العدد : ١٧٣٦٤ - الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٤ - الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

الجنائية الدولية تدين قائد مليشيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور

الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

لاهاي‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أدانت‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬قائدا‭ ‬في‭ ‬مليشيا‭ ‬الجنجويد‭ ‬السودانية‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الاهلية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬قبل‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭. ‬وأدين‭ ‬علي‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المعروف‭ ‬باسم‭ ‬علي‭ ‬كوشيب‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬عدة‭ ‬بينها‭ ‬الاغتصاب‭ ‬والقتل‭ ‬والتعذيب،‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2003‭ ‬و2004‭. ‬وقالت‭ ‬رئيسة‭ ‬المحكمة‭ ‬القاضية‭ ‬جوانا‭ ‬كورنر‭: ‬إن‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬مقتنعة‭ ‬تماما‭ ‬بأن‭ ‬المتهم‭ ‬مذنب‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬المعقول‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬المنسوبة‭ ‬إليه‮»‬‭.  ‬وسيصدر‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬موعد‭ ‬لاحق‭ ‬بحسب‭ ‬رئيسة‭ ‬المحكمة‭. ‬وستُعقد‭ ‬الجلسات‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬17‭-‬21‭ ‬نوفمبر‭ ‬وسيصدر‭ ‬القرار‭ ‬‮«‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‮»‬‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭. ‬

وحضر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الجلسة‭ ‬مرتديا‭ ‬بدلة‭ ‬زرقاء‭ ‬وربطة‭ ‬عنق‭ ‬قرمزية‭ ‬وكان‭ ‬يتابع‭ ‬الإجراءات‭ ‬بدون‭ ‬أي‭ ‬انفعال،‭ ‬ويدون‭ ‬ملاحظات‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬الى‭ ‬آخر‭.  ‬وروت‭ ‬كورنر‭ ‬تفاصيل‭ ‬مروعة‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬اغتصاب‭ ‬جماعية‭ ‬وانتهاكات‭ ‬وقتل‭ ‬جماعي‭. ‬وقالت‭: ‬إنه‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المرات،‭ ‬حمّل‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬حوالي‭ ‬50‭ ‬مدنيا‭ ‬في‭ ‬شاحنات‭ ‬وضرب‭ ‬بعضهم‭ ‬بالفؤوس‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يجبرهم‭ ‬على‭ ‬الاستلقاء‭ ‬أرضا‭ ‬ويأمر‭ ‬قواته‭ ‬بإطلاق‭ ‬النار‭ ‬عليهم‭ ‬وقتلهم‭. ‬وأضافت‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬المتهم‭ ‬يُصدر‭ ‬الأوامر‭ ‬فحسب‭... ‬بل‭ ‬شارك‭ ‬شخصيا‭ ‬في‭ ‬الضرب‭ ‬وكان‭ ‬حاضرا‭ ‬لاحقا‭ ‬وأصدر‭ ‬أوامر‭ ‬بإعدام‭ ‬المعتقلين‮»‬‭. ‬

وقال‭ ‬المدعون‭ ‬العامون‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭: ‬إن‭ ‬المتهم‭ ‬قيادي‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مليشيا‭ ‬الجنجويد‭ ‬العربية‭ ‬وقد‭ ‬شارك‭ ‬‮«‬بحماسة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭. ‬لكن‭ ‬كورنر‭ ‬قالت‭: ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬‮«‬مقنعة‭ ‬بأن‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬المعروف‭... ‬باسم‭ ‬علي‭ ‬كوشيب‮»‬،‭ ‬ولم‭ ‬تأخذ‭ ‬بشهادة‭ ‬شهود‭ ‬الدفاع‭ ‬الذين‭ ‬أنكروا‭ ‬ذلك‭. ‬وينفي‭ ‬المتهم‭ ‬المولود‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1949،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ارتكب‭ ‬ما‭ ‬يتهم‭ ‬به‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬الرجل‭ ‬الملاحق‭. ‬

وفر‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭ ‬عند‭ ‬تأليف‭ ‬حكومة‭ ‬سودانية‭ ‬جديدة‭ ‬أكدت‭ ‬نيتها‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭. ‬وسلم‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬نفسه‭ ‬طوعا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬مؤكدا‭ ‬انه‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬‮«‬يائسا‮»‬‭ ‬ويخشى‭ ‬أن‭ ‬تقتله‭ ‬الحكومة‭ ‬السودانية‭. ‬وقال‭ ‬المتهم‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭ ‬منذ‭ ‬شهرين‭ (...) ‬خشية‭ ‬أن‭ ‬توقفني‮»‬‭ ‬الحكومة‭ ‬السودانية‭. ‬وتابع‭: ‬‮«‬لو‭ ‬لم‭ ‬أقل‭ ‬ذلك‭ ‬لما‭ ‬استقبلتني‭ ‬المحكمة‭ ‬ولكنت‭ ‬في‭ ‬عداد‭ ‬الموتى‮»‬‭. ‬

واعتبرته‭ ‬المحكمة‭ ‬قائدا‭ ‬في‭ ‬مليشيا‭ ‬الجنجويد‭ ‬وحليف‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬المخلوع‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬أطلق‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬مليشيات‭ ‬الجنجويد‭ ‬العربية‭ ‬لسحق‭ ‬تمرّد‭ ‬لمجموعات‭ ‬غير‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬دارفور،‭ ‬حيث‭ ‬ارتكبت‭ ‬فظائع‭ ‬خلّفت‭ ‬حوالي‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬قتيل‭ ‬وحوالي‭ ‬2,5‭ ‬مليون‭ ‬نازح‭ ‬ولاجئ،‭ ‬وفقا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وانتهى‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬وقال‭ ‬المدعون‭ ‬العامون‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭: ‬‮«‬الواقع‭ ‬المرير‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬المتمردين‭ ‬بل‭ ‬المدنيين‭. ‬لقد‭ ‬استهدفوا‭ ‬وعانوا‭ ‬وقتلوا‭. ‬وقد‭ ‬تعرضوا‭ ‬لصدمات‭ ‬جسدية‭ ‬ونفسية‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬كثيرة‮»‬‭. ‬

وقال‭ ‬كريم‭ ‬خان‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬تنحى‭ ‬وسط‭ ‬اتهامات‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬جنسي‭: ‬إن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬‮«‬تسبب‭ ‬بآلام‭ ‬ومعاناة‭ ‬شديدة‭ ‬للنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬والرجال‭ ‬في‭ ‬القرى‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها‮»‬‭. ‬وأطاحت‭ ‬تظاهرات‭ ‬استمرت‭ ‬لأشهر،‭ ‬حكم‭ ‬البشير‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬السودان‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭. ‬وهو‭ ‬ملاحق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬مجازر‭ ‬إبادة‭ ‬وجرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا