الجائزة تكرس قيم التعاون الإنساني والمعرفـي بين دول العالم
أكد الفائزون بجائزة اليونسكو - الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم أن الجائزة تمثل منصة عالمية رائدة تحتفي بالابتكار والإبداع في توظيف التكنولوجيا لخدمة العملية التعليمية، مشيرين إلى أن استضافة مملكة البحرين هذا الحدث الدولي تعكس ريادتها في دعم التعليم الرقمي وتعزيز حضورها في المشهد التربوي العالمي.
وقالوا إن الجائزة لا تكرم المشاريع فحسب، بل تكرس قيم التعاون الإنساني والمعرفي بين الدول من أجل تعليم أكثر شمولًا وعدلًا، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي بات أداة حيوية لتطوير التعليم وتمكين الأجيال الجديدة من مهارات المستقبل، وأن البحرين نجحت في جعل الجائزة فضاءً يجمع المبدعين والخبراء من مختلف أنحاء العالم لتبادل التجارب والخبرات التعليمية المتقدمة.
وقد أفادت باتريشيا كورييري، مديرة منظمة لا سسيانتوتيك البلجيكية غير الربحية، بأن فوز منظمتها بالجائزة عن مشروع «الذكاء الاصطناعي من أجل التعليم الشامل» يُعد تقديراً لجهود الفريق العامل في تعزيز التعليم الشامل، حيث يهدف هذا المشروع إلى تمكين الطلاب من فهم الذكاء الاصطناعي بعمق وتوظيفه بوعي وإنسانية، كما يسعى إلى مساعدة الشباب على إدراك أبعاد استخدام التقنية والتعامل معها بصورة نقدية ومسؤولة، مؤكدةً أهمية تعليم الأجيال كيفية التحكم في الذكاء الاصطناعي قبل أن يتحكم هو فيهم.
وأضافت كورييري أن الخطوة المستقبلية لمنظمتها تتمثل في توسيع نطاق التعاون الدولي من أجل دراسة التأثيرات المتزايدة للذكاء الاصطناعي على عمليات التعلّم والتعليم، مشيرةً إلى أهمية بناء شراكات جديدة مع مؤسسات تعليمية عالمية لتبادل الخبرات وتطوير أدوات رقمية تدعم المعلمين والطلاب في مختلف البيئات التعليمية.
من جهتها، أكدت الدكتورة هبة صالح مديرة معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات المصرية الفائزة بجائزة اليونسكو أن التطور المتسارع في مجال التكنولوجيا يفرض على المؤسسات التعليمية تبني أساليب حديثة في نقل المعرفة للشباب العربي، مشيرةً إلى أن الطرق التقليدية لم تعد قادرة على مجاراة سرعة التغيير في هذا القطاع الحيوي، وان الجائزة تمثل منصة عالمية لاستعراض أفضل الممارسات التعليمية المبتكرة.
وقالت ان المشروع الفائز «مهارتك» يمثل منصة إلكترونية عربية متخصصة تقدم أحدث المسارات التقنية للشباب، وتوفر محتوى متقدماً في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين، بما يسهم في تمكين المتعلمين من مواكبة تطورات أحدث التكنولوجيا حول العالم، موضحةً أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً من العملية التعليمية الحديثة من خلال تمكين منصات التعلم الإلكتروني من محاكاة دور المعلم في الفصول الدراسية وتقديم الدعم الذكي للطلبة.
وأضافت أن «مهارتك» لا تقتصر على تقديم المحتوى العلمي فحسب، بل ترافق المتعلم طوال رحلته، بدءاً من الدراسة حتى تهيئته للمقابلات المهنية وسوق العمل، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي في المشروع يُستخدم كطريقة تفكير تساعد على اتخاذ القرار وتعزز القدرات العقلية بدلاً من تهميشها.
وأعربت الدكتورة هبة صالح عن سعادتها بزيارتها لمملكة البحرين، مشيدةً بالدفء والاحترافية وحسن التنظيم الذي لمسته خلال مشاركتها في الحفل، وقالت: «لم أشعر بالغربة في البحرين، فالرعاية التي توليها المملكة للجائزة جعلتها منصة عالمية لتجميع الحلول الإبداعية والمبتكرة التي تخدم الإنسانية».
بدورها، أوضحت الدكتورة روزا ماريا فيكاري من الجامعة الفيدرالية لولاية ريو غراندي دو سول (UFRGS) في البرازيل أن الجائزة تحمل أهمية كبيرة على المستوى الدولي، إذ تسلط الضوء على دور التعليم والتكنولوجيا في مختلف أنحاء العالم، وتشكل تقديرًا مهمًا للبرازيل في هذا التوقيت، بما يمنحها الحافز والإلهام لتشجيع دول أخرى على التقدم في هذا المجال.
وبينت فيكاري أن مشروع Piaui Artificial Intelligence الفائز يهدف إلى جعل محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي حقًا للجميع وليس امتيازًا لفئة محددة، من خلال تمكين جميع طلاب ولاية بياوي من التعلم باستخدام الذكاء الاصطناعي وفهمه، وجاء المشروع لمعالجة غياب هذا المجال عن المنهج الوطني في البرازيل وتحديات ضعف الاتصال بالإنترنت والحاجة إلى تدريب المعلمين، وأصبحت بياوي أول ولاية في البرازيل تعتمد الذكاء الاصطناعي مادة إلزامية في التعليم العام، لتكون نموذجًا للتعلم الشامل والمستقبلي.
وأضافت أن الخطوات القادمة تشمل توسيع المبادرة لتشمل رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، وترجمة الدروس إلى اللغتين الإنجليزية والإسبانية، وتحويل برنامج تدريب المعلمين إلى نسخة يسهل الوصول إليها، وتشجيع المؤسسات على تبني الموارد التعليمية المفتوحة وتكييفها محليًا.
من جانبه، قال كريستيان براكمان من البرازيل، أحد أعضاء فريق مشروع PoE الفائز بجائزة اليونسكو - الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم 2025، أن مشروع PoE يهدف إلى تعليم الذكاء الاصطناعي لكل طالب في ولاية PoE بالبرازيل، من خلال تدريب المعلمين وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتطبيق المفاهيم الأخلاقية والمسؤولة للذكاء الاصطناعي داخل الصفوف الدراسية.
وأوضح براكمان أن المشروع يشمل أكثر من 120 ألف طالب وأكثر من 800 معلم، موضحًا انه تم تطوير برنامج تدريبي متكامل للمعلمين.
وعن استضافة البحرين للجائزة أعرب براكمان عن امتنانه الكبير، شاكرًا مملكة البحرين وقيادتها الرشيدة على استضافتهم لهذا الحدث، مؤكدًا انها تعد فرصة رائعة لتعريف الآخرين بكيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي بطرق مبتكرة ومسؤولة، ليس فقط كمستهلكين للتكنولوجيا، بل كمشاركين فاعلين فيها، وأضاف: البحرين بلد جميل، ونحن سعداء جدًا بوجودنا هنا.
من جانبه، أعرب بن غارسيد، مدير أول للتعلم في مجال محو الأُمية الرقمية بالذكاء الاصطناعي في مؤسسة راسبيري باي فاونديشن «المملكة المتحدة»، عن فخره بحصول المؤسسة على الجائزة، مؤكداً أن هذا التكريم يعكس الجهود المبذولة في تعزيز التعليم الرقمي حول العالم، لافتاً إلى أن الجائزة تشكل حافزاً لمواصلة العمل على إيصال مهارات محو الأُمّية الرقمية إلى المناطق الأقل تمثيلاً، وتمكين الشباب من فرص تعلم جديدة.
وأشار بن إلى أن المشروع الفائز «Experience AI» يوفر موارد تعليمية وتدريباً مجانياً للمعلمين لتدريس مفاهيم الذكاء الاصطناعي بثقة، وقد توسّع بفضل التعاون مع Google DeepMind وgoogle.org ليصل إلى معلمين وشباب في دول متعددة، حيث تعمل المؤسسة حالياً مع 23 شريكاً دولياً وتسعى إلى توسيع نطاق التعاون عالمياً، مع التركيز على تبادل الخبرات وتعزيز الابتكار في أساليب التعليم.
واختتم غارسيد بتأكيد أن التعاون مع منظمة اليونسكو يمثل محطة مهمة تعزز دور المؤسسة في نشر التعليم الرقمي وتمكين المجتمعات من الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال ومستدام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك