: «في نهاية المطاف توصلنا إلى حل لهذه المسألة التي دامت أكثر من 3 آلاف عام.. كانت هذه ربما من أصعب النزاعات في العالم». وأبرز الرئيس الأمريكي أن «اتفاق غزة هو الأكبر والأهم المتعلق بالشرق الأوسط».
وأوضح: «اخترنا مصر لسبب ألا وهو مساعدتكم الكبيرة، أنتم سيادة الرئيس (السيسي) قائد رائع.. وتقوم بعمل رائع». وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمته بمناسبة توقيع الاتفاق أن الحرب في غزة انتهت، وأن السلام في الشرق الأوسط الذي قال الجميع إنه مستحيل «حققناه معا»، وحدد متطلبات إعادة إعمار القطاع.
وأشار ترامب في كلمة خلال «قمة شرم الشيخ للسلام» إلى أن المساعدات بدأت تتدفق في غزة. وشكر ترامب، السيسي على مشاركة مصر «بوسائل وطرق كثيرة» للتوصل إلى اتفاق غزة، وعلى مرافقة المقاتلات الحربية لطائرته فور دخولها الأجواء المصرية. وأشار إلى أن «إعادة الإعمار في غزة تبدأ الآن».
وأوضح أن الرهائن الإسرائيليين التقوا بعائلاتهم في إسرائيل (اليوم). وقال: «لدينا سلام في الشرق الأوسط». واعتبر أن إعادة بناء غزة قد تكون الأصعب، لكنه تعهد بتعاون الجميع لإعادة الإعمار.
وأعرب عن شكره للدول العربية والإسلامية «التي مكنتنا من تحقيق هذه الانفراجة». وشكر وسطاء الاتفاق: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان. وأعرب عن أمله في توسع الاتفاقات الإبراهيمية، وانتقد إدارة سلفه جو بادين لعدم تحريك هذا الملف. وأوضح أن كثيرين طلبوا منه رئاسة مجلس السلام الذي سيدير غزة، وطلب ممن يريد من القادة الانضمام إلى المجلس بإبلاغ واشنطن. ولفت إلى أن كثيرا من الأموال ستتدفق على القطاع من الدول الكريمة التي أعربت عن رغبتها في المشاركة بإعادة الإعمار. وأكد ضرورة عدم تمويل أي شيء يتعلق بالإرهاب في غزة، موضحا أن إعادة الإعمار «تتطلب أن تكون منزوعة السلاح». وشدد على أنه سيتم العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال: «قيل لي إن الحرب العالمية الثالثة ستندلع من الشرق الأوسط لكن هذا لن يحدث. الحرب العالمية الثالثة لن تندلع بالأساس وليس من الشرق الأوسط».
من جانبه، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أهمية اتفاق وقف الحرب بغزة مشيدا بجهود نظيره الأمريكي دونالد ترامب للتوصل الى هذا الاتفاق. مؤكدا أهمية تنفيذ حل الدولتين، قائلا: «أعيد تأكيد دعمنا وتطلعنا إلى تنفيذ هذه الخطة، بما يخلق الأفق السياسي اللازم، لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد، نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في طي صفحة الصراع والعيش بأمان».
وقال الرئيس السيسي: في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، التي شهدنا فيها معا، التوصل الى اتفاق شرم الشيخ «لإنهاء الحرب في غزة»، وميلاد بارقة الأمل، في أن يغلق هذا الاتفاق، صفحة أليمة في تاريخ البشرية، ويفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط... ويمنح شعوب المنطقة، التي أنهكتها الصراعات، غدا أفضل».
وقال السيسي لترامب: «لقد أثبتم؛ أن القيادة الحقيقية ليست في شن الحروب، وإنما في القدرة على إنهائها... ونحن على ثقة في قيادتكم لتنفيذ الاتفاق الحالي وتنفيذ خطتكم بكافة مراحلها.. فخامة الرئيس.. فلتكن حرب غزة آخر الحروب في الشرق الأوسط».
وأضاف: «لقد أطلقت مصر عهداً جديداً أهدى الأجيال اللاحقة فرصة للحياة، وأثبت أن أمن الشعوب لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط... واليوم تعيد مصر التأكيد، ومعها شقيقاتها العربية والإسلامية، على أن السلام يظل خيارنا الاستراتيجي... وأن التجربة أثبتت على مدار العقود الماضية أن هذا الخيار لا يمكن أن يتأسس إلا على العدالة والمساواة في الحقوق».
وتابع قائلا: إنه «من هذا المنطلق، وإذا كانت شعوب المنطقة، ومازالت، تنعم جميعها بحقها في دولها الوطنية المستقلة، فإن الشعب الفلسطيني ليس استثناءً... فهو أيضاً له حق في أن يقرر مصيره، وأن يتطلع إلى مستقبلٍ لا يخيم عليه شبح الحرب، وحق في أن ينعم بالحرية والعيش في دولته المستقلة... دولة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعترافٍ متبادل... إن السلام لا تصنعه الحكومات وحدها، بل تبنيه الشعوب حين تتيقن أن خصوم الأمس يمكن أن يصبحوا شركاء الغد».
وأكد «أن مصر ستعمل مع الولايات المتحدة وبالتنسيق مع كافة الشركاء، خلال الأيام القادمة على وضع الأسس المشتركة للمضي قدماً في إعادة الإعمار للقطاع من دون إبطاء، مضيفا أن مصر تعتزم في هذا السياق استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية، والذي سيبنى على خطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وذلك في سبيل توفير سبل الحياة للفلسطينيين على أرضهم ومنحهم الأمل».
وقال الرئيس المصري: «أمامنا فرصة تاريخية فريدة، ربما تكون الأخيرة، للوصول إلى شرق أوسط خالٍ من كل ما يهدد استقراره وتقدمه.... شرق أوسط تنعم فيه جميع شعوبه بالسلام والعيش الكريم ضمن حدود آمنة، وحقوق مصانة، شرق أوسط خالٍ من جميع أسلحة الدمار الشامل. هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي تتطلع مصر إلى تجسيده بالتعاون مع شركائها إقليمياً ودولياً».
وأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منح نظيره الأمريكي دونالد ترامب قلادة النيل، وهي أرفع وسام مدني في البلاد وذلك تقديرا لجهود الرئيس ترامب في التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
كان رئيس وزراء باكستان قد ألقى كلمة قصيرة بطلب من ترامب، فأثنى عليه كثيرا وقال: إنه الرجل الذي يحتاج اليه العالم، وأضاف: «الرئيس ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام. رشحناه لنيل الجائزة وسنرشحه ثانية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك