العدد : ١٧٣٦٢ - الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٢ - الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

رصف الطرق وغياب الإنارة أبرز النواقص:
مناطق تعاني بسبب البنية التحتية!

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

مستثمرون: صعوبة تأجير المحلات والشقق.. انخفاض العوائد.. مخاطر أمنية.. مشاكل بيئية وصحية

دفعنا رسوم البنية التحتية منذ سنوات.. ومن حقنا أن ننتفع بما دفعنا لأجله

مستثمر: من يرغب في ارتياد شارع غير مرصوف أو الاستئجار بمنطقة غير مضاءة؟

حالات وصلت إلى النزاع القانوني والمحاكم بسبب البنية التحتية


في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬نجاح‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬صغيرة‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬كبيرة،‭ ‬على‭ ‬مقومات‭ ‬وركائز‭ ‬عدة،‭ ‬فإن‭ ‬توافر‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتكاملة‭ ‬يعتبر‭ ‬أحد‭ ‬ابرز‭ ‬عوامل‭ ‬نجاح‭ ‬المشاريع‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدرتها‭ ‬على النمو‭ ‬وتسهيل‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬وجذب‭ ‬المستثمرين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬تبعا‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬مع‭ ‬تقليل‭ ‬التأثير‭ ‬البيئي‭.‬‮ ‬وبالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬ناجح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬من‭ ‬بيئة‭ ‬داعمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاستقرار‭ ‬وتحسين‭ ‬الإنتاجية‭. ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يخلق‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬بين‭ ‬عناصر‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة‭.‬

البحرين‭ ‬تتميز‭ ‬منذ‭ ‬عقد‭ ‬ببنية‭ ‬تحتية‭ ‬قوية‭ ‬وراسخة‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬عاملا‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭. ‬فالجهود‭ ‬الجبارة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭ ‬كوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬وغيرها،‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تعزيز‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة،‭ ‬مشهودة‭ ‬ويشار‭ ‬اليها‭ ‬بالبنان‭.‬

ولكن‭ ‬ربما‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تفتقر‭ ‬الى‭ ‬بعض‭ ‬مقومات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬مثل‭ ‬الطرق‭ ‬المرصوفة‭ ‬وإنارة‭ ‬الشوارع،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬المياه‭ ‬أحيانا،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يخلق‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬إشكاليات‭ ‬تعيق‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬ان‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬خسارتها‭ ‬ونفور‭ ‬المستثمرين‭ ‬منها‭. ‬

العديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬أبدوا‭ ‬ملاحظاتهم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اكتمال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬كتأخر‭ ‬رصف‭ ‬الشوارع‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬تصنف‭ ‬على‭ ‬انها‭ ‬تجارية‭ ‬او‭ ‬سكنية،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التأخير‭ ‬سبب‭ ‬لهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬المادية‭ ‬في‭ ‬الكسب،‭ ‬مثل‭ ‬عدم‭ ‬تأجير‭ ‬المحلات‭ ‬وانخفاض‭ ‬الإيجارات‭ ‬وبالتالي‭ ‬العوائد،‭ ‬وعزوف‭ ‬العملاء‭ ‬والزبائن‭ ‬عن‭ ‬محلاتهم‭ ‬بسبب‭ ‬صعوبة‭ ‬الوصول‭ ‬اليها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المشاكل‭ ‬البيئية‭ ‬والتلوث‭ ‬والمشاكل‭ ‬الأمنية‭ ‬بسبب‭ ‬الظلام‭ ‬الدامس‭ ‬ليلا‭.. ‬وغيرها‭. ‬

رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬والمستثمر‭ ‬في‭ ‬العقارات‭ ‬جاسم‭ ‬الموسوي،‭ ‬كتب‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬مقالا‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬لفت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬التزم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬البيوت‭ ‬والمباني،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬في‭ ‬المخططات‭ ‬القديمة،‭ ‬بدفع‭ ‬رسوم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إليهم‭ ‬الخدمات‭ ‬الموعودة‭. ‬إلا‭ ‬هذه‭ ‬الرسوم‭ ‬لم‭ ‬تُترجم‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬طرق‭ ‬معبّدة‭ ‬أو‭ ‬شبكات‭ ‬صرف‭ ‬صحي‭ ‬متكاملة‭ ‬أو‭ ‬إنارة‭ ‬فاعلة‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المخططات‭ ‬الحديثة‭ ‬لا‭ ‬تُمنح‭ ‬تراخيص‭ ‬البيع‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬إلزام‭ ‬المطوّرين‭ ‬بإنشاء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الكاملة‭ ‬مسبقاً‭.‬

ويضيف‭ ‬الموسوي‭ ‬في‭ ‬مقاله‭: ‬القضية‭ ‬هنا‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مطلب‭ ‬خدمي‭ ‬عابر،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬ثقة‭ ‬وعدالة‭. ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬يُترك‭ ‬المواطنون،‭ ‬الذين‭ ‬أوفوا‭ ‬بالتزاماتهم‭ ‬المالية‭ ‬تجاه‭ ‬دفع‭ ‬رسوم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬ينتظرون‭ ‬لسنوات‭ ‬وربما‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬أثراً‭ ‬لاستثماراتهم‭. ‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬دفعنا‭ ‬إلى‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الموسوي‭ ‬وسؤاله‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬المشكلة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شرحه‭ ‬بقوله‭: ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تنقصها‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مناطق‭ ‬سكنية‭ ‬او‭ ‬تجارية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المخططات‭ ‬الجديدة‭. ‬ففي‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬قانون‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬رسوما‭ ‬تبلغ‭ ‬12‭ ‬دينارا‭ ‬لكل‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬لإنشاء‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الطرق‭ ‬والانارة‭ ‬وتمديدات‭ ‬الكهرباء‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭.‬

المشكلة‭ ‬ان‭ ‬الكثيرين‭ ‬دفعوا‭ ‬المبالغ‭ ‬بالفعل‭ ‬ولم‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الخدمات‭. ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬قد‭ ‬ألغي‭. ‬وهنا‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭: ‬ماذا‭ ‬عمن‭ ‬دفع‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬الكبيرة‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬ولم‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الخدمات‭ ‬لسنوات؟‭ ‬ومثال‭ ‬ذلك‭ ‬مجمع‭ ‬711‭ ‬في‭ ‬توبلي‭. ‬وبحسب‭ ‬النظام‭ ‬إذا‭ ‬دفعت‭ ‬الى‭ ‬خدمة‭ ‬معينة‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬الخدمة‭ ‬ان‭ ‬توفرها‭ ‬لأنها‭ ‬رسوم‭ ‬وليست‭ ‬ضرائب،‭ ‬وقد‭ ‬أرسلنا‭ ‬خطابات‭ ‬وعرائض‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تجاوب‭. ‬نعم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬ولكن‭ ‬بقيت‭ ‬المناطق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انارة‭ ‬أو‭ ‬رصف‭ ‬للطرق‭. ‬وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬بالبحرين‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الضرر،‭ ‬فمن‭ ‬جانب‭ ‬نواجه‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تأجير‭ ‬المحلات‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬ملاءمة‭ ‬المنطقة،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬حصلنا‭ ‬على‭ ‬مستأجرين‭ ‬يكون‭ ‬العائد‭ ‬اقل‭ ‬من‭ ‬القيمة‭ ‬المعتادة‭. ‬أضف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬مشاكل‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬نظرا‭ ‬الى‭ ‬الظلام‭ ‬الدامس‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬ضعف‭ ‬الاقبال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستأجرين‭ ‬سواء‭ ‬للشقق‭ ‬او‭ ‬المحلات‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أعانيه‭ ‬شخصيا‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬منها‭ ‬توبلي،‭ ‬والهملة‭ ‬مثل‭ ‬مجمع‭ ‬1010،‭ ‬فلأكثر‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬ننتظر‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬سكنية،‭ ‬ولكنها‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طرق‭ ‬مرصوفة‭ ‬أو‭ ‬إنارة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اثر‭ ‬على‭ ‬الأسعار‭. ‬

المشكلة‭ ‬‭ ‬يتواصل‭ ‬الحديث‭ ‬لرجل‭ ‬الاعمال‭ ‬جاسم‭ ‬الموسوي‭ ‬‭ ‬اننا‭ ‬طالبنا‭ ‬باسترجاع‭ ‬ما‭ ‬دفعناه‭ ‬من‭ ‬مبالغ‭ ‬لبنية‭ ‬تحتية‭ ‬لم‭ ‬تنفذ،‭ ‬وكان‭ ‬الرد‭ ‬برفض‭ ‬الطلب‭ ‬لانه‭ ‬تم‭ ‬فعلا‭ ‬البدء‭ ‬بجزء‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬الزمنا‭ ‬بدفع‭ ‬الرسوم‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬محددة،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭ ‬ملزم‭ ‬لتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬دفعنا‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬بدليل‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬توبلي‭ ‬مثلا‭ ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬بالصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬ثم‭ ‬توقف‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عامين‭. ‬وأيا‭ ‬كانت‭ ‬الأسباب،‭ ‬يبقى‭ ‬من‭ ‬حقنا‭ ‬أن‭ ‬ننتفع‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬أجبرنا‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬لها‭. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬العدالة‭ ‬تقتضي‭ ‬حصر‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬رسوم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ولم‭ ‬تتلقَ‭ ‬الخدمة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ثم‭ ‬اتخاذ‭ ‬أحد‭ ‬خيارين‭: ‬إما‭ ‬التعجيل‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخدمات،‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬المبالغ‭ ‬المدفوعة‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها‭.‬

وتابع‭: ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬المتعلق‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬يطبق‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الأراضي‭ ‬البيضاء،‭ ‬حيث‭ ‬يُلزم‭ ‬المالك‭ ‬بتوفير‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬على‭ ‬نفقته‭ ‬الخاصة‭ ‬قبل‭ ‬التقسيم‭ ‬أو‭ ‬التعمير،‭ ‬ويسمح‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬امتلاك‭ ‬الامكانية‭ ‬الكافية‭ ‬ان‭ ‬يبيع‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬بتوفير‭ ‬التمويل‭ ‬اللازم‭. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬أكثر‭ ‬إنصافا‭ ‬من‭ ‬إلزام‭ ‬جميع‭ ‬أصحاب‭ ‬العقارات‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬البنى‭ ‬التحتية،‭ ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬تأخر‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الخدمات‭.‬

عزوف

رجل‭ ‬الاعمال‭ ‬جميل‭ ‬الغناة‭ ‬يشاركنا‭ ‬برأيه‭ ‬في‭ ‬الموضوع،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهودا‭ ‬كبيرة‭ ‬تبذل‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬المعنية‭ ‬لاستكمال‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬بالمملكة،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬مازالت‭ ‬تفتقر‭ ‬الى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وعلى‭ ‬جاذبية‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭. ‬فالمشتري‭ ‬والمستثمر‭ ‬والمستأجر‭ ‬اول‭ ‬ما‭ ‬يركز‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬توافر‭ ‬الخدمات‭. ‬وشخصيا‭ ‬اعرف‭ ‬حالات‭ ‬وصلت‭ ‬الى‭ ‬النزاع‭ ‬القانوني‭ ‬والمحاكم‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خدمات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالبنى‭ ‬التحتية،‭ ‬مثل‭ ‬رصف‭ ‬الطرقات‭ ‬كما‭ ‬وعد‭ ‬المالك،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مياه‭ ‬حتى‭ ‬الان،‭ ‬ومازالوا‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬الخزانات،‭ ‬حيث‭ ‬ابلغ‭ ‬أصحاب‭ ‬العقارات‭ ‬ان‭ ‬توصيل‭ ‬انابيب‭ ‬مياه‭ ‬خاصة‭ ‬لهم‭ ‬يكلفهم‭ ‬48‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭!. ‬والبعض‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬صناعية‭ ‬اضطر‭ ‬الى‭ ‬شراء‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬لمياه‭ ‬البحر‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الاستخدام‭ ‬في‭ ‬عقاراتهم‭.‬

والمشكلة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬البينة‭ ‬التحتية‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬يرتبط‭ ‬الامر‭ ‬أيضا‭ ‬بالجوانب‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬اقبال‭ ‬متزايد‭ ‬على‭ ‬استئجار‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬نظرا‭ ‬الى‭ ‬ضعف‭ ‬السوق،‭ ‬وكأنه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الركود‭. ‬وتزداد‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬والشوارع‭ ‬التي‭ ‬تفتقد‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬الكافية‭.‬

ويمتد‭ ‬الأمر‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الصناعية،‭ ‬حيث‭ ‬اعرف‭ ‬مستثمرين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬مشاريع‭ ‬بمناطق‭ ‬معينة‭ ‬ولكن‭ ‬نظرا‭ ‬الى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬بنى‭ ‬تحتية‭ ‬جاهزة‭ ‬فإنهم‭ ‬يعزفون‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭. ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬صالحنا‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬التسهيلات‭ ‬التي‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬المستثمرون‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬مثل‭ ‬الأرض‭ ‬والخدمات‭ ‬والتمويلات‭ ‬بدون‭ ‬فوائد‭.‬

قيد‭ ‬الدراسة‭!‬

الدكتور‭ ‬صادق‭ ‬شرف،‭ ‬يدلي‭ ‬بدلوه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬مبينا‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬إشكالية‭ ‬حقيقة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬تتعلق‭ ‬بالبنى‭ ‬التحتية،‭ ‬حيث‭ ‬تبقى‭ ‬استثمارات‭ ‬معطلة‭ ‬لسنوات،‭ ‬وتواجه‭ ‬عزوفا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستأجرين‭ ‬او‭ ‬المستثمرين‭. ‬وأضاف‭: ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬أرسلنا‭ ‬خطابات‭ ‬تتعلق‭ ‬ببعض‭ ‬المناطق‭ ‬وتابعنا‭ ‬الامر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬فائدة،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬نحصل‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬الامر‭ ‬قيد‭ ‬الدراسة‭.‬

ويتابع‭: ‬لدينا‭ ‬عقارات‭ ‬استثمارية‭ ‬تجارية‭ ‬استثمرنا‭ ‬فيها‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة،‭ ‬ولكنها‭ ‬مازالت‭ ‬شبه‭ ‬مهجورة‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬مثل‭ ‬الطرق‭ ‬والإنارة‭. ‬فذلك‭ ‬يسبب‭ ‬عزوفا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الزبائن‭ ‬والعملاء‭. ‬وحتى‭ ‬الان‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬تأجير‭ ‬الوحدات،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬المؤجرة‭ ‬منها‭ ‬تكون‭ ‬بمبالغ‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬سعر‭ ‬السوق،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬لنا‭ ‬خسائر‭ ‬مستمرة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اننا‭ ‬دفعنا‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬كرسوم‭ ‬لتوفير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬عند‭ ‬بناء‭ ‬العقارات‭. ‬

خسائر‭ ‬وأضرار

من‭ ‬المستثمرين‭ ‬المتضررين‭ ‬هو‭ ‬جعفر‭ ‬كاظم‭ ‬الحلواجي،‭ ‬حيث‭ ‬يمتلك‭ ‬محلات‭ ‬تجارية‭ ‬بمنطقة‭ ‬تنتظر‭ ‬رصف‭ ‬الطرق‭ ‬والانارة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وقد‭ ‬دفعوا‭ ‬نصف‭ ‬رسوم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬فقط،‭ ‬حيث‭ ‬حالفهم‭ ‬الحظ‭ ‬بإلغاء‭ ‬قانون‭ ‬هذه‭ ‬الرسوم‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يستكملوا‭ ‬دفع‭ ‬المبالغ‭. ‬وشرح‭ ‬لنا‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭: ‬لدينا‭ ‬مبان‭ ‬في‭ ‬سلماباد‭ ‬وتوبلي‭ ‬والهملة‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولكن‭ ‬مازالت‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ناقصة‭. ‬وبعض‭ ‬المناطق‭ ‬مازالت‭ ‬غير‭ ‬مرصوفة‭ ‬وتفتقد‭ ‬الانارة‭. ‬وقد‭ ‬طالبنا‭ ‬باسترجاع‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬دفعناها‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬ولكن‭ ‬أخبرونا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭ ‬لأنه‭ ‬تم‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬فعلا‭.‬

وفي‭ ‬الواقع‭ ‬تأخر‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬يسبب‭ ‬لنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والخسائر‭. ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬يعزفون‭ ‬عن‭ ‬الحضور‭. ‬وحتى‭ ‬المستأجرين‭ ‬يكثرون‭ ‬الشكاوى‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الشتاء‭ ‬حيث‭ ‬تتزايد‭ ‬الأوحال‭. ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬الموظفين‭ ‬والعمال‭ ‬يتذمرون‭. ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬رفض‭ ‬موظفون‭ ‬حتى‭ ‬الحضور‭ ‬بسبب‭ ‬برك‭ ‬المياه‭ ‬المتجمعة‭. ‬وفي‭ ‬احدى‭ ‬المناطق‭ ‬استأجرنا‭ ‬محلات،‭ ‬وأبلغونا‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬رصف‭ ‬الشوارع‭ ‬قريبا،‭ ‬ولكن‭ ‬مرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬ترصف‭ ‬الشوارع‭. ‬وعند‭ ‬المراجعة‭ ‬يبلغونا‭ ‬ان‭ ‬المنطقة‭ ‬ملك‭ ‬خاص‭. ‬

علي‭ ‬الحلواجي،‭ ‬شريك‭ ‬جعفر‭ ‬كاظم‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬معاناتهم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬الهملة‭ ‬حيث‭ ‬استأجروا‭ ‬أراضي‭ ‬ومحلات‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬استأجرها‭ ‬أساسا‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬اخر‭. ‬ومع‭ ‬الأيام‭ ‬صرنا‭ ‬نواجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التذمر‭ ‬والشكاوى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العملاء‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬رصف‭ ‬الشوارع‭. ‬وعندما‭ ‬تواصلنا‭ ‬مع‭ ‬المؤجر،‭ ‬طلب‭ ‬دفع‭ ‬رسوم‭ ‬لرصف‭ ‬الشوارع‭. ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬ومازال‭ ‬المكان‭ ‬سيئا‭ ‬جدا،‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬الإيجارات‭ ‬التي‭ ‬انخفضت‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬النصف‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كثرة‭ ‬المخالفات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬والمشاكل‭ ‬البيئية‭ ‬والنظافة،‭ ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬المشاكل‭ ‬الأمنية‭ ‬بسبب‭ ‬الظلام‭ ‬الحالك‭.‬

وفي‭ ‬توبلي،‭ ‬اشترينا‭ ‬ارضا‭ ‬تجارية‭ ‬كبيرة‭ ‬ووعدونا‭ ‬باستكمال‭ ‬الخدمات‭ ‬فيها،‭ ‬ولكن‭ ‬مرت‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬ولم‭ ‬تستكمل‭ ‬حتى‭ ‬الان‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬لنا‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬المبنى‭ ‬الذي‭ ‬انشأناه‭ ‬بملغ‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬عدا‭ ‬قيمة‭ ‬الأرض،‭ ‬لا‭ ‬نجني‭ ‬منه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الفي‭ ‬دينار‭ ‬شهريا‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتكاملة‭.    ‬

نفور‭ ‬الزبائن

الدكتور‭ ‬كاظم‭ ‬الخنيزي،‭ ‬لديه‭ ‬مختبرات‭ ‬ومرافق‭ ‬طبية‭ ‬ومكاتب‭ ‬استثمارية‭ ‬افتتحها‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬توبلي،‭ ‬وتأكد‭ ‬قبلها‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬توفير‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬بل‭ ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬قبل‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭. ‬ولكن‭ ‬مازالت‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬تفتقر‭ ‬الى‭ ‬الطرق‭ ‬المعبدة‭ ‬والانارة‭ ‬والنظافة‭. ‬وهذا‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬الخنيزي‭ ‬يسبب‭ ‬لهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الضرر‭ ‬والخسائر،‭ ‬فمن‭ ‬جانب‭ ‬تتحول‭ ‬المنطقة‭ ‬الى‭ ‬مستنقع‭ ‬يصعب‭ ‬تجاوزه‭ ‬في‭ ‬الشتاء‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬نفور‭ ‬المراجعين‭ ‬والزبائن‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬طرق‭ ‬مرصوفة‭ ‬يجعل‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬والمختبر‭ ‬امرا‭ ‬ليس‭ ‬بالمريح‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬يتجهون‭ ‬إلى‭ ‬خيارات‭ ‬أخرى‭.‬

مشاريع‭ ‬مجمدة

‮«‬للأسف‭ ‬عزفت‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬جديد‭ ‬لأن‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬بات‭ ‬يخسر‮»‬‭. ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬مهد‭ ‬عباس‭ ‬حاجي‭ ‬لكلامه‭ ‬عندما‭ ‬سألناه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬محلاته‭ ‬تواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالبنى‭ ‬التحتية‭. ‬وتابع‭ ‬بقوله‭: ‬لدي‭ ‬عدة‭ ‬محلات‭ ‬واستثمارات‭ ‬صرفت‭ ‬عليها‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬جدا‭. ‬وحاليا‭ ‬قرابة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬شبه‭ ‬مجمدة‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬شوارع‭ ‬وإنارة‭. ‬وقد‭ ‬وعدونا‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬برصف‭ ‬الشوارع‭ ‬بمجرد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬شبكة‭ ‬المجاري‭. ‬ولكن‭ ‬انتهى‭ ‬العمل‭ ‬بالشبكة‭ ‬ومازالت‭ ‬المنطقة‭ ‬كما‭ ‬هي‭. ‬فالمستأجرون‭ ‬يريدون‭ ‬مناطق‭ ‬مريحة‭ ‬وآمنة‭. ‬وحتى‭ ‬بعض‭ ‬المستأجرين‭ ‬القدامى‭ ‬فضلوا‭ ‬إنهاء‭ ‬العقود‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭. ‬وعندما‭ ‬نراجع‭ ‬يؤكدون‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬الرصف‭ ‬قيد‭ ‬الدراسة‭ ‬وهو‭ ‬ضمن‭ ‬المشاريع‭ ‬المدرجة‭. ‬وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتردد‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬بمشاريع‭ ‬جديدة‭ ‬بأي‭ ‬منطقة‭ ‬غير‭ ‬مكتملة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬وعود‭ ‬بقرب‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬فيها‭.‬

ثماني‭ ‬سنوات

نواصل‭ ‬رحلتنا‭ ‬مع‭ ‬المتضررين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬معالم‭ ‬البنى‭ ‬التحتية،‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬نقف‭ ‬مع‭ ‬عبدالله‭ ‬عباس،‭ ‬الذي‭ ‬لديه‭ ‬هو‭ ‬الاخر‭ ‬تجربته‭ ‬الخاصة‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭. ‬وكما‭ ‬يروي‭ ‬حكايته،‭ ‬فإنه‭ ‬استثمر‭ ‬بمحلات‭ ‬تجارية‭ ‬في‭ ‬توبلي،‭ ‬ومنذ‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬ينتظرون‭ ‬رصف‭ ‬الشوارع‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الاقبال‭. ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬المستأجرين‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يتركون‭ ‬المحلات‭ ‬وينتقلون‭ ‬الى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الاقبال‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬المشاكل‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬توبلي‭ ‬بسبب‭ ‬الروائح‭ ‬والمخلفات‭ ‬التي‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬وتسبب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬التكييف‭ ‬والأجهزة‭. ‬المشكلة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭: ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬برنامج‭ ‬زمني‭ ‬او‭ ‬وعود‭ ‬صريحة‭ ‬بموعد‭ ‬رصف‭ ‬الشوارع‭.‬

مجرد‭ ‬تأكيدات

علي‭ ‬آل‭ ‬عباس‭ ‬لديه‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬تجربته‭ ‬المشابهة‭ ‬لما‭ ‬سبق،‭ ‬حيث‭ ‬يمتلك‭ ‬عدة‭ ‬محلات‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬يفتقر‭ ‬الى‭ ‬الرصف‭ ‬والاضاءة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬سلبا‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬والاقبال‭ ‬على‭ ‬المحلات‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬تأجيرها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭. ‬فمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يرتاد‭ ‬شارعا‭ ‬غير‭ ‬مرصوف؟‭ ‬ومن‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬الاستئجار‭ ‬بمنطقة‭ ‬غير‭ ‬مضاءة‭ ‬مساء؟‭ ‬والمشكلة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬أي‭ ‬وعود‭ ‬صريحة‭ ‬بموعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وانما‭ ‬فقط‭ ‬تأكيدات‭ ‬بأن‭ ‬المنطقة‭ ‬مدرجة‭ ‬ضمن‭ ‬البرنامج‭.‬

يعلق‭ ‬آل‭ ‬عباس‭: ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬كان‭ ‬العذر‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬الرصف‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬استكمال‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬أولا‭. ‬ومنذ‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬تم‭ ‬استكمالها‭ ‬ولكن‭ ‬مازالت‭ ‬الطرقات‭ ‬غير‭ ‬مرصوفة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا