الطموح ضخ أكبر عدد من لاعبي الأهلي للمنتخب الأول
تطوير مدربي الفئات ركيزة لنهضة «السلة البحرينية»
رحيل الحايكي لحظة حزينة زادت من تلاحمنا
الاستقرار الفني.. مفتاح نجاح الجيل الذهبي
في حوار خاص مع «أخبار الخليج الرياضي»، تحدّث الكابتن علي حماد، مساعد مدرب منتخبنا الوطني للناشئين لكرة السلة، عن المشاركة التاريخية للمنتخب في بطولة آسيا، مستعرضًا أبرز المحطات التي عاشها الفريق وما رافقها من دروس وتجارب ثمينة عززت خبرته وزادت من طموحه المستقبلي.
وأشاد حماد بالمستوى المشرف الذي قدّمه المنتخب أمام أقوى المنتخبات الآسيوية، معتبرًا أن مواجهة الصين كانت نقطة مفصلية كادت أن تفتح الطريق نحو مونديال الناشئين، كما تطرق إلى الدروس المستفادة من لقاء أستراليا بطل القارة، ودور الخطة المتكاملة التي أعدها الجهاز الفني بقيادة الكابتن راسم المرزوقي وصولًا إلى البطولات الخليجية والعربية والآسيوية.
نترككم مع الحوار الشيّق الذي أجراه الملحق الرياضي مع الكابتن علي حماد وتقرؤونه في السطور التالية:
مشاركة مشرفة
أعرب الكابتن علي حماد، عن رضاه الكبير بمستوى المنتخب في بطولة آسيا، واصفًا المشاركة بأنها مميزة، حيث قدّم اللاعبون أداءً عاليًا ووقفوا ندًّا قويًا أمام جميع المنتخبات، وأشار إلى أن مباراة الصين تحديدًا كانت لحظة فارقة، إذ كادت أن تفتح للجيل الواعد باب التأهل التاريخي إلى نهائيات كأس العالم، غير أن خبرة وقوة المنتخب الصيني حسمت المواجهة في الدقائق الأخيرة، ليتجه منتخبنا إلى مباراة تحديد المراكز.
دروس آسيوية
وأوضح أن أبرز الدروس المستفادة من المشاركة في البطولة الآسيوية جاءت من خلال مواجهة المنتخب الأسترالي، الذي توّج باللقب من دون أي هزيمة، مبينًا أن احتكاك لاعبينا بلاعبين يملكون مستوى فنيًا وبدنيًا عاليًا منح المنتخب دفعة قوية لزيادة ثقته بنفسه، وأضاف أن هذه التجربة مكنت الفريق من مجاراة منتخبات عريقة مثل لبنان، الهند، الفلبين، وحتى الصين في المباراة المصيرية، وهو ما يعكس التطور الكبير الذي بلغه هذا الجيل الواعد.
خطة متكاملة
وأشاد بدور الكابتن راسم المرزوقي الذي وضع خطة متكاملة منذ بداية الإعداد بالتعاون مع الجهازين الفني والإداري والمعد البدني الكابتن علي التاجر، حيث انطلقت التحضيرات من البحرين مرورًا بالمعسكر الخارجي في البوسنة وصولًا إلى بطولتَي الخليج والعربية، وأوضح أن هذه المراحل أسهمت في تجهيز المنتخب بالصورة المثالية، إذ حقق الفريق بطولتَي الخليج والعربية من دون أي هزيمة، ليصل إلى البطولة الآسيوية وهو في كامل الجاهزية بقائمة من 12 لاعبًا جميعهم على مستوى فني متقارب ويملكون القدرة على تمثيل البحرين بأفضل صورة.
دعم مستمر
أوضح الكابتن علي حماد أن بداية مشوار المنتخب لم تكن سهلة، حيث واجه اللاعبون صعوبة نسبية في استيعاب متطلبات وأسلوب الجهاز الفني، لكن تكاتف الجميع ورغبتهم في تقديم أفضل ما لديهم للبحرين سهّل الأمور تدريجيًا، وأكد أن الدعم الكبير من الاتحاد البحريني لكرة السلة، والمتابعة المباشرة من سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وفّرت الأرضية المناسبة لهذا الجيل الواعد، ومنحت الجهاز الفني واللاعبين شعورًا بالاستقرار الكامل، وهذا الاستقرار انعكس على الأداء في البطولة الآسيوية، حيث قدّم المنتخب مستويات فنية لافتة جعلته محط أنظار الجميع في القارة.
أصعب اللحظات
واستذكر الكابتن علي حماد واحدة من أقسى المواقف التي مر بها المنتخب خلال البطولة الآسيوية، حين تلقّى اللاعبون والجهازان الفني والإداري خبر رحيل لاعب المنتخب والنادي الأهلي حسين الحايكي قبل انطلاق المنافسات بوقت قصير جدًا أثناء التواجد في منغوليا، وأوضح أن هذا الخبر شكّل صدمة كبيرة أثّرت نفسيًا على جميع أفراد البعثة، حيث كان الفقيد جزءًا لا يتجزأ من المنظومة، لكن رغم الحزن الشديد استطاع الجميع بالكاد تجاوز المحنة ومواصلة المشوار بشجاعة وإصرار، تقديرًا لروح زميلهم الراحل ولأجل رفعة اسم المملكة.
الاستقرار مطلب
وأكد أن هذا الجيل من ناشئي كرة السلة البحرينية يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والرعاية، مشددًا على أن تحقيق النجاحات المستقبلية يتطلب الاستقرار في الجهازين الفني والإداري، إلى جانب تكثيف المعسكرات الداخلية والخارجية، وأوضح أن المنتخب حقق استفادة قصوى من معسكر البوسنة، الذي مهّد الطريق الى الظهور المشرّف في البطولات الخليجية والعربية والآسيوية، معتبرًا أن المشاركة في المزيد من الاستحقاقات الخارجية ستسهم في صقل هذا الجيل الواعد بقوة، ليكون الرافد الأساسي للمنتخب الوطني الأول لكرة السلة في المستقبل القريب.
دروس شخصية
وأوضح أن مشاركته في هذه الرحلة كانت مليئة بالدروس القيّمة على المستوى الشخصي كمدرب، حيث تعلّم أن العمل بإخلاص والصبر يؤديان دائمًا إلى نتائج مثمرة، وأشار إلى أن كل بطولة خاضها المنتخب كان لها طعم خاص، وأسهمت في تصحيح العديد من الخطط المستقبلية، وهو ما انعكس إيجابًا على ظهور المنتخب ضمن كبار القارة في المركز الثامن، مع التأكيد أن الفريق كان قادرًا على تحقيق مركز أكثر تقدمًا بشهادة الجميع، كما عبّر عن متعته الكبيرة بالعمل مع الطاقم الفني بقيادة الكابتن راسم المرزوقي، الذي سار بخطة واضحة وثابتة جعلت العمل ممتعًا وسهلًا في الوقت نفسه.
طموحات مهنية
وأعرب عن تطلعاته المهنية مؤكدًا أن طموحه الأكبر يتمثل في رؤية أكبر عدد ممكن من لاعبي النادي الأهلي ممثلين للمنتخب الأول في المستقبل القريب، وينصبّ تركيز الأجهزة الفنية في الأهلي على صقل المواهب وتهيئة قاعدة قوية عبر تطوير المهارات الفردية والجانب الفني، سواء في التكتيك أو التحركات داخل أرضية الملعب، وبيّن أن النتائج والبطولات يمكن تحقيقها مع مرور الوقت، لكن الأهم هو الاستثمار في التطوير الشخصي والفني لهذه الأجيال الناشئة، التي سيكون لها شأن كبير في مستقبل كرة السلة البحرينية.
تطوير المدربين
وأكد أن الاهتمام بمدربي الفئات العمرية يُعد أمرًا أساسيًا، باعتبارهم الأساس الأول في تكوين اللاعب منذ صغره، وتوفير الأرضية المناسبة لمدربي فرق الرجال، وأوضح أن البحرين تزخر بالعديد من المدربين الشباب الموهوبين، الذين يمتلكون شغفًا كبيرًا في تطوير اللاعبين وصقل مواهبهم، وشدّد على أن الاستثمار في تأهيل وتطوير هؤلاء المدربين في مختلف الفئات العمرية أمر محوري لتقدم كرة السلة البحرينية، بحيث يصل اللاعب إلى مرحلة النضج الفني والبدني عندما ينضم إلى الفريق الأول.
شكر وامتنان
اختتم الكابتن علي حماد حديثه بتوجيه شكر خاص إلى والدته التي وصفها بالداعم الأول في جميع خطواته، وخصوصًا في المرحلة الأخيرة بعد التحاقه بالمنتخب وخوض ثلاث بطولات متتالية، حيث كانت دعواتها ومتابعتها حاضرة في كل يوم وكل مباراة وحصة تدريبية، مؤكدًا أن كلمات الشكر لا تفي حقها أبدًا، كما عبّر عن امتنانه الكبير لرئيس البعثة في الخليجية والآسيوية محمد عبدالصمد، ورئيس الوفد في البطولة العربية عابد الأنصاري، على دعمهما المتواصل ومساندتهما للجهاز الفني واللاعبين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك