اختتم مجلس التنمية الاقتصادية زيارة استراتيجية إلى الولايات المتحدة الأمريكية استمرت خمسة أيام حتى بداية هذا الأسبوع، برئاسة سعادة السيدة نور بنت علي الخليف، وزيرة التنمية المستدامة الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، ومشاركة عدد من مسؤولي المجلس المعني بالترويج للاستثمار بالمملكة. وهدفت الزيارة إلى إبراز المزايا التنافسية لمملكة البحرين وسهولة ممارسة الأعمال فيها أمام الشركات الأمريكية الرائدة، مع التركيز بشكل خاص على ثلاث قطاعات رئيسية وهي: الخدمات المالية، والصناعات التحويلية، وتقنية المعلومات والاتصالات.
وشملت الزيارة مدينتي لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، حيث عقد مجلس التنمية الاقتصادية سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، إضافة إلى تنظيم لقاءات للتواصل مع مستثمرين محتملين وقادة أعمال.
وقد تم خلال هذه الفعاليات تسليط الضوء على المزايا التنافسية التي تتمتع بها البحرين، والنظام الداعم للأعمال فيها، إلى جانب الكفاءات الوطنية المؤهلة، أمام الشركات الراغبة في الاستفادة من فرص النمو الإقليمي في منطقة الخليج.
وفي إطار جهود المجلس للتسويق والتواصل الاستراتيجي على المستوى الدولي، شملت الزيارة اجتماعات استكشافية مع عدد من كبريات المؤسسات الإعلامية الأمريكية، كما تم تأمين مقابلة مع وكالة بلومبرغ.
وخلال المقابلة، أكدت سعادة السيدة نور بنت علي الخليف متانة وعمق العلاقات التاريخية بين البحرين والولايات المتحدة، مشيرة إلى الدور المستمر لمملكة البحرين في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للأعمال، وإلى التزامها الدائم بتعزيز مجالات التكنولوجيا والابتكار.
ونظم مجلس التنمية الاقتصادية فعالية للتواصل وعشاء عمل في سان فرانسيسكو بالتعاون مع مؤسسة (MIT Technology Review) التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. استهلت الفعالية بكلمة افتتاحية من سعادة السيدة نور بنت علي الخليف، وحضرتها السيدة إليزابيث برامسون، الرئيس التنفيذي والناشر للمجلة، إلى جانب عدد من الرؤساء التنفيذيين من كبرى شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في منطقة خليج سان فرانسيسكو.
وأدار النقاشات السيد برايان برايسون، مدير المحتوى والفعاليات في المجلة، حيث تناولت الحوارات دور الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة الابتكار والإنتاجية والتنافسية عبر الأسواق العالمية، مع تسليط الضوء على أبرز الإنجازات التي حققتها مملكة البحرين في المجال التقني، ونجاحها في تعزيز اقتصاد قائم على المعرفة والرقمنة.
وتتمتع مملكة البحرين والولايات المتحدة بشراكة استراتيجية وتجارية تمتد لأكثر من مئة عام، وقد تعززت هذه العلاقة بموجب اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل (C-SIPA) التي عززت التعاون الثنائي في مجالات التكنولوجيا الناشئة والتجارة والاستثمار. وتخصص المنطقة التجارية الأمريكية الواقعة بالقرب من مطار البحرين الدولي وجسر الملك فهد – للشركات الأمريكية العاملة في المملكة، لتعظيم الفائدة من اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة الموقعة منذ عام 2006، والتي صممت لتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي بين البلدين.
ويعكس حجم الاستثمار قوة العلاقة الاقتصادية بين البلدين، حيث ارتفع حجم الاستثمارات الأمريكية المباشرة في البحرين من 387.4 مليون دولار أمريكي في عام 2020 إلى 537 مليون دولار في عام 2024. كما احتلت الولايات المتحدة المرتبة العاشرة ضمن أكبر المستثمرين في البحرين خلال عام 2024، باستثمارات بلغت 37.8 مليون دولار، تركزت بشكل رئيسي في قطاعات تقنية المعلومات والاتصالات، والخدمات المالية، والصناعات التحويلية. وتشمل قائمة الشركات الأمريكية البارزة التي تعمل في البحرين: أمازون ويب سيرفيسز، وأمريكان إكسبريس، وسيتي بنك، وسيسكو، وكيمبرلي-كلارك، وموندليز، وهو ما يعكس البيئة الداعمة للأعمال في المملكة.
وتعكس هذه الزيارة الاستراتيجية التزام البحرين المستمر بجذب الاستثمارات الأجنبية النوعية وتعزيز أواصر التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة. ويواصل مجلس التنمية الاقتصادية، بدعم من فريق البحرين، ترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي للخدمات المالية والصناعات التحويلية والابتكار الرقمي، مدعومًا بتكاليف تشغيلية تنافسية واتصال متطور بالأسواق الإقليمية والعالمية.