العدد : ١٧٣٦٢ - الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٢ - الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

مختصة في الإرشاد النفسي والاجتماعي لـ«أخبار الخليج»:
المشاعر الإنسانية تبقى جوهر العملية التعليمية والتربوية

د. مي العازمي.

الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬مي‭ ‬العازمي‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬الإرشاد‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬أن‭ ‬المشاعر‭ ‬الإنسانية‭ ‬تبقى‭ ‬جوهر‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والتربوية،‭ ‬مشيرةً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعاطف‭ ‬والعاطفة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬برمجتهما‭ ‬أو‭ ‬استنساخهما‭ ‬عبر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭. ‬

وقالت‭ ‬العازمي‭ ‬إن‭ ‬التطور‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬جعل‭ ‬الآلات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬مهام‭ ‬كانت‭ ‬حكرًا‭ ‬على‭ ‬الإنسان،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬محاكاة‭ ‬التجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحقيقية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالذاكرة‭ ‬والقيم‭ ‬والعلاقات‭ ‬الشخصية،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬الطالب‭ ‬حين‭ ‬يستشير‭ ‬الإنسان‭ ‬المتخصص‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬عاطفي‭ ‬وتربوي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬برنامج‭ ‬ذكي‭ ‬تقديمه،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬قراءة‭ ‬الانفعالات‭ ‬وتقديم‭ ‬النصيحة‭ ‬المناسبة‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬المشاعر‭ ‬الفردية‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والإرشاد‭ ‬النفسي‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬البعد‭ ‬العاطفي‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬الطالب‭ ‬للحافز‭ ‬والشعور‭ ‬بالانتماء،‭ ‬مشددةً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التربية‭ ‬الحقيقية‭ ‬تتجاوز‭ ‬نقل‭ ‬المعرفة‭ ‬لتصبح‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬إنسان،‭ ‬وأن‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬كغاية‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬مهارات‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬والعزلة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الطالب‭ ‬على‭ ‬التعاطف،‭ ‬بينما‭ ‬الاستخدام‭ ‬المدروس‭ ‬يجعلها‭ ‬وسيلة‭ ‬مساندة‭.‬

وأضافت‭ ‬العازمي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أدواراً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤديها‭ ‬الآلة،‭ ‬مثل‭ ‬الإلهام‭ ‬والمواساة‭ ‬ونقل‭ ‬القيم‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬عبر‭ ‬القدوة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار‭ ‬تمس‭ ‬الجوهر‭ ‬الإنساني‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬استبدالها‭ ‬بخوارزميات‭. ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬دمج‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدعم‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬مثل‭ ‬متابعة‭ ‬المزاج‭ ‬اليومي‭ ‬للطلاب،‭ ‬ومنصات‭ ‬التعلم‭ ‬التفاعلي،‭ ‬ورصد‭ ‬المشكلات‭ ‬مبكرًا،‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬الأخصائي‭ ‬والمعلم‭ ‬حاضرين‭ ‬بإنسانيتهما‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬كبديل‭ ‬للمعلم،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الطالب‭ ‬لا‭ ‬يتعلم‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬النموذج‭ ‬الذي‭ ‬يراه‭ ‬أمامه،‭ ‬وأن‭ ‬الآلة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نموذجًا‭ ‬أخلاقيًا‭ ‬أو‭ ‬إنسانيًا،‭ ‬وأن‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لهم‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البعد‭ ‬الإنساني‭ ‬للتربية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوعية،‭ ‬وورش‭ ‬العمل،‭ ‬واللقاءات‭ ‬المفتوحة‭ ‬حول‭ ‬مخاطر‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الإنساني‭.‬

وقالت‭ ‬العازمي‭ ‬إن‭ ‬مواقف‭ ‬مثل‭ ‬فقدان‭ ‬أحد‭ ‬الأحباء‭ ‬أو‭ ‬التعرض‭ ‬للتنمر‭ ‬أو‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬المستقبل‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬لمسة‭ ‬إنسانية‭ ‬صادقة،‭ ‬وليس‭ ‬إلى‭ ‬ردود‭ ‬جاهزة‭ ‬من‭ ‬برنامج،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬التعاطف‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬برمجته،‭ ‬فهو‭ ‬تجربة‭ ‬إنسانية‭ ‬يعيشها‭ ‬الإنسان‭ ‬بأحاسيسه‭ ‬وذاكرته‭ ‬وتاريخه‭ ‬الشخصي‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والإنسانية‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الأمثل،‭ ‬حيث‭ ‬تقدّم‭ ‬التقنية‭ ‬البيانات،‭ ‬ويقدّم‭ ‬الإنسان‭ ‬العاطفة‭ ‬والقيم‭.‬

وأكدت‭ ‬العازمي‭ ‬أن‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬المربي‭ ‬لا‭ ‬يُستبدل‭ ‬تشمل‭ ‬الحنان،‭ ‬والإلهام،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬علاقة‭ ‬شخصية،‭ ‬وقراءة‭ ‬التفاصيل‭ ‬الصغيرة‭ ‬مثل‭ ‬نبرة‭ ‬الصوت‭ ‬ولغة‭ ‬الجسد،‭ ‬مشددةً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬البعد‭ ‬الإنساني‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أجيال‭ ‬أكثر‭ ‬عزلة‭ ‬وأقل‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬وربما‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للاضطرابات‭ ‬النفسية‭. ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الطالب‭ ‬والمعلم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ستتحول‭ ‬إلى‭ ‬علاقة‭ ‬تكاملية‭: ‬الآلة‭ ‬تقدّم‭ ‬الدعم،‭ ‬والمعلم‭ ‬يقدم‭ ‬الجوهر‭ ‬الإنساني،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬شريك‭ ‬لا‭ ‬منافس،‭ ‬وأداة‭ ‬لا‭ ‬بديل،‭ ‬فيما‭ ‬يبقى‭ ‬التعليم‭ ‬البشري‭ ‬الخيار‭ ‬الأصيل‭ ‬لبناء‭ ‬الشخصية‭ ‬والهوية‭.‬

وبينت‭ ‬العازمي‭ ‬ان‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬تقدم‭ ‬أدوات‭ ‬قوية،‭ ‬لكنها‭ ‬تظل‭ ‬وسيلة،‭ ‬أما‭ ‬التعاطف‭ ‬والعاطفة‭ ‬فهما‭ ‬جوهر‭ ‬العملية‭ ‬التربوية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُبرمج،‭ ‬ولذلك‭ ‬يبقى‭ ‬المعلم‭ ‬والاخصائي‭ ‬النفسي‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أجيال‭ ‬متوازنة‭ ‬علميًا‭ ‬وإنسانيًا،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا