النصيرات – (ا ف ب): دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيّز التنفيذ ظهر أمس في غزة، ما دفع آلاف النازحين للعودة إلى ديارهم في القطاع الذي دمّره عدوان استمر عامين.
وقال مسؤول في الدفاع المدني في غزة لوكالة فرانس برس: إن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من مناطق عدة في القطاع، لا سيما من مدينتي غزة وخان يونس.
وقال مدير إدارة الدعم الإنساني والتعاون الدولي في الدفاع المدني محمد المغير: «آليات الاحتلال انسحبت من عدة مناطق بمدينة غزة». وأضاف: «هناك تراجع لآليات الاحتلال من جنوب ووسط مدينة خان يونس (جنوب) باتجاه شرق المدينة».
وأكد الجيش الإسرائيلي الخميس أن قواته تستعد لإعادة التموضع في غزة.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: «دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة 12:00»، مضيفا أنه «منذ الساعة 12:00 (9:00 ت ج)، بدأت قوات الجيش الإسرائيلي بالتموضع على خطوط انتشارها الجديدة استعدادا لتنفيذ اتفاق الهدنة وعودة الرهائن».
ويأتي وقف إطلاق النار بعد موافقة طرفي النزاع، حركة حماس وإسرائيل، على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، إثر مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ في مصر بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية شاركت فيها ايضا تركيا.
وتنص المرحلة الأولى على وقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، وانسحابات إسرائيلية.
ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية أمس قائمة تضم أسماء 250 أسيرا فلسطينيا يُرتقب الإفراج عنهم في إطار اتفاق التبادل، لا تتضمّن أسماء عدد من القيادات الفلسطينية البارزة التي تُعد رموزا للكفاح الفلسطيني المسلّح ضد إسرائيل والتي طالبت حماس بالإفراج عنها، على غرار مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن سلامة.
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس: إن هناك 20 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في غزة في مقابل 28 آخرين قتلى. وأردف في كلمة مصوّرة إنه من بين 48 رهينة هناك 20 على قيد الحياة و28 قُتلوا، مؤكدا بذلك للمرة الأولى مقتل رهينتين (طالب نيبالي وجندي إسرائيلي) لم تكن السلطات الإسرائيلية قد أعلنت مقتلهما سابقا.
وبالتزامن، بدأ آلاف الفلسطينيين بالتوجّه من جنوب القطاع إلى شماله، في محاولة للعودة من مناطق نزحوا منها، بحسب ما أظهرت لقطات فيديو لوكالة فرانس برس. ورصدت الكاميرات طوابير من الرجال والنساء والأطفال يسيرون على الطريق الساحلية.
وعاد آخرون إلى أنقاض منازلهم في خان يونس جنوبا، وفق مشاهد بثّتها فرانس برس.
وقال أمير أبو عيادة (32 عاما): «نحن اليوم ذاهبون باتجاه بيوتنا لتنظيفها. رغم الدمار ورغم الحصار الموجودين فيه ورغم الألم، ذاهبون إلى مناطقنا مليئين بالجروح ونحمد الله».
وأضاف: «نحن سعداء، عائدون رغم الدمار وإن شاء الله يستمر الهدوء وتنتهي الحرب».
أما أريج أبو سعادة (53 عاما) فقالت: «والله أنا سعيدة بالهدنة والسلام مع أنني أم لشهيدين، ولد وبنت، حزينة عليهما لكن الهدنة أيضا لها فرحتها برجوعنا إلى ديارنا».
وأعلن الجيش الإسرائيلي إعادة تموضع قواته في مناطق من القطاع المحاصر، محذّرا في الوقت نفسه من أن عددا من المناطق ما زال «في غاية الخطورة» بالنسبة الى السكان المدنيين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك