أعرب الروسي جاكوف فرانكل، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للصم، عن إعجابه الكبير بالمنشآت الرياضية التابعة للاتحاد البحريني لرياضات الصم، وبالجهود المميزة التي يبذلها القائمون عليه في مختلف المجالات، مؤكدا أن ما شهده خلال زيارته الرسمية للبحرين يعد نموذجا فريدا على مستوى العمل التطوعي.
جاء ذلك على لسان الروسي جاكوف الذي خص الاتحاد البحريني لرياضات الصم بزيارة رسمية وخلال الاجتماع الذي جمعه مع مجلس إدارة الاتحاد البحريني برئاسة مريم فؤاد شهاب، وبحضور نائب الرئيس جاسم حسن، ورؤساء لجان الاتحاد، إضافة إلى أحمد العمار الأمين العام الشخصي للاتحاد الدولي للصم (مترجم لغة الإشارة)، ونزار جاسم خليف بسروكي مدير العلاقات العامة في اتحاد آسيا والمحيط الهادئ للصم، إذ شدد فرانكل على ضرورة العمل باحترافية كاملة، مع تعزيز التعاون المباشر مع الاتحاد الدولي من أجل تسهيل المهمات المقبلة.
وردا على أسئلة الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» الذي شهد تفاصيل الاجتماع أوضح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للصم أن ما أثار دهشته أن جميع الأعمال التي يقوم بها مسؤولو الاتحاد البحريني والعاملون فيه تتم بشكل تطوعي بحت، من دون أي مقابل مادي، وهذا أمر لم يجده في أي مكان آخر حول العالم على حد تعبيره.
هذه الإشادة لا تعني مجرد ثناء، بل تحمل قيمة مضاعفة في ظل عالم باتت فيه الرياضة أكثر ارتباطا بالتمويل والرعايات التجارية، ومن هنا، يظهر الاتحاد البحريني «كحالة خاصة» قادرة على أن تلهم تجارب مماثلة في دول أخرى.
وأكد جاكوف أن الاتحاد الدولي لكرة القدم للصم يفتح ذراعيه ويرحب بانضمام الاتحاد البحريني لعضويته، رغم أن هذه الخطوة تأتي متأخرة نوعا ما، لكنها ضرورية جدا بحسب وصفه لتمكين البحرين من تنظيم والمشاركة في البطولات الرسمية والاستفادة من برامج التطوير.
ودعوة الترحيب هذه من المسؤول الدولي لانضمام البحرين إلى عضوية الاتحاد الدولي لم تكن مجاملة، بل تأكيد على ضرورة ملحة، إذ إن هذه الخطوة تمثل البوابة الرسمية للمشاركة في البطولات الدولية والاستفادة من برامج التطوير والتأهيل، وبالنظر إلى تأخر البحرين في هذا الجانب، فإن الرسالة جاءت بمثابة تنبيه واضح بضرورة اللحاق بالركب وعدم تضييع المزيد من الوقت.
وأضاف أن ما شاهده من مرافق رياضية أثار إعجابه، وخصوصا الملعب وأرضيته الذي جاء مطابقا لمعايير الفيفا، وهو ما يعزز فرص البحرين في استضافة بطولات مستقبلية كبرى على مستوى الصم.
وإشادته بمرافق الاتحاد البحريني وبتطابق أرضية الملعب مع معايير الفيفا، ليست مجرد مجاملة بروتوكولية، بل شهادة فنية دولية تعزز موقف البحرين إذا ما قررت الترشح لاستضافة بطولات كبرى، وهنا تبرز أهمية التخطيط المبكر، إذ يمكن أن تتحول البحرين إلى مركز إقليمي لرياضات الصم، خاصة مع ما تمتلكه من منشآت وموقع جغرافي مميز.
وأبدى جاكوف تفاؤله الكبير بقدرات الكوادر البحرينية العاملة في هذا المجال، مشيرا إلى أن الاستمرارية في تدريب وتأهيل هذه الكفاءات هي الضمانة الأساسية لتطوير هذا القطاع الرياضي، لكنه حذر في الوقت ذاته من خطورة تراجع الحماس أو حدوث تغييرات كبيرة في القيادات، وهو ما قد يؤثر سلبا في مسيرة الاتحاد.
إذ لم يكتفِ بالحديث عن البنية التحتية، بل وضع العنصر البشري في قلب النقاش، فأشاد بالكوادر البحرينية لكنه في الوقت نفسه حذر من مخاطر التراخي وتراجع الحماس أو حدوث تغييرات مفاجئة في القيادة، هذا التحذير يحمل في طياته إشارة ذكية إلى أن النجاحات الحالية يجب أن تدار باستراتيجية طويلة المدى، لا بجهود فردية مرتبطة بأشخاص معينين.
ونصح المسؤول الدولي الاتحاد البحريني بالتخطيط المبكر لاستضافة بطولة عالمية عام 2026، مشيرا إلى أن مثل هذه الخطوة ستعود بفوائد كبرى، وستضع البحرين في دائرة الضوء، من خلال إثارة النقاشات والتساؤلات حول القوانين والمفاهيم الخاصة برياضة الصم.
ونرى أن هذه النصيحة الذهبية من المسؤول الدولي ينبغي ألا تمر مرور الكرام على مسؤولي الاتحاد البحريني لرياضات الصم، إذ تعكس قناعته بأن البحرين تمتلك المقومات، لكنها تحتاج إلى جرأة في اتخاذ القرار، فالاستضافة لا تعني فقط تنظيم حدث رياضي، بل تفتح الباب لطرح قضايا وملفات رياضة الصم على الساحة الدولية، وتعطي البحرين مكانة متقدمة في هذا الحقل الإنساني الرياضي.
وختم حديثه بالتعبير عن أمله في أن يشارك مسؤولو الاتحاد البحريني في البطولة التي تستضيفها اليابان في نوفمبر المقبل، حتى يتعرفوا من قرب ويكتسبوا الخبرة المباشرة في تنظيم البطولات الكبرى، بما يساعدهم في تطوير تجربتهم المحلية وتعزيز حضورهم الدولي.
وفي ختام اللقاء، قام جاكوف فرانكل بتقديم شهادة العضوية الرسمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم للصم إلى رئيس الاتحاد البحريني لرياضات الصم مريم فؤاد شهاب، في خطوة تعكس مكانة الاتحاد البحريني وحضوره المتنامي على الساحة الدولية، كما جرى خلال اللقاء تبادل الدروع التذكارية والهدايا الرمزية بين الجانبين، في أجواء ودية عكست عمق العلاقات وروح التعاون المشترك، والتطلع إلى فتح آفاق أوسع من الشراكات المستقبلية بما يخدم تطوير الرياضات الخاصة بالصم على المستويين المحلي والدولي.
مريم شهاب: سعادتي لا توصف بانضمامنا إلى عائلة الاتحاد الدولي
كشفت مريم فؤاد شهاب، رئيس الاتحاد البحريني لرياضات الصم، عن فخرها واعتزازها الكبيرين بالزيارة الرسمية التي قام بها للمملكة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للصم جاكوف فرانكل، مؤكدة أن هذه الزيارة أثمرت عن إنجاز نوعي وتاريخي للبحرين، تمثل في قبول اتحادها عضوا رسميا ضمن منظومة الاتحاد الدولي لكرة القدم للصم.
وقالت شهاب في تصريحها للملحق الرياضي في «أخبار الخليج»، إن شعورها في هذه اللحظة يفوق الوصف، موضحة أن حصول الاتحاد البحريني لرياضات الصم على هذه العضوية يفتح أبوابا واسعة أمام اللاعبين البحرينيين من فئة الصم للاندماج في الحركة الرياضية العالمية، والمشاركة في البطولات الرسمية، بعد سنوات من الحرمان من التواجد في المحافل الدولية.
وأضافت أن هذه الخطوة تمثل منعطفا مهما في مسيرة الاتحاد البحريني لرياضات الصم، إذ ستتيح له فرصا أكبر للتواصل مع الاتحادات الدولية الأخرى، والمشاركة في ورش العمل والدورات التطويرية، إلى جانب إدراج لاعبي البحرين على خارطة المنافسات الإقليمية والعالمية، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على تطوير مستوى اللعبة وعلى صقل مهارات اللاعبين محليا.
وأشارت شهاب إلى أنها خلال إحدى المشاركات في عام 2024، أتيحت لها فرصة الاطلاع من قرب على إمكانات عدد من اللاعبين البحرينيين الصم، حيث لمست حجم الإرادة القوية والعزيمة الاستثنائية لديهم، وهو ما جعلها تتمنى آنذاك أن ينالوا فرصتهم في الاحتكاك الدولي. وأضافت: اليوم، تحقق هذا الحلم، وأصبح الطريق ممهدا أمام لاعبينا لإثبات أنفسهم في الملاعب العالمية.
وشددت رئيس الاتحاد البحريني لرياضات الصم على أن الرياضة حق للجميع بلا تمييز أو استثناء، وأن فئة الصم في البحرين تملك الكثير من القدرات التي تستحق الدعم والتشجيع، وأكدت أن طموحها الأكبر هو أن يحمل لاعبو البحرين راية الوطن في البطولات القارية والدولية المقبلة، وأن يظهروا بالصورة التي تعكس كفاءتهم العالية وإرادتهم التي لا تلين.
وختمت شهاب تصريحها بالقول: انضمامنا إلى عائلة الاتحاد الدولي لكرة القدم للصم ليس مجرد إنجاز إداري، بل هو رسالة إنسانية وحضارية، تؤكد أن البحرين حاضنة لجميع فئات المجتمع، وقادرة على تمكينهم من تمثيل الوطن في أرقى المحافل الرياضية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك