بيروت – (أ ف ب): أسفرت غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان أمس الاثنين عن مقتل امرأة وزوجها الذي كان فقد بصره جراء تفجير الدولة العبرية أجهزة اتصال عائدة لعناصر في حزب الله العام الماضي، بحسب مصادر لبنانية رسمية، بينما قال الجيش الإسرائيلي: إن القتيل كان عنصرا «مركزيا» في إحدى وحدات الحزب. ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ أشهر، تواصل إسرائيل شنّ غارات تقول إنها تستهدف عناصر من الحزب وبنى عسكرية تابعة له، خصوصا في جنوب البلاد. وأفادت وزارة الصحة عن «غارة بمسيّرة للعدو الإسرائيلي استهدفت سيارة على طريق زبدين في قضاء النبطية، أدت إلى سقوط شهيدين وإصابة مواطن بجروح».
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام أن القتيلين هما حسن عطوي وزوجته زينب رسلان التي كانت تقود السيارة. وقالت: إن عطوي كان «مصاب بايجر وفاقد النظر»، في إشارة الى تفجير إسرائيل أجهزة اتصال كانت في حوزة عناصر من الحزب في سبتمبر 2024، والذي أسفر عن إصابة الآلاف بجروح واعاقات منها فقدان البصر وبتر الأصابع. وأكد الجيش الإسرائيلي قتل عطوي. وقال في بيان: إنه كان «عنصرا إرهابيا مركزيا في وحدة الدفاع الجوي» للحزب، واتهمه بالإشراف على «عمليات إعادة اعمار وجهود تسلح» الوحدة، والضلوع في «العلاقة والاستيراد من قادة الوحدة في إيران» الداعمة للحزب.
وأتى تفجير أجهزة الاتصال في خضم نزاع بين حزب الله والدولة العبرية بدأ عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في أكتوبر 2023، وتحول في سبتمبر 2024 الى مواجهة مفتوحة تكبّد خلالها الحزب خسائر باهظة على صعيد البنية العسكرية والقيادية. وأوضحت الوكالة أنه سبق للزوجين أن «فقدا ولديهما» خلال تلك المواجهة. على صعيد آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ غارات على منطقة البقاع في شرق لبنان، طالت «أهدافا إرهابية» عائدة للحزب، بينها معسكرات تدريب.
ويسري منذ 27 نوفمبر اتفاق لوقف إطلاق النار تمّ التوصل إليه برعاية أمريكية وفرنسية، ينصّ على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية. وإضافة الى الغارات، أبقت إسرائيل على قواتها في خمس تلال في جنوب لبنان، بعكس ما نصّ عليه الاتفاق. وتطالب بيروت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها.
وقالت الأمم المتحدة مطلع الشهر الحالي: إنها تأكدت من مقتل 103 مدنيين في لبنان منذ وقف إطلاق النار. وعلى وقع ضغوط أمريكية، قررت الحكومة اللبنانية في أغسطس تجريد حزب الله من سلاحه. ووضع الجيش خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، في خطوة سارع الحزب المدعوم من طهران الى رفضها واصفا القرار بأنه «خطيئة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك